أفتراءات وخداع قسم من المسيسين الآثوريين الى أين؟!

أطلعنا على بيان صادر من ممثلي البرلمان العراقي الأربعة من قائمتي الرافدين والمجلس اللاشعبي، بأستثناء ممثل قائمة الوركاء الديمقراطية مشكوراً كونه خارج الطائفية. هؤلاء الأربعة الطائفيون بامتياز كونهم ممثلوا الشعب المسيحي المؤسف والمخجل تمثيلهم لهذا الشعب المظلوم الدامي والدامع والمهجر من دياره العامرة، من أدنى الجنوب العراقي وحتى أقصاه في الأعالي للأرض العراقية التاريخية الحضارية، والمستقر بشكل مؤقت في أقليم كردستان بعد تعدد نزوحه المتواصل قبل 2003 وما بعدها، لأسباب عرقية ودينية وطائفية مقيتة من قبل الأحزاب السياسية الدينية الميليشاتية وبشكل مستمر ولحد اللحظة (ماعش)، وما بعد 10\حزيران\2014 ولحد الآن من قبل (داعش) المحتل لثلث مساحة العراق (نينوى بسهاها ومدنها، والأنبار، وقسم من قصبات صلاح الدين) ولازال ربع شعبنا العراقي تحت سيطرة داعش الأجرامي الدموي.

هؤلاء النواب الأربعة ممثلي قائمتي الرافدين (زوعا) وعشتار (المجلس اللاشعبي) أتفقوا على أصدار بيان بيوم الشهيد الآثوري المصادف 7/ آب من كل عام ليتحول بقدرة قادر الى يوم الشهيد الآشوري، والمتخذ من مجزرة سميل التي أرتكبت من قبل القائد العسكري بكر صدقي عام 1933 في العهد الملكي، بحق الأخوة الآثوريين النساطرة (تيارايي) تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 4000 شهيد بحدود معركة غير متكافئة عسكرياً والتي دامت عشرون ساعة وفق معطيات التاريخ والمصادر الموثقة، والتي تشرد الشعب الآثوري بالآلاف الى مناطق متعددة داخل العراق (مدينة ألقوش) وخارجه الى سوريا ولبنان حفاظاً على الحياة والبقاء. ولولا تدخل مباشر من قبل الباطريرك الكلداني والذي كان مقره الموصل في ذلك الوقت، لضربت القوش بالمدفعية لتحصل مجزرة كبيرة نتيجة أصرار أهل المدينة بعدم تسليم ضيوفهم الآثوريين لعسكر بكر صدقي، التزاماً بقواعد الأدب والثقافة وأحترام الضيف الدخيل، وهي الشيمة الأنسانية المتأصلة في ضمائر العرف التقليدي لمعنى الرجولة والعادات المتواصلة بين الأقوام وخصوصاً أهل القوش المعروفين بتضحياتهم الوطنية والى جانبهم قرى وبلدات شعبنا الكلداني والسرياني والآثوري والأرمني. اليكم رابط البيان للنواب الأربعة أدناه:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=789805.0

الأستاذان يونادم ورفيقه يوخنا معروفان للداني والقاصي بسياستهما الواضحة والمنحازة للآثورية على حساب شعبنا الكلداني والسرياني ولم يخفيا توجهاتهما بهذا الخصوص، متبنين المسيحية الطائفية لذر الرماد في عيون الكلدان والسريان لحصولهما على منافعهما الشخصية حتى على حساب آثوريتهم، ولا معيب لهما بالنسبة للكلدان وبقية المسيحيين كونه أمر طبيعي جداً لأنهم ينكرون وجودهم وتاريخهم القومي، بغية تمييعهم في بودقة الخرافة البريطانية المبتكرة (لتتحول من الآثورية الى الآشورية بقدرة الأنكليز)، وهذا واضح كوضوح الشمس لا يقبل الجدل ولا الأجتهاد. فكيف هو الحال في خداعهم لأنفسهم ولشعبهم بما فيه الآثوري (تيارايي) في تبنيهم التسمية الهجينية المتهرأة السياسية الدخيلة على واقع شعبنا التاريخي الحضاري، تلك التسمية العارة التي تبناها قسم من سياسيي هذا الشعب القابل للزوال في أرضه ومشتركاته وأصالته وحضارته، أن أستمرت الأمور الحالية بتواصلها المتسرع وحيثياتها المتلاحقة المعقدة جداً، بكل مآسييها وظلماتها وظلامها الدامس وصلافتها الغير المعهودة سابقاً.

وما يؤسفنا حقاً من ممثلي المجلس اللاشعبي المدعين بالتمثيل المتهريء للشعب الكلداني والآثوري قابلين تمثيله طائفياً بأسم المسيحية والأخيرة براءة من هؤلاء، كونهم ثبت بالدليل القاطع بأنهم بعيدين كل البعد عن شعبهم عملياً فاعلاً، والأنكى من هذا وذاك مدعين بأنهم كلدانيي القومية وأخص بالذكر الأستاذ د. لويس كارو عند لقائه وبشكل باشر في ملبورن وأمام الأقربون منه عائلياً وهم كلدان أصلاء (وبحضوري شخصياً)، مضحين بدمائهم الجماعية وفي مقبرتين جماعيتين في صوريا البطلة، من دون أن ترف له جفن كلدانية واحدة ولا تتحرك شعرة لضحية واحدة من جسده، كي يحترم ضحاياه من الطفولة والمرأة والشبيبة وشياب صوريا الكلدانية الخالدة، ليكون الى جانب الحدث الآثوري الدامي الذي نحترمه جميعا في مجزرة سميل المؤسفة المظلومة لشعبنا الآثوري (تيارايي)، وما يؤسفنا حقاً هو الضحك على شعبه الكلداني بأدعاءه المفتري، بأنه منهم ويعمل لصالحهم ومن أجلهم زوراً وبطلاناً، وهو الذي رأى بأم عينيه جرحى نساء ورجال صوريا المعوقين المتواجدين على تراب الغربة في ملبورن، حيث التقى الغالبية منهم محترمين تواجده فضيفوه في بيوتهم وأكرموه في لقائاته وحضروا ندوته ومنحوه أصواتهم الثمينة على أساس القرابة والعمومة، وللأسف نكرهم وشهدائهم الخالدين الراقدين في مقابر صوريا البطلة، وصوت ليلى لا زال يرن بآذانه وجميع أهله من الكزنخية، ولكن هل من وفاء لذالك الصوت البريء البطولي في مقاومة الجحيشي اللعين، الذي فتك شراً دموياً بأهله وأهل ليلى الخالدة في صوريا؟ وهل حركته شعرة واحدة من كلدانيته وتاريخه وعلمه الفائض في أحترام مشاعر شعبه وأصواتهم التي منحوها له؟؟ أنني أشك بلطفه وتقديره وسيرته الحافلة في الغاء وجوده وشعبه الكلداني عملياً، بأتفاقه على يوم لشهيد ليس له فيه لا ناقة ولا جمل.

بالمناسبة وللعلم أنني شخصياً كنت من الحاضرين ممثلاً ضمن وفد الأتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن بناءاً على دعوة رسمية، لحضور يوم الشهيد الآثوري مقدماً للأخوة الآثوريين برقية مواساة بأسم أخوتي أعضاء الأتحاد الكلداني والذي تم أحياءه في 14/ آب/ 2015، كونه واجب أنساني وشعبي وأخلاقي يملي علينا الحضور والمشاركة والدعم للشعب الآثوري البطل، المعروف بتضحياته الجمة وتشرده المتواصل في جنوب تركيا موطنه الثابت (حكاري المحتل من تركيا عنوة) وفي أيران والعراق وسوريا ولبنان ودول الشتات في العالم أجمع، وبهذه المناسبة المؤلمة ليوم الشهيد الآثوري (تيارايي) نكرر ونقدم مواساتنا وتعازينا ليوم الشهيد الآثوري وجميع شهداء الكلدان والسريان والأرمن والعرب والكرد والتركمان والشبك والكاكائيين والأزيديين والصابئة المندائيين وجميع المكونات العراقية قاطبة ولشهداء الحياة والأنسانية جمعاء تعازينا ومواساتنا وشكراً..

 منصور عجمايا

23/ آب/ 2015

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *