إستطلاع: بريطانيا الاخيرة في اوروبا من حيث جودة المعيشة

لندن

لا تتمتع بريطانيا بعدد كبير من الايام المشمسة

جاء في تقرير سنوي اصدرته مؤسسة ابحاث بريطانية ان بريطانيا هي اسوأ بلد للعيش في اوروبا بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة واختلال الميزان بين العمل والحياة وانخفاض الانفاق الحكومي في حقلي الصحة والتعليم.

وهذه هي المرة الاولى التي تحل فيها بريطانيا في الموقع الاخير في مؤشر (يو سويتش) السنوي لنوعية الحياة الذي يقارن بين الاوضاع في عشر دول اوروبية بالاعتماد على 16 عاملا تتضمن مستوى الدخل وضريبة المبيعات وكلفة السلع الاساسية كالوقود والغذاء والطاقة، اضافة الى عوامل اخرى كعدد الساعات المشمسة وعدد ايام العطل والاجازات وعدد ساعات العمل والمدى المتوقع للحياة.

وبينما حلت بريطانيا في الموقع الاخير، جاءت فرنسا في المرتبة الاولى للسنة الثالثة على التوالي، بينما حلت اسبانيا في المرتبة الثانية وهولندا في المرتبة الثالثة.

وعلقت آن روبنسون، مديرة شؤون المستهلكين في المؤسسة، على النتائج التي خلص اليها التقرير الاخير بالقول: “نحن الآن رسميا في اسفل الترتيب. قد نكون نتمتع برابع اعلى دخول في القارة الاوروبية، ولكن مستوى المعيشة المرتفع يعني اننا نعيش من اجل ان نعمل وليس العكس.”

ورغم تمتع البريطانيين بدخول اعلى من المعدل الاوروبي، فإن ترتيب بلادهم قد تدنى بسبب ساعات العمل الطويلة وقصر الاجازات السنوية وتأخر عمر التقاعد وارتفاع اسعار الغذاء والطاقة وبنزين السيارات – اضافة الى قلة عدد الساعات التي تسطع فيها الشمس.

كما كان للانفاق الحكومي المتدني نسبيا في مجالي الصحة والتعليم تأثير كبير في تأخر بريطانيا مقارنة بقريناتها الاوروبيات، وهو امر سيزداد سوءا نظرا لخطط الحكومة البريطانية لخفض الانفاق العام.

فبينما لا تنفق بريطانيا سوى 11 في المئة من دخلها القومي في المجال الصحي، يبلغ المعدل الاوروبي 12 في المئة.

كما يبلغ الانفاق الحكومي البريطاني في مجال التعليم 5,36 في المئة من الدخل القومي، وهو رقم يقل عن المعدل الاوروبي ايضا.

كما لعب ارتفاع مستوى المعيشة دورا مهما في جعل بريطانيا تحل اخيرة بين قريناتها الاوروبيات. فمعدل ما تنفقه الاسرة البريطانية على الطاقة (الوقود المنزلي) 1273 جنيه استرليني سنويا، بينما تعتبر اسعار الغذاء ووقود الديزل الاعلى في اوروبا. اما اسعار المشروبات الكحولية، فتأتي في المرتبة الثالثة.

كما تأثر ترتيب بريطانيا سلبا نتيجة ظروف العمل السيئة نسبيا. فالعمال البريطانيون يعملون 36,4 ساعة في الاسبوع بالمعدل ولا يتقاعدون حتى يبلغوا الثالثة والستين بينما لا تزيد ايام الاجازات التي يتمتعون بها عن 28 بالمعدل.

ونظرا لهذه النتائج، لم يكن مستغربا ان يجيب نصف البريطانيين المستطلعة آراؤهم في استطلاع ثان بأنهم يفكرون في الهجرة الى بلد آخر.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *