أصلاء العراق في تناقص!فهل من حلول؟!

عند دراسة التاريخ في بلاد موسوبوتاميان(بلاد الرافدين القديمة) ، يتبين تواجد السكان الأصليين من أقصى الشمال وحتى أدناه في قسميه الكلداني (بلاد بابليون)  والشمالي الآشوري(بلاد أشور) فيما بعد ، والتي أنتهى حكمهم بتحالف الكلدان والميديين ، عام 612 قبل الميلاد بسقوط نينوى وأسوارها القوية بعد محاصرتها ثلاثة اعوام.
في الدلالة التاريخية المحددة ، يدل (بلاد آشور) على كيان سياسي كانت مناطقه المركزية الأساسية تمتد غربي دجلة وشرقه ، بين نهري الزاب الكبير والزاب الصغير. أضافة الى محيط المدن (نينوى ، أربئيلا ، الشرقاط).
تتصف المنطقة الواقعة في أعالي نهر دجلة ، يتناوب السهول المنبسطة والجبال العالية شرقاً جبال زاكروس وغرباً بين نهري دجلة والفرات بادية تسمى الجزيرة.
وجنوباً كانت الدولة البابلية العظمى حتى الخليج الكلدي المسمى اليوم (الخليج العربي أو الفارسي) مواصلاً للبحر جنوباً.
ذلك الشعب الحضاري التاريخي الأصيل الذي أعتبر فيما بعد متعائشاً على تربة بلاد الرافدين (العراق) من الفاو وحتى أقصى مدينة في شمال العراق المحاذي لتركيا وأيران الحاليتين.
هذا الشعب الذي أبتكر علم اللغات من الكتابة المسمارية والى اللغات السومرية والأكدية والآرامية.
عانى الشعب التاريخي الأصيل في بلاد الرافدين عبر حياته الشاقة والعسيرة للغاية لبقية مكونات العراقية الأخرى الأمرين ، بسبب عنجهية وجبروت وقسوة الأنظمة المتعاقبة ، جراء سياسات السيطرة على الشعوب الضعيفة التي رافقتها النهب والسلب وحتى السبي للبشر ، في عصور غابرة ضمن الأمبراطوريات المتعاقبة في بلاد الرافدين.
أما في العصر الحديث ملكي وجمهوري على حد سواء ، ليستمر العنف المتواصل على فقراء البلد عموماً وشعبنا الأصيل خصوصاً.
حديث بدأ نزوح غالبية المكون الأصيل ، من الشمال ما بعد أيلول 1961 بسبب الأحداث الدائمة في حينها ، والقسم الآخر منهم ساندوا الثورة بأعتبارها تحررية لتغيير واقع الشعب في المنطقة بمختلف مكوناتهم القومية والأثنية ، والتي سميت فيما بعد بثورة أيلول الكوردستانية ، متوزعاً على مناطق مختلفة من العراق في الموصل وبغداد وبقية مدنه ، طلباً للأمن والأمان والأستقرار ، ولضمان العمل لأستمرار الحياة المعيشية والتعليمية والصحية.
ونتيجة همجية السلطة الفاشية البعثية الصدامية غادر قسماً منهم الى خارج العراق في دول متعددة ، منها أمريكا وأستراليا وأوروبا وكندا هرباً من بطش السلطة واجهزتها القمعية وهم خميرة الشعب العراقي بقدراتهم الفكرية والثقافية.
وبعد حدوث الأحتلال الأنكلوأميركي عام 2003 ، أشتدت نقمة الهجرة والتهجير على هذا الشعب الأصيل المسالم ، بسبب الطائفية اللعينة وسوء المعاملة والقتل العمد بلا قانون رادع ، على أساس السياسة الدينية وتسييس الدين ومحاربتهم لأختلاف تدينهم خارج النظام الأسلامي ، فتم نزوحهم عنوة الى خارج العراق ومدن مختلفة في منطقة سهل نينوى ، وبعد حزيران 2014 أشتدت النقمية عليهم من قبل داعش الأسلامي ، ليتم قتلهم وسبيهم وتشريدهم وتهجيرهم من مناطق سكناهم ، حتى شمالاً من العراق وبقية دول المنطقة في تركيا وسوريا ولبنان والأردن والخ والتي قدر عددهم بأكثر من 150 الف.
وعليه بفقدان هذا الشعب الأصيل من الكلدان والآثوريين والسريان وحتى الأيزيديين والصابئة المندائيين ، يكون العراق قد فقد قدرات بشرية لا يمكن تقييمها وتقيرها ، بسبب وطنيتهم وأخلاصهم لبلدهم ومستقبل أجيال شعبهم العراقي.
كان يفترض من السلطات المتعاقبة منذ القرن العشرين ولحد الآن ، الأهتمام بهذا الشعب الأصيل أسوة بالهنود الحمر في أمريكا وأبرجون في أستراليا وغيرهم من دول العالم ، الذين يملكون حقوق أضافية مميزة عن المهاجرين الآخرين.
حكمتنا:(الأتعاض من الأخطاء القاتلة ومعالجتها بحكمة ودراية ، تنصب في خدمة الوطن والمواطن معاً وصولاً الى دولة المواطنة).

منصور عجمايا
12\12\2017

الأستعانة بالمصدر: تاريخ الآشوريين القديم للكاتبة \أيفا كانجيك-كيرشباوم \ ترجمة د.فاروق أسماعيل

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *