أنا الحلال ! أنا الحـرام ! أنا الفـتـوى وفـق الحاجة الآنية

   

قـرأت في العـدد الماضي من صحـيفة “العـراقـية” الغـراء الصادرة في سـدني ، قـصيدة لموفـق ساوا بعـنـوان : ) أنا الراعي وأنـتم الرعـية (

فـردّ عـليه الصدى سائلاً من قـمم فـوقـية :

 

أين الراعي وأين الرعـية

هـل تـنادي ساكـنين في أبراج تـرابـية

أم ساذجـين يشـترون مَساكـناً أزلية

لا حـياة لِـمـَن تـنادي بمكـبِّـرات صوتية

فـكلهم موتى يدفـنون موتاهم في سراديـب تـحـتية

وفـجأة جاء صوتٌ من قـبور قـرمـزية

من بـين ركام العـظام الرميم دَوَّتْ أمواجٌ صوتية   

أنا الراعي أنا الواعـي ، أنتم قـطعان الرعـية

ديدان الأرض مأكـلكم وحـشائـشُ في البرية

فـتـدرّ ثــُـدِيُّـكم من حـلماتها الوردية

حـليـباً يُـقـطـَّـرُ في كـؤوس ذهـبـية

أرتـشف منها عـنـد غـياهـب الغـسـقـية

تـفـرشون رداءكم ، تـنثرون زهـوركم ، فـموكـبي شعائر قــُـدسـيّة

وأنـتم ؟ أنـتم أولاد الغـجـرية وأسنانكم تبقى لبنية  

 وعـنـد كل دورة شـمسية

تـدفـعـون الجـزية العـُـمـَـرية  

بأيادي مكـتـوفة وقـناعة عَـبْـدية

ملائـكـتي حُـلـَّـتـها ثـلجـية

بـين الجـدران القـوسية

ولكـنها أصنامٌ راضية مَرْضية

ليس لها شـغـل في ساحة الحـرية

بل إنّ مَن يتبعـني أيامأ أزلية

وينـكـر حُـرية الحـرية

هـو الذي أكـرِمُه بلمسة الحـرية     

جـِلـْـدُ كـفـّيَ مرآبهم ، قلادتي محـرابهم

معـروضة للأجـرة ، أجـْـرَتها عـيدية

زئيري سيد الأصوات الفـردية

وكلامي يرعـد فـوق غـيوم سمـتية  

فـلتـسـكـت المزامير الشعـبـية  

وإذا حـُـرِجـْـتُ في جـلسة فارغة شـفـوية 

أرفع صوتي ، أسـتـشـهِـدُ بالموتى في الساعة الحـرجـية 

فـمَن ذا الذي يُـكـلـِّـم الجـثة الهامدة في الأمسيات الغـيـبـية

أو في القادم مِن أوقاتـنا الفـجـرية

إذاً ، أنا الصحـيح رغـم المقاومة الشـعـبـية

************************   

إنْ كانـت لموسى عـصاً سـحـرية

 فأنا راعي الخـراف عـكازتي خـشبـية

توقـِفُ البحـر جـداراً لتـَـعــْـبُـر قـطعاتي العـنـزية      

عـكازتي تـُـفـَـجـِّـر الينابـيع من صخـور جـبلية

تـشق سـواقـياً لتـصبَّ في خـزاناتيَ الجـوفـية

لا يستمـكـنها الفـقهاء ولا الكـفاءات العـلمية

فـدَعـوني مستـلقـياً مرتـخـياً فـفـراشي حـشْـوَته ريشية

غـطاؤه السندس بالألوان الطبـيعـية

ولحافي من قـماش أطـلس ومخـدّتي جـورية

************

ولـّى عـفـريت الدكـتاتورية ، جاء دكـتاتور الإمبراطورية

والثـالث الأكـبر شيخ الأباطـرة العـفاريتية  

شاخ وتـراخـتْ وشائجه الجـنـجـلوتية

وللجـميع أسنان تمساح مـنسـقة قـوية

ذيله يعـطيه زخـماً ، قـوة إضافـية

يلتهمـون الفـرائس بطريق عـشوائية

وبـينهم صراع في السـرّية وبالصورة المخـفـية

هـذه طـريقـهم وهـذا حـقـهم ، وهـذه حـياتهم اليومية

إنهم سادة القـرش والمِنـَـصّات ، بارعـون في إخـراج المسرحـية

العـصافـير تـزقـزق أصواتاً موسـيـقـية

لا ولن تـَـسمَع مجـيـباً من بـين الأنـقاض الأثرية

فـمـُـفـْـتينا المالك يُخادع الأنس والجـنـِّـية

ويقـول أنا الربُّ سـيد الديار الأرضية

أنا الحلال ! أنا الحـرام ؟ أنا الفـتـوى وفـق الحاجة الآنية

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *