ولد لنا اليوم پاطريركاً جديداً

” خاهه عَمّا كَلذايا “

ها هي الكنيسة الكلدانية تلبس ثوب التجدد، ها هو الروح القدس يحل على قادتها ورجال هذه الكنيسة، ( انت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي ) لقد التأم السينودس الكلداني وقرر إختيار قائد جديد ، بعد أن أنهكت السنون القائد الستبق، وداهمه المرض واتعبته سنين القيادة فكل جسده، ولم يعد يقو على الإمساك بدفة السفينة وسط هذه الأمواج العاتية ، فتنحى طوعاً وإختياراً، ورغبة من سيادته بأن يفسح المجال للداء الجديدة الممتلئة حيوية ونشاط من أن تستلم دفة القيادة، فالربان مًرهق، وأمواج البحر عاتية وعاية وظلام الليل داكن وشديد، والمصاعب تهجم من كل حدب وصوب، وحلقات الخلاص تضيق، فلا بد من قائد همام مفتول العضل يستطيع أن يقاوم علو الموج، ذو نظر ثاقب يشق ظلام الليل ويرى ما خلف الأمواج، لقد اتفق رجال الكنيسة الكلدانية وقادتها أن يختاروا قائداً جديداً فتم إختيار سيادة المطران مار ليوس ساكو رئيس اساقفة كركوك پاطريركاً جديداً وقائدا وربّان السفينة وحادي القافلةوبإسم الپطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو

أيها الربّان الجديد ، ايها القائد إننا أبناء الأمة الكلدانية نضع يدنا بيد قادة كنيستنا ، ونختارك مع قادتنا الذين أختاروك رئيساً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، إننا نضع هذه الأمانة الثقيلة بين أيديكم ولتحملها مناكبكم ومناكب الرجال اهلاً لتحمل المسؤولية،إنها مسؤولية عظيمة كبيرة جسيمة وخطيرة،

لقد قدمت الكنيسة الكلدانية على مر العصور والأزمنة شهداء على مذبح الإيمان ، وما زالت هكذا تقدم الشهيد تلو الشهيد، فما أن يسقط كوكباً من سماء هذه الكنيسة ويترجل فارس من فرسانها حتى تنمو زهرة جديدة وتينع وردة ويلمع كوكباً آخر ويزهو فارساً جديداً ويتقلد القيادة قائداً فذاً، الكنيسة أمانة في أعناقكم، وشعب هذه الكنيسة من الكلدان او غيرهم هم أبناؤكم، فأنتم لهم وهم لكم، ولغتنا الكلدانية الأصيلة التي حافظت عليها الكنيسة منذ العصور المظلمة وحتى الآن نتمنى أن تبقى كما هي لا تتغير ولا يتغير إسمها كما هي المحاولات الظالمة التي تطالها اليوم من بعض الشمامسة ، فلغتنا الكلدانية الجميلة الأصيلة لغة آباؤنا وأجدادنا .

سادتي المطارنة الأجلاء المحترمين

ساندوا القائد الجديد الذي أخترتموه بمحض إرادتكم، أحيطوا به كما يحيط السوار بالمعصم، فاليد الواحدة لا تصفّق، كونوا له إخوة وسند وظهير قوي، فهو بدونكم لا يستطيع أن يفعل شيئاً، أنتم أخترتموه وحسناً فعلتم، فكلكم قادة ولكن لا بد أن يكون ذلك.

أيها الشعب الكلداني الأصيل الصابر

ها هي كنيستك تتجدد، وها هو الروح القدس يحل عليها وعلى قادتها، فلم تنقضِ ايامٍ معدودات إلا وفعل الروح القدس فعله الجبار في قلوبهم وعقولهم فأجمعوا على إختيار قائدهم، خير خلف لخير سلف، اليوم ولد لكم پاطريركاً جديداً، أسداً صهورا، مُدبّرا حكيما، هذا الأب الجزيل الإحترام بحاجة إلى دعمكم ومساندتكم ومساعدتكم، فهو من أجلكم ولأجلكم، فإن لم تكونوا أنتم الكلدان شعبا حياً مؤمناً لما أختير لكم قائداً دينياً، فهة الأب الروحي لجميع الكلدان المسيحين الكاثوليك ( مع إحترامي للكلدان من غير الديانة المسيحية) صلوا لأجله لكي يقود دفة كنيستنا وشعبنا ليتمكن من الحفاظ علينا وعلى تراثنا الزاخر وتاريخنا الكلداني الأصيل ولغتنا الكلدانية الأصيلة التي حفظتها الكنيسة .

نعم يا راعينا الجليل، نعم يا سيدنا مار ساكو، نحن نعشق التجديد، ولكن بأصالة الماضي التليد، نعم يا راعينا الجديد، سوف تستلمون تركة ثقيلة ، ناء تحت ثقلها القائد القائد بسبب كبر سنّه وكثرة أمراضه، لذلك ترك القيادة لمن يرى في نفسه موهبة القيادة (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 29

أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟

نعمة الروح القدس تحل عليكم وقوة سيدنا يسوع المسيح بشفاعة أمنا مريم العذراء تساندكم للقيام بهذه المهمة الإيمانية الكبيرة.

نهنئ سيادتكم ونهنئ أنفسنا بقائدنا الجديد ، نأمل منك يا سيدنا أن ترعى هذا الجيل الناشئ الجديد، أن لا تنسى الشباب والشابات الطاقة الهائلة المتجددة المعطاء، النساء( المرأة ) نصف المجتمع، ألطفال ( دعوا الأطفال يأتون إليَّ ) .

وإن شاء الله ستبقى راية الكلدان خفاقة في الأعالي ، وسيبقى أسم الكلدان الذي أنبثق من رحمه الإيمان الأول والكنيسة الأولى سيبقى خالداً مخلداً في التاريخ، ولغة الكلدان التي تصدح بها أحلى الترانيم والألحان الكنسية .

مرة ثانية هنيئاً لنا جميعاً بالقائد الجديد.

نزار ملاخا

الأول من شباط/2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *