وضع الكورد في مركز قضاء الموصل / بقلم غازي فرمان

لقد كانت مدينة الموصل قبل سقوط النظام مليئة بالسجون وكانت تجري فيها الإعدامات على (قدم وساق) وكان لنا نحن الكورد ضحية دائما ، اضافة الى المسيحيين والإخوة العرب، ولكن كانت نسبة الكورد هي الأعلى في هذه الإعدامات ، وكان لايجوز للكورد ان يبتاعوا لهم دارا للسكن في الموصل وتسجيلها بأسمهم، وكنا محرومين من ابسط الأشياء الضرورية للعيش حياة حرة كريمة كمواطنين على أرضنا ووطننا وترابنا ومجتمعنا وبين أهلنا وأقاربنا وكنا يوميا نعاني الخوف من الترحيل، وحتى الطلاب في الجامعة  عانوا من الطرد والفصل والسجن لمجرد شك كونهم من القومية الكوردية . وكان النظام السابق يقوم بمصادرة الأموال والمحلات لبعض الكورد ، وكان الكورد محرومين من ابسط حقوق العيش التي من حقنا ان نتمتع بها اسوة بالمكونات الاخرى.  بينما  الكورد كانوا ولحد الآن  متمسكين بروح المواطنة والأخوة والسلام ويمدون يدهم للكل بدون استثناء وبدون تفرقة باعتبارهم أخوة في الوطن والدين متعايشين تاريخيا عبر آلاف السنين .

وبعد سقوط التمثال في العراق ارتاح الجميع بسقوط الدكتاتور ونظامه القمعي الهمجي وبدأ الجميع  يتنفس الصعداء من جديد الا أن سرعان ما أنقلب الوضع وتحركت بقايا البعثين المجرمين ذيول الدكتاتور المقبور تحت مسميات شتى، جماعات متطرفة وقطاع طرق وعصابات مسلحة ومجاميع إرهابية مجرمة كمصاصين لدماء الشعب بدون استثناء وكان الكورد أول من تم قتلهم على الهوية لحد كتابة هذا المقال ، واليوم الكوردي محروم من ابسط الحقوق الشرعية في مركز قضاء الموصل .

اما من ناحية التعليم فلايوجد مدرسة واحدة تدرس الطلاب اللغة الكوردية مع العلم هنالك فقرة في الدستور  تنص على ان العراق يتكون من قوميتين رئيسيتين واللغتين الرسميتين هي العربية والكوردية جنبا الى جنب لغات الاقليات الاخرى في مكان تواجدهما . وهذا حق طبيعي للمسيحيين والتركمان والكورد، ولكن مع الاسف الشديد لايوجد مدرسة واحدة في الموصل تدرس اللغة الكوردية او اي لغة اخرى ما عدا العربية . مع العلم في اقليم كوردستان توجد مدارس تدرس مادة اللغة العربية  علما انها مدارس كوردية  اضافة الى وجود مدارس عربية لجميع المراحل منذ 2003 ولحد الان .

لقد استشهد الالآف من الكورد داخل مدينة الموصل … لكونهم كورد وخاصة من الكورد (الشبك والايزديين) وتم تفجير بيوت الآلاف منهم .

المجاميع الارهابيه تعمل في بعض الأوقات بأجندات خارجية وبدعم من قوى داخلية وبعض الشوفينين الذين دائما يستهدفون الكورد ويحرضون على قتلهم وتخويفهم، في محاولة بائسة لترحيلهم من مركز مدينة الموصل إلى أماكن أخرى بهدف الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم من قبل الإرهابيين . حيث يوجد الان أكثر من 250,000 ألف كوردي هجروا بسبب السياسات الخاطئة والقتل على الهوية والتهديد والتخويف إلى إقليم كوردستان والأقضية المشمولة بالمادة 140 وبعضهم إلى خارج العراق .

وتعود هذه السياسات الخاطئة ضد الكورد ووجودهم الى بداية تأسيس الدولة العراقية حيث مرت بمراحل عدة من الترحيل ومصادرة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة وعدم الاعتراف بالحق القومي المشروع لهم وللمسيحيين.

ان مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وتحتوي على الدوائر الحكومية ولكن لا نجد مدير عام واحد كوردي فيها . ليس لسبب الا لأنه كوردي .

اليوم نحن نعيش في العراق الجديد العراق الديمقراطي الاتحادي ألتعددي البرلماني ونحن بأنفسنا وبإرادتنا قررنا العيش مع العراق وإيمانا منا بوحدة العراق ومتمسكون بعراقيتنا ومبدأنا، وأن كل العراقيين متساوون بدون استثناء على أساس التوافق والشراكة الوطنية وتقاسم السلطات حسب ما نص عليه الدستور في ديباجته ولكن مع الاسف لحد اليوم لايوجد اي توافق ولاشراكة وطنية ولاتقاسم سلطات في قضاء الموصل ويحاولون دائما ابعاد وتهميش الكورد ، علما ان نسبة الكورد تفوق المليون نسمة فقد حصلت قائمة نينوى المتآخيه على 12 مقعد اي ان نسبتهم 35% من سكان المحافظة .

ان هذه المشاكل في العراق لايمكن ايجاد حل جذري لها إلا بتطبيق الديمقراطية الصحيحة وإعطاء القوميات والأقليات حقوقها واحترامها وضمان عيشها. وحرية التفكير لبناء دولة القانون والمؤسسات.

 

You may also like...