السيد سامي بلو وتجاوزاته على الكتاب المقدس ورجالات ألقوش الخالدين

كان النقاش وما زال يدور حول ألقوش وبالذات كتاب المغفور له المطران يوسف بابانا ” ألقوش عبر التاريخ ” وكيف قام صاحب الإمتياز ولربما بغفلة من أصحاب الحقوق بتزوير وتغيير وتعديل وتحريف الكتاب على هواه ووفق إرادته، غايته تشويه تاريخ ألقوش الكلداني العريق، وتحريف إنتساب عوائل ألقوش الكلدانية الأصيلة إلى نسب غريب لا يمتون بصلة إليه،وقد أحلنا القضية إلى المحكمة الدولية وما زال الموضوع تحت المناقشة والدراسة،

واليوم يكتب السيد سامي بلو مقالاً تحت هذا العنوان ولكن في باطنه تهجم على الكتاب المقدس وإفتراء على سيادة المغفور له المرحوم المطران يوسف بابانا، فأين هم أصحاب الحقوق ولماذا لم يعترضوا عندما مس شخصية عمهم العلامة المرحوم ؟، أين هي القيادة الدينية الكنسية في ألقوش ؟ ولماذا لم يقوموا بإتخاذ إجراءات رادعة  بحق هذا الشخص الذي يتواجد حالياً في ألقوش ، لقد نشر السيد سامي بلو جملة أقاويل نقتطف منها ما يلي / ــ

1 – التشكيك بالكتاب المقدس : ــ يقول السيد سامي  ” . ذهب المؤلف في الصفحة 103 وتحت عنوان “ديانة القوش” الى الاعتقاد بأن “اختار اللـه ابراهيم الخليل من ذرية الكلدانيين ”

قبل أن أخوض في غمار هذا النقاش أود أن أُذكّر السيد الكاتب بأن الكتاب المقدس هو كلام الله أوحى به إلى البشر، وإن حقيقة الكتاب المقدس مطلقة، لأنه رسالة الله للبشر،   2 تيمو 3 : 16كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، 17لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ.

للتذكير فقط نقول كما قال المفسر، إن الكتاب المقدس يا سيد سامي ليس بمجموعة قصص أو خرافات أو اساطير، أو مجرد أفكار بشرية عن الله، بل هو كتاب أعلن فيه الله عن مقاصده بالروح القدس لرجال قديسين، فسجلوا رسالة الله للبشر، كما جاء في رسالة بطرس الرسول الثانية 1 :20Pعَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. 21Pلأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

وهذا هو الوحي، والكتاب المقدس كله هو كلمة الله الموحى بها،

فكيف يتجداوز السيد سامي بلو ويشكك في صحة الكتاب المقدس وفي فكر المرحوم المطران بابانا ؟ وهل أعتقاد المطران با بانا كان خرافياً ؟ وهل أن السيد سامي بلو هو أفهم وأكثر إدراكاً من المطران المرحوم يوسف بابانا ليشكك في أفكار المغفور له ؟وهل هناك شك في أن الله لم يختر إبراهيم الخليل ؟

لنقرأ ما يقول السيد سامي بلو : ــ لذا لا غرابة ان يعتبر ما ورد في كتاب التورات حقائق مطلقة، ليقتفي نفس الخطأ الذي وقع فيه كاتب سفر التكوين من كتاب التوراة

وهل أن ما ورد في التوراة هو أكاذيب ملفقة يا سيد سامي بلو ؟؟؟ وكيف أكتشفت بأن كاتب سفر التكوين قد أخطأ ؟ ما هي لإثباتاتك؟ واين هو الدليل ؟ بأن الوحي الإلهي كان مخطئاً ؟ أين أنتم يا آل بلو من هذا الكلام ؟ وكيف تسمحون لأحداً من أبنائكم بأن يهين الله وكلمته وكتابه المقدس ؟

أين أنتم يا أولاد حسقيال بابانا وجورج بابانا من هذا الكلام ؟ هل تعتقدون بأن عمكم المطران رحمه الله كان جاهلاً إلى الحد الذي يأتي فيه سامي بلو ليتهمه بأنه لم يستطيع التمييز بين الحقائق المطلقة ليقع في خطأ ؟ وكيف أستطاع السيد سامي بلو أن يكتشف الخطأ الذي وقع فيه سيادة المطران بابانا ؟ أفيقوا يا آل بابانا ، وهذا هو المساس بشخصية عمكم بشكل علني وصارخ،

يا قادة كنيستنا في ألقوش وفي كل المعمورة نطالبكم بالرد وإتخاذ كل الإجراءات بحق هذا التطاول على الكتاب المقدس ، يا أبناء ألقوش البررة نطالبكم بالإعتراض والتظاهر ضد هذا التجاوز على الدين والكتاب المقدس ” يا ألقوش ثوري ثوري …. وخلّي سامي يلحق ….. “

اليوم السيد سامي بلو يتجاوز  صاحب الإمتياز ليعلن بكل جرأة وصراحة أن المؤلف كان مخطئاً ، يعني مسألة العنوان ليست إلا مدخلاً للإنتقاص من شخصية ألقوشية دينية لها سمعتها ولها أسمها الكبير وتاريخها العريق، اليوم السيد سامي بلو يقول وبكل صراحة أن المطران يوسف بابانا كان على خطأ ، أقرأوا ما يقول

يقول السيد سامي بلو : ــ ولما كان كتاب القوش عبر التاريخ كتابا تاريخيا وليس ايمانيا، لذا نرى بان تنسيب اور الى الكلديين هو خطأ فاضح “

والله والنعم منّك يا سيد سامي، صحيح فإن الحقيقة يجب أن ينسب أور إلى أقليم آشور ، هذا هو الصح ، وسيوافقك الرأي صاحب الإمتياز طبعاً بكل إمتياز، ولكن نريد أن نسمع رأياً من أصحاب الحقوق وورثة المطران ؟ ماذا سيقولون على كل هذه الإتهامات التي طالت شخصية عمهم ؟

الأدهى والأمّر من ذلك هو أن السيد سامي بلو لا يشكك بكلام السيد سامي البدري ويعتبره مُنزّلاً بحيث يستشهد به لتكذيب الكتاب المقدس، فهو يؤمن بالسيد سامي البدري ولا يؤمن بالكتاب المقدس، لربما لأن أسمه سامي ، أسمعوا ما يقوله السيد سامي بلو : ــ ”  حيث يرى الباحث الاستاذ سامي البدري رئيس قسم علم الأديان المقارن- المعهد الإسلامي في بريطانيا، بأن حمورابي جاء بعد إبراهيم بـ 300 عام، وان حمورابي حكم بابل بين 1792 – 1750 ق.م. اضافة الى هذا نرى بان اول ذكر للكلديين جاء في نصوص من عهد اشور ناصر ايلي نحو سنة 883 ق.م.”

لا أدري هل عاش السيد سامي البدري في تلك الفترة ؟ أم كان حاضراً لتلك الأحداث ؟ أم أن كلامه أصح من الوحي الإلهي ؟

تنسيب العوائل : ــ مرة ثانية يحاول السيد سامي بلو تكذيب سيادة المطران الجليل ، ولربما يفتري على عائلة آل شكوانا بوصفها بالآشورية، أو تنسيبها للآشوريين، لا أدري هل تنتسب لهم جغرافياً أم قومياً أو على مذهبهم ؟ وهل يؤمن السيد سامي بأن هناك شعباً آشورياً ما زال يعيش إلى يومنا هذا ؟ وهل فات عليه ما كتب جميع المؤرخين بدون إستثناء من أن تسمية “آشور ” هي تسمية لمنطقة معينة لها حدود جغرافية  سكن على أرضها شعب متعدد القبائل والإنساب،  وكانت بحدود 612 ق . م وأنتهىت تلك التسمية وذلك الشعب بعد سيطرة الدولة الكلدانية على جميع الأقاليم، واليوم تلك المنطقة تسمى العراق وتركيا وإيران وغيرها، وعادت التسميات القومية ، فكما أن الشعب العراقي اليوم متكون من عدة قوميات كذلك كانت آشور  “

لنقرأ ما يقوله السيد سامي بلو ” عائلة شكوانا: إن قيام المؤلف بتنسيب عائلة شكوانا الاشورية العريقة الى اصول يهودية هو اجحاف بحق هذه العائلة “

وهل تقدم أحد من أبناء هذه العائلة يشتكي ظلم وإجحاف المطران بابانا بحقهم ؟ أم أن أحداً من ابناء تلك العائلة أنتدبك محامياً لكي تدافع عن حقوقهم وترفع الغبن الذي لحقهم جراء كتاب المطران بابانا ؟

ثم لا يكتفي السيد سامي بلو بظلم تلك العائلة وتنسيبها إلى غير أصولها بل يتجاوز على سيادة المطران وعلى تاريخ ألقوش واهل ألقوش بتنسيبهم إلى مجتمع غير مجتمعهم، ويدعو لهم بإصول هي غريبة عنهم وليسوا منها، يقول السيد سامي بلو ” ، وبحق القوش وتاريخها الاشوري الناصع. وحجته ضعيفة كون هذه العائلة متميزة في خدمتها للكنيسة “

أين هو تاريخ ألقوش الآشوري المزعوم ؟؟؟ وكيف عرفت بأن حجة المطران بابانا ضعيفة ؟ هل كان غير ملم بإصول العاوائل الكلدانية في ألقوش ؟ هل جاء اليوم لتظهر فيه وتبين بأن المطران بابانا كان قليل الفهم ؟ كيف ألّف الكتاب إذن ؟ ولماذا لم يعترض أحداً من آل شكوانا عليه  منذ تأليفه في عام 1979 ولحد اليوم؟ أي بعد مضي ثلاث وثلاثين سنة على تأليف الكتاب ؟ أين هم آل شكوانا من هذه الأباطيل ؟ اين هي الكنيسة الكلدانية من توجيه هذه الإتهامات إلى رمز من رموزها وقد غادر الحياة ؟ اين هم آل بابانا من هذه التجاوزات ؟ نريد منك رأياً صريحاً وواضحاً ؟ اين هم آل بلو من تجاوزات هذا الرجل ؟ إنه محسوبٌ عليكم ، يجب أن تنتقدوه كما تنتقدون غيره، إنه تجاوز ، ولا يجوز أن تعملون بالمثل القائل ” أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً “

السيد سامي المحترم: لا يجوز أن تعتبر كلامك مائة بالمائة صحيحاً وتشكك بكلام المغفور له المطران بابانا، أنظر ماذا تقول : ــ اما القصة التي اوردها المؤلف عن لسان الدكتور بولس شكوانا- لم يذكر المؤلف من اين استقى قصته-

السيد سامي بلو المحترم : ومن قال بأنها قصة ؟ أو لماذا تعتبر المعلومة التي أوردها سيادة المطران هي قصة ؟ ومن قال لك بأن هذه المعلومة غير صحيحة ؟ ولماذا تشكك بأقوال المطران في الوقت الذي تفتقد المصداقية في الطعن بها ؟

يعود السيد سامي بلو إلى الطعن بكلام المطران مرة أخرى ، حيث يقول في الفقرة التاسعة من مقالته : ـــ.

9. ورد في الصفحة 109 وما يليها تحت عنوان” دخول الكثلكة الى القوش” بعض الخلط وعدم الدقة في سرد الاحداث مما يؤدي الى إرباك القارئ المطلع “

هذا يعني أن سيادة المطران لم يكن دقيقاً في كتابه، وقد أختلط عليه الحابل بالنابل، وهو لايعرف كيف كانت تجري الأمور .

ملاحظة : ــ يبدو إننا أمام هجمة شرسة أبتدأها صاحب الإمتياز ويسير بها بعض الذين تنكروا لهويتهم القومية الكلدانية، والذين لبسوا الثوب الآشوري ويريدون به تغطية ألقوش وإلباسها الثوب الجديد، وقد فاتهم بأن أسُود الألاقشة الكلدان هم لهم بالمرصاد، تنبهوا وأستفيقوا أيها الكلدان ، فعدّوكم أبن بيتكم جاثم على صدوركم، يريد ان يفترسكم .

السيد سا مي بلو أعلن الهجوم على سيادة المطران يوسف بابانا وعلى كتابه أيضاً ” ألقوش عبر التاريخ ” ليس لشئ بل لأن سيادة المطران بابانا أظهر وجه ألقوش الكلداني ووصف الشعب الآشوري بما يستحق، ولكون المطران بابانا شخصية كلدانية يعتز بهويته الكلدانية ويعتبر لغته الكلدانية من أجمل لغات الدنيا، وأعاد للقوش وتاريخها الكلداني الحقيقي فقد شن الهجوم عليه، ولو كان المطران بابانا قد مجّدَ آشور في كتابه لما أنبرى السيد سامي بلو ليتجاوز عليه بهذا الشكل، رحم الله المطران يوسف بابانا واسكنه فسيح جناته ، وقد دخل هو وكتابه : ألقوش عبر التاريخ ” في التاريخ الكلداني ورصع أسمه بالذهب في سفر الكلدان التاريخي .

وحسناً فعل موقع ألقوش دوت نت بحذفه المقال .

ولنا لقاء

نزار ملاخا

في الثلاثين من تموز عام2012

You may also like...