أزمة النخب السياسية الكلدانية..

أن النخب السياسية في أي مجتمع تعتبر الضمير الحي ولسان حال تلك المجتمعات التي ينتمي إليها السياسيون لسماع همومهم ومشاكلهم التي تعترض حياتهم، وبالتالي هي القادرة على اكتشاف الايجابيات والسلبيات لغرض تحقيق الهدف المنشود وإيجاد الحلول الممكنة للسلبيات شريطة إيجاد آلية مشتركة بين هذه النخب السياسية وبين شعبها لسلك الطريق المنشود الصحيح ضد القهر والتهميش والإقصاء.

 

أن السياسة في المجتمعات المتقدمة تختلف عن مجتمعاتنا حيث تعتبر المصداقية وتخطيط برامجها وإبرازها للشعب من مهماتها الأساسية، ونطمح أن تصل السياسة في مجتمعنا الكلداني إلى المستوى الرفيع لإمكان تقديم الخدمات الحقيقة، مما ستكون المحصلة النهائية باتجاه التثقيف والتعليم والوعي والاستفادة من الدروس الماضية وخاصة نقاط الضعف ليكون حاضرنا يعكس واقعنا الإنساني الخالي من التهميش والإقصاء من قبل الغير .

 

نحن نفتخر بحضارة أجدانا، العراق القديم بابل، ولكن حذارى من التغني بالماضي للهروب من الواقع المؤلم. بصراحة شديدة لم تكن النخب السياسية الكلدانية خلال السنين القريبة الماضية بالدرجة المرجوة حيث كان التآلف وثم الانقسام، مما ننتج فراغا سياسيا وبالتالي يشكل خطورة كبيرة على حاضرنا ومستقبلنا.

 

يطمح الشعب الكلداني سواء كان في بلد الأم العراق الحبيب أم في المهجر أن يكون له قيادة سياسية حكيمة متكونة من النخب الواعية المثقفة التي تنكر ذاتها من اجل مصلحة الكلدان، وترفض الانغلاق والركود ولا تقع في فخ التكاسل عازمة النزوع إلى التجدد والابتكار، ولما كانت النخب السياسية الكلدانية العاملة في الحقل السياسي نخب غير مجتهدة غير قادرة على مسايرة التحولات السياسية والمحصلة كانت الخسارة تلو الخسارة التي دفع ويدفع ثمنها الإنسان الكلداني، كان على هذه النخب مراجعة واقع الحياة والظروف الخاصة ثم إيجاد الوسائل المعينة لإحداث التغيير من اجل مجتمع أفضل متحرر من الاستغلال والعجز، ولكنها بدلا من ذلك أثرت الانزواء في أقاصي الأرض أو داخل الأزمة نفسها والاكتفاء بالفرجة من بعيد راضية مرضية بالتدجين لممارسة سياسة الحيرة عاجزة عن إيجاد الحلول لكسر القيود التي تكبل شعبها. وهذا أمر كما نرى يحتاج إلى نخبة موسومة بتوقد الموهبة واتساع افقها المعرفي .

 

إن بناء أو إيجاد مجتمع كلداني حي نابض بالحركة والحراك من الأمور الشاقة لأنها أمور تحتاج إلى توقد الذهن مع توافر حيلة الفكرة أو الديالكتيك في التعاطي مع معطيات الواقع السياسي الاجتماعي والثقافي للمجتمع الكلداني في أرجاء المعمورة عموما وفي العراق على وجه الخصوص .

 

كان من المتوقع أن تقوم هذه النخب بدراسة الفكر الكلداني المعاصر لا كموضوع هوية شعب وحسب، وإنما كمادة أساسية للنشاط البحثي في كل الميادين لإيجاد أرضية صلبة تقف عليها هذه النخب لبذل الاستنارة في صفوف المجتمع بدلا من الإيغال في إغلاق الطريق، أي التجديد ألجيلي والفكري. فشلت النخب السياسية في قيادة مدن وقرى كلدانية لتحقيق أمالها للحياة الحقيقة وأهدافها الجوهرية للحرية والكرامة، وانتهى بها هذا الفشل إلى مصالحة مع العجز تاركة للأقدار تقرير مصير شعب الكلدان، طالما أخذت هذه النخب في التعاطي مع أزمات ومستقبل بلدات وقرى كلدانية في سهل نينوى بنعومة تهدر وتحبس إمكانات وقدرات الكلدان بين ممكن هزيل وواقع عليل و تركه مترنحا بين قطبين أو أكثر.

آن الأوان إلى التكاتف ولإيجاد قيادة سياسية حكيمة واعية لخير الكلدان.

 

عنكاوا

17 نيسان 2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *