97 عاماً على مجزرة الأرمن في تركيا


البرلمان السويدي اقر الاعتراف والحكومة مازالت معترضة
اذاعة السويد باللغة العربية
بالرغم من مرور عامين على تصويت البرلمان السويدي على قرار اعتبار ما حصل للأرمن ومجموعات أخرى في تركيا العام 1915 “إبادة” مازالت الحكومة السويدية غير راغبة بالسير على قرار البرلمان ورفع هذه القضية على المستوى الدولي. وفي الذكرى السابعة والتسعين لحصول المجزرة البشرية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر، يقول مراد آرتين، عضو البرلمان السابق عن حزب اليسار وهو أول من بادر إلى طرح مشروع الاعتراف على البرلمان العام 2002، أنه يشعر بالخيبة من تصرف الحكومة، مشيرا إلى أن الامر يتعلق بإنصاف الضحايا.
الإعتراف بما حصل للأرمن والسريان والكلدان والأشوريين واليونانيين في تركيا العام 1915 كونه أبادة جماعية، تعد قضية مثيرة للجدل في السويد. ففي شهر مارس آذار من العام 2010 صوت البرلمان السويدي إلى جانب هذا الاعتراف، الأمر الذي أدى سحب تركيا سفيرتها في السويد، فيما الغى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى ستوكهولم. أما الحكومة السويدية فقد اختارت معارضة قرار البرلمان، حيث عبر، حينها، رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت عن آسفه لقرار البرلمان، في أتصال هاتفي مع نظيره التركي. واليوم تتحدث سفيرة تركيا في ستوكهولم زيرغون كوروتورك من أن العلاقات التركية السويدية على أحسن مايرام. هذا فيما اختارت عدة بلدان، من بينها الولايات المتحدة الامريكية، الاقرار بأن ماجرى للأرمن والمجموعات العرقية الاخرى في تركيا، ابادة. من جانبها تؤكد تركيا على أن عديدا من الناس قتلوا خلال اندحار الدولة العثمانية، لكن ابادة جماعية لم تحصل. ولأن الحكومة السويدية لم تعمل بقرار البرلمان باعتبار ما حصل ابادة، فهي بهذا رجحت الوعي على المشاعر، تقول سفيرة تركيا في ستوكهولم: – في بلد متطور مثل السويد يجري الاحتكام إلى المنطق، بغض النظر عن من يحكم. المنطق وليس المشاعر. تقول سفيرة تركيا مواصلة القول من أن الامر يحتاج إلى إجراء تحقيق في الامر وتركيا على استعداد تحمل النتائج التي يتوصل اليها البحث في هذه القضية. بالتأكيد لم تكن هناك ابادة، تقول مشددة على أن دراسة هذه المسألة يقوم بها المؤرخون وليس السياسيين. هذا أما بالنسبة لاتحاد جمعيات الارمن في السويد فثمة شعور بالارتياح من ان قضية الإبادة أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام في السنوات الاخيرة، والترحيب بقرار البرلمان السويدي حول الاعتراف بحصولها. السكرتير الصحفي لاتحاد الارمن فاهاغ أفيديان يرى بأن ردة فعل الحكومة التركية على قرار البرلمان السويدي ساهمت في سعة الاهتمام بهذه القضية: – في الواقع أدى هذا الامر الى ان الناس في السويد اصبحوا مدركين بأن شيئاً ما قد حدث، و لم تكن لهم معرفة سابقة به، بالرغم من عدم الجزم بأنهم حصلوا على معلومات كافية حوله، ولكنه أخذ مدى واسعا من الاهتمام. يقول فاهداغ افيديان، موجها إنتقاده الى الحكومة السويدية على معارضتها الاعتراف بحصول ابادة للارمن ومجموعات عرقية أخرى قبل نحو 97 عاماً. – حتى اليوم لم تحدد الحكومة موقفاً من هذه القضية، لا بالنفي وبلا بالايجاب. فلو قالت لا يترتب عليها ذلك الاجابة عن لماذا وكيف ستصبح نتيجة ذلك. فهي لم تقم بعمل شئ ما.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *