آخر صرعات الانتخابات مُرشّح مسيحي يعتنق الإسلام لكسب أصوات الناخبين

 

وتعمّد المئات من المرشحين، توظيف “التدين” والعاطفة الكبيرة لدى العراقيين للشخصيات والرموز الدينية، عبر تضمنين دعاياتهم الانتخابية بها في سعيهم للفوز في انتخابات 30 نيسان/ ابريل المقبل.

لجأ المرشّح عن “ائتلاف العراق”، الشيخ إياد الآشوري، الى “استثمار” الوازع الديني لدى الجمهور المسلم في دعايته الانتخابية، عبر ابراز “تحوله من المسيحية الى الاسلام”، فيما اعتبر نفسه حفيدا لـ”جون”، الشخصية المسيحية التي يقول عنها التاريخ، انها قاتلت مع الامام الحسين (ع)، في معركة الطف.

ورصدت “المسلة” عبر الفترة الماضية، الكثير من ظواهر ردود افعال الجمهور على “تسييس” الدين، في المصالح الحزبية من قبل بعض التيارات السياسية التي تسعى الى استغلال الشعب العراقي “المتديّن” في طبعه وسلوكياته.

وتعمّد المئات من المرشحين، توظيف “التدين” والعاطفة الكبيرة لدى العراقيين للشخصيات والرموز الدينية، عبر تضمنين دعاياتهم الانتخابية بها في سعيهم للفوز في انتخابات 30 نيسان/ ابريل المقبل.

وكان الاشوري، نشر على صفحته الرقمية، صورة له لزيارته الى مدينة النجف الاشرف لزيارة الاماكن المقدسة هناك، واللقاء بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والتباحث معه حول انتخابات 2014 و “اختيار الاصلح للبرلمان والبلد”، على حد قول الاشوري.

لكن تسخير الدين والطقوس والشعائر المقدسة في الفعاليات السياسية لاسيما في خلال فترة الاستعداد للانتخابات المقبلة في 30 نيسان/أبريل المقبل، لاقى ردود أفعال واسعة في المجتمع العراقي الذي يأمل في انْ تعكس نتائج التصويت طموحاته وآماله وتؤدي الى صعود الاكفأ، والانسب وصاحب التجربة، في ادارة الملفات الامنية والاقتصادية والسياسية.

وفي الوقت الذي تنتشر فيه أساليب التسويق السياسي عبر بوابة الدين، وارتداء ثياب “الورع”، فانها، بحسب مراقبين، لم تُأت أكلها، وستؤدي الى نتائج عكسية بسبب وعي المجتمع الذي ادرك وصولية بعض السياسيين عبر المتاجرة بالدين.

ويرى مراقبون للمشهد الانتخابي، ان غياب البرامج السياسية لبعض الاحزاب، وقلة كفاءة مرشحيها، يجعلها تهرب من الشعور بالنقص والضعف، بارتداء عباءة “التديّن” و”المرائي”.

غير ان الناشطة الينا يوسف اعتبرت الاشوري، “منافقاً سياسياً واجتماعياً”، ذلك انه تعّمد ذكر اعتناقه الاسلام، وبالمقابل ابقى على صفة “الاشوري” للتعريف به، لكسب اصوات المسيحيين.

وتساءلت زينب كاظم عن غياب الخطط والمشاريع، في الدعاية الانتخابية للمرشح الاشوري، موجهة خطابها له “لا يهمني دينك و مذهبك، والذي يهمني ما سوف تقدمه من خدمات ومشاريع، فهل ستوظف خريجي الجامعات ؟ هل ستوفر الامان؟ هل تبني المدارس”..

ومع بدء العد التنازلي للانتخابات، تزداد مظاهرة ابراز “التدين” أو “والعشائرية” في حشد تأييد الناخبين.

وفي تفاصيل ردود الافعال على السلوك الدعائي للاشوري، يذكر صادق الجبوري بان “جون الذي ذكره الاشوري في دعايته الانتخابية هو مولى لابي ذر الغفاري احد اصحاب الامام الحسين، وكان عبدا اسود قاتل مع الحسين في معركة الطف حتى استشهد”، ما يعني ان الاشوري سعى بكل ما وسعه الى استدرار العاطفة الدينية للناخب لكسب الاصوات.

وكان تقرير نشرته “المسلة” الاسبوع الماضي، يكشف عن استياء شعبي من محافظ البصرة ماجد النصراوي، بعد ظهوره في دعاية انتخابية الى جانب فتيات صغيرات محجّبات اثناء رعايته لاحتفالية “بلوغ سن التكليف بالحجاب”، معتبرين إقحام الدين بالسياسة، إهانة لقيم الأديان السامية.

وعلى رغم ان الفعالية جديرة بالثناء لانها تشجع الجيل الجديد على الالتزام بتعاليم الدين الا ان الانتقادات انصبت على استغلالها في الدعاية الانتخابية، و”الطلاء” السياسي لوجوه الشخصيات، على طريق كسب عدد اكبر من الاصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكانت المرجعية الدينية في النجف، اكدت أنها “لا تدعم أية قائمة من القوائم المتنافسة في الانتخابات ‏البرلمانية المقبلة، وعدّت من يدّعي خلاف ذلك بأنه “واهم”، أو “كاذب”.

وقال ممثل السيستاني في كربلاء احمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحضرة ‏الحسينية، إن “الآونة الأخيرة شهدت كثرة الأسئلة في الشارع العراقي حول توجّه المرجعية وهل تدعم ‏قائمة او كيانا معينا لانتخابات مجلس النواب”، متابعاً “اضطررنا لإعادة الحديث حول هذا الأمر اليوم ‏للتأكيد على ان مرجعية السيد السيستاني لا تدعم أية قائمة من القوائم التي ستتنافس بانتخابات مجلس ‏النواب المزمع إجراؤها في نيسان/ابريل المقبل”.

المسلة

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *