أوراق من المؤتمر الكلداني العام

                       ” النجوم الكلدانية “

 

توافد رجال الكلدان من كل حدبٍ وصوب، ويمموا شطر سان دييگو مكان إنعقاد المؤتمر الكلداني العام ، تلاقت الشخصيات والأشخاص ، وشاهدنا وعشنا وذقنا طعم حرارة اللقاء، وكأن الجميع يعرف أحدهم الآخر منذ زمنٍ ، فمجرد التأكيد على الأسم حتى يبدأ العناق الحار والقبلات، تقليدٌ عراقي ، عناق وتلحقه أربع قبلات لاأكثر ولا أقل على اليمين ثم على خد اليسار وعودة على اليمين ثم اليسار، في خضم هذه المشاعر الجياشة وهذه اللقاءات المرتقبة، أو التي كان ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، شعرنا وكأننا عائلة واحدة أو نحن كذلك، لقد افتقدنا مثل هذا اللقاء منذ زمن، نعم شعرنا في تلك الفترة أننا فعلاً محتاجون لمثل هكذا لقاء ، لقد شعرنا بقوتنا، وهذه نتيجة حتمية لوحدتنا .

هذا الكم الهائل العظيم من نجوم الكلدان اللامعة في سماء الكلدان ، هذه خلية النحل ، تراهم جاهدين، الكل يحمل بين يديه عصارة جهدٍ تطلب سهر لعدة ليالٍ ، أوراق، أقلام ، ملفات ، كاميرات ، توثيق أحداث ، …. الخ 

نعم إنها فرصة نادرة أن ألتقي مع أحد الإخوان من كندا وآخر من أستراليا وآخر من العراق وآخر من …… ألخ

نعم نحن نعرف أحدنا الثاني عن طريق الأنترنت وبالأسماء أو من خلال ما يكتبون ، لكن أن نلتقي وجهاً لوجه ، فكان أشبه بالمستحيل ، أقول أشبه بالمستحيل لكون لا يمكن أن نجتمع كلنا بهذه الكثافة وبهذا الجهد ولهذه الفترة لولا همة المؤتمر الكلداني العام ، فله الفضل في جمع شملنا ، وله الفضل في لم هذه النخبة الخيرة المثقفة ، وله الفضل في هذا اللقاء التاريخي الفريد .

فلم أكن أتوقع أن ألتقي الأستاذ الدكتور ( البروفسور ) عبدالله مرقس رابي والأخ بطرس شمعون والأخ المهندس وميض بطرس شمعون في لقاء واحد ، بينما هم جميعاً في كندا لم يحدث أن ألتقيا لمرة واحدة ، وكذلك مع الأخ عيسى قلو حيث نلتقي يومياً عبر الهاتف أو من خلال الأنترنت، ولكن لم يحدث أن ألتقينا وجهاً لوجه، وهذا ما حدث في المؤتمر وبسبب المؤتمر ، وكذلك مع العزيز زيد ميشو أو الأخوة من العراق الأستاذ أبلحد أفرام والأخ فادي ديندو والأخ فاروق يوسف والأخ رحيم بطرس گورگيس أو الأخوة ألأعزاء في امريكا الشماس الدكتور گورگيس مردو والأخ نصرت دمان والأخ نشأت دمان والأخ نبيل دمان والأخ صباح دمان والأخ مؤيد هيلو وغيرهم كثيرين.

كما لم أكن أتوقع أن ارى قداسة المطران مار سرهد جمو أو قداسة المطران مار باواي سورو أو الأب نوئيل الراهب أو الأب أوراها أو الأخت نوال الكاتب وغيرهم .

بالإضافة إلى أن المؤتمر كان سبباً في أن التقي مع إخوتي وأختي العزيزة وخالي وأقربائي كلهم والذين يزيد فراقي عنهم مدة أكثر من عشرين عاما ً .

أول وصولنا كان في نيويورك حيث قضينا يوماً كاملاً هناك ، توجهنا بعدها إلى أريزونا حيث ألتقيت بأقربائي هناك ، كما ألتقيت سيادة المطران مار باوي سورو وسيادة الخورأسقف فليكس الشابي ، قضيت عدة ايام هناك بعدها سافرت إلى مدينة الملاهي والقمار والكازينوهات لاس فيگاس حيث ألتقيت الأعزاء من الأقرباء والأصدقاء هناك ، ولا أنسى أن أذكر بأن السيد سمير أسطيفو شبلا  رئيس الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الأصلاء قد زارني في محل سكناي وقدم باقتي ورد جميلتين مثله، فله كل شكري وتقديري .

بعد أن قضيت عدة أيام في لاس فيگاس توجهنا إلى مدينة لوس أنجلوس حيث حللنا ضيوفاً على الأخ العزيز بطرس گورگيس عبد الأحد المعروف ب ( أبو مي ) والذي كان يعمل مديراً لقسم النفط في شركة نفط الشمال سابقاً ،وهناك ألتقينا بالأستاذ عدنان گورگيس عبد الأحد ( أبو سارة ) الذي كان مديراً لشركة الحفر العراقية فرع التأميم وألتقينا بإخوتهم البروفيسور بولص والبروفيسور وجدي وتجاذبنا أطراف الحديث وتناقشنا حول المؤتمر ، وقد فاتنا توجيه الدعوة لهم لحضور المؤتمر ، ولنا حلقة خاصة حول هذه الزيارة .

بعد ذلك توجهنا إلى مقر أنعقاد المؤتمر ، مدينة العرس الكلداني الكبير سان دييگو ، وهناك كان عرساً كلدانياً حقيقياً ، وعلى مدى ثلاثة أيام وهي مدة أنعقاد المؤتمر كنا نلتقي يومياً ونتزاور مع أقرباء وأصدقاء باعدتنا عنهم الظروف القاسية التي مر بها كل واحد منا ، ألتقينا في بلاد الغربة ، ويا له من لقاء ، ومن خلال هذا اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية كل قد جلب من البلد الذي يقيم فيه هدية ، بينما بعض الأساتذة قدموا لنا هدايا هي ثمرة جهودهم بعضاً من الكتب القيّمة التي صبوا فيها جهوداً كبيرة، من تأليفهم مع كتابة تذكار كهدية ، نعتز بها ونفتخر ، فلهم جميعاً شكرنا وتقديرنا العالي للمجهود الذي بذلوه في سبيل إيصال الكلمة الحرة الشريفة والمعلومة الصحيحة الموثقة للقراء الكرام ، بالإضافة إلى أنها رصيد كبير يزيد مكتبتنا فخراً وبهاءاً، كما أنها مصادر تاريخية ومراجع يمكن العودة إليها في الكثير من الأمور التاريخية، نتمنى من كل قارئ أن يقتني منها نسخةً .

بعد أنتهاء أعمال المؤتمر توجهت إلى مدينة ديترويت في ولاية مشيغان حيث أكثرية الأقارب هناك ،

كانت سفرة ممتعة حقاً ، والفضل كله يعود للمؤتمر الكلداني العام ، فألف شكر لهذا المؤتمر وللقائمين عليه ،

تحية وألف تحية لكل مَنْ ساهم بشكلٍ أو بآخر في سبيل عقد المؤتمر

تحية إجلالٍ وإكبار لسيادة المطران مار سرهد يوسب جمو وللسلك الكهنوتي كافةً لجهودهم الكبيرة في قطف ثمار هذا العمل الجبار .

تحية شكر وتقدير للدكتور نوري بركة رئيس المكتب التنفيذي وللأخ صباح دمان والأخ المحامي ستيفن والأستاذ الفاضل مؤيد هيلو للجهود الكبيرة التي بذلوها في سبيل عقد المؤتمر .

شكر خاص للأستاذ مؤيد هيلو الذي تكرم علي بلقب ” أريا أد مؤتمر ” أسد المؤتمر .

إنه البناء الكلداني الجديد يعلو ويعلو ، وفي كل يوم يتجدد بناء ، ويُضاف إليه صفٌ جديد لكي يعلو هذا البيان ليصل عنان السماء ، إنه البناء الكلداني التاريخي الذي يجب أن يتكامل ، فسارع أخي الكلداني وإخوتي في بقية التنظيمات الكلدانية بكل ما تتمكنون من أجل المشاركة في إعلاء هذا الصرح الكبير ، صرح النهضة الكلدانية، ولكي تكون بصمات جميع الكلدان على البيت الكبير لتكون شاهد عيان يحكي للأجيال القادمة قصة الوحدة الكلدانية ، قصة البيت الكلداني الكبير  .

‏08‏/05‏/2011

 

نزار ملاخا / عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الكلداني العالمي

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *