يسوع على الجبل / الشماس سمير كاكوز

في انجيل متى الاصحاح 5  وردت عظة يسوع لما صعد الى الجبل ومعه تلاميذه الاثمى عشر ليلقي تعاليمه للجموع . هذه العظة سميت ( شرعة المسيحية ) . اذا اطلعنا للفصول الخامس والسادس والسابع نجد انها تخص موعظة يسوع على الجبل . السبب هو ان يسوع علم الجموع وهو على سفح الجبل . هذا الجبل كان بالقرب من كفرناحوم واحتمال استغرقت عدة ايام . يسوع في هذه العظة يعلن موقفه من الذين يريدون ان يتبعه . ان لا يكونون محبين السلطة والمراكز ولا محب المال وان لا يكون متكبر على الاخرين . ملكوت يسوع لا يقبل كمثلا هؤلاء الاشخاص . والاهم من ذلك هو الطاعة الصادقة ليسوع من القلب . يسوع ابتدأ كرازته بكلمة طوبى . هذه الكلمة في الاصل كلمة عبرية معناها سعادة فرح  يمنحه الله للناس وهذه الكلمة او التطويبات في الانباء النبوي بفرح مقبل لتبشير فئة من الناس بالسعادة او لتهنئة احد نال هبة . اشعيا الاصحاح 30 / 18 جاء فيها لذلك ينتظر الرب ليرحمكم ولذلك يتعالى ليراف بكم لان الرب اله عدل لجميع الذين ينتظرنه . مكان اخر من سفر اشعيا الاصحاح 32 / 20 تقول طوبى لكم ايها الزارعون عند كل ماء المسرحون قوائم الثور والحمار .هذه الكلمة طوبى في سفر دانيال والاصحاح 12 / 12 تقول طوبى لمن ينتظر ويبلغ الى الف وثلاث مئة وخمسة وثلاثون يوما في هذه الاية يوجد ارقام 1335 . لكن في مكان اخر من سفر دانيال تذكر اية من الاصحاح 8 جاء فيها فقال له الى الفين وثلاث مئة مساء وصباح ثم ترد الى القدس حقوقه في هذه الايتين    ان دلت على الذبيحتين اليوميتين اللتين علقتا في اثناء الاضطهاد . يسوع في هذه العظة يعلن ان الاشخاص الذين يتقبلون الملكوت السماوي هم سعداء . لكن لا لانهم يملكون اشياء في الحياة بل لانهم يعيشون الفرح الحقيقي مع المسيح . اذا في متى ان يسوع شدد على ان الفقراء وحدهم لهم السعادة . السبب انهم يعيشون برباط مع يسوع المخلص . نطالع الفصل الخامس متى نجد ان هناك 8 تطويبات والتاسعة تخص الكنيسة التي عرفت الاضطهاد .  التطويبات ايضا ورد في سفر الامثال في ارشادات الحكماء والاصحاح 3 / 13 تقول طوبى للانسان الذي وجد الحكمة وللانسان الذي نال الفطنة وفي 8 / 32 من سفر الامثال وردت كلمة طوبى بمعنى الذين ينالون البركة .  ايضا تقول الاية فاسمعوا لي ايها البنون فطوبى للذين يحفظون طرقي . طوبى للانسان الذي يسمع لي ساهرا عند مصاريعي يوما فيوما حافظا عضائد ابوابي . هذه الكلمة طوبى ايضا في سفر يشوع بن سيراخ في اصحاح 14 / 25 تقول هذه الاية وتحكي عن السعادة الحقيقية للانسان او الرجل الذي يتقي الله . طوبى للرجل الذي لم يزل بفمه ولا يعذبه الحزن على خطاياه طوبى لمن لا تحكم عليه نفسه ولم يخب رجاؤه اي بمعنى ان الذين هم سعداء مع لا الله الذين يتقونه يختلفون عن الذين يكونون سعداء الذين يعيشون في اهواء هذه الدنيا الذين لا يحفظون طرق الرب هؤلاء لم تكن لهم السعادة والفرح الحقيقيين . يسوع بن سيرخ الاصحاح 25 / 8 يقول طوبى لمن يساكن أمراة عاقلة ومن لم يزل لسانه ومن لم يخدم ومن لا يستاهله . طوبى لمن وجد الفطنة ويخبر بها اذانا صاغية او بمعنى اخر الله يبارك الانسان الذي تكون له امراة مؤمنة امراة تعرف تدبر عائلتها تربي اولاد تربية حسنة . كلمة طوبى ذكرت في المزمور 1 و 2 و 34 تقول هذه الايات  طوبى لمن لا يسير على مشورة الشريرين ولا يتوقف في طريق الخاطئين ولا يجلس في مجلس الساخرين  لئلا يغضب فتضلوا الطريق لانه سرعان ما يضطرم غضبه فطوبى لجميع الذين به يعتصمون . ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المعتصم به . في هذه الايات كلها قصدها هو الفرح السعادة والابتهاج الذي يمنحه الله للبشر وقصد النبي داود من هذه الكلمات هو ان على الانسان ان لا يخالط من هم زناة وسراقون وناس اشرار ولا يجلس في مجلس فيه اناس يتكلمون على ناس اخرين او يتكلمون على الكنيسة او على الكهنة والى اخره من الناس الذين لا يعرفون الله ولا المسيح . في هذه الكلمة يستعمل يسوع له المجد لتهنئة احد ما نال هبة من الله كما ورد في  متى الاصحاح 13 / 16 تقول واما انتم فطوبى لعيونكم لانها تبصر ولاذانكم لانها تسمع . يسوع من كلامه لتلاميذه ولنا هو ان نسمع الشيء الجيد وان نرى الشيء الحسن . الاناجيل ايضا تذكر عدة تطويبات ليسوع ومعظم هذه التطويبات هي على شكل مواعد للذين يتقبلون رسالة يسوع . نذكر من هذه الايات التي كرز بها الرب يسوع . في متى الاصحاح 11 / 6 طوبى لمن لا اكون له حجر عثرة اي ان يسوع وفي شخصه يفتتح ملكوت السماوات وان لا نكون عثرة للناس وللذين يريدون ان يسيروا مع الله ويسوع ونريد ان نكسبهم معنا في الخطايا والاعمال الشريرة . لوقا وفي الاصحاحات 11 و 12 و 14 جاء في هذه الايات بل طوبى لمن يسمع كلمة الله ويحفظها نعم ان الذين يسمعون كلام و حكمة الله هم الذين يرون ملكوت السماوي ويكون مع يسوع في السماء وفي  هذه الاية لوقا يكرر لما ورد في الاصحاح 8 / 21 من نفس الانجيل  فاجابهم ان امي واخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها اي انه يجب سماع كلمة الله والعمل بها وان يسوع يعلن عظمة الايمان والتي تفوق ما لامومة امه مريم البشرية من عظمته ولكن ان التلميذ لوقا لا يرى في ذلك انتقادا لمريم والتي صورها في بداية انجيليه بصورة المؤمنة والتي تتامل في قلبها حياة يسوع كما جاء في الاصحاح 1 / 25 والاصحاح 2 / 19 جاء فيهما فطوبى لمن امنت فسيتم ما بلغها من عند الرب وكانت مريم تحفظ جميع هذه الامور وتتاملها في قلبها . 

الشماس سمير كاكوز 

المانيا ميونخ 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *