وصل العراق الى مفترق طرق / بقلم عصمت رجب

لاشك بانه ليس صحيحا على اي شخص مهما كان منصبه ان يتوهم ويوهم الاخرين من حوله بانه الوحيد الذي يصلح ومن دونه لا تسير العملية السياسية وسوف يعود العراق الى عصور الظلام والجاهلية ، فالعراق مليء بالكفاءات والمناضلين والوطنيين.

اما مقولة لو العب لو اخرب الملعب فهذه المقولة يرددها العراقيون دائما ..عندما يختلف متخاصمان على قضية ما ويصر احدهما على فرض ارادته على خصمه لاخضاعه لقبول شروطه، حتى وان كانت تلك الشروط خاطئة وغير صحيحة،وهذا ينطبق على العملية السياسية العراقية الحالية ، وقد حدث هذا سابقا عندما قيل بان العراق سوف يسلم لقوات التحالف الدولية ترابا محروقا في حال دخولها بقوة السلاح ، واليوم تعاد المقولة ايضا عندما يقول بعض المتصدرين في مركز القرار” اما افوز بالانتخابات القادمة والتي سوف تجرى في الثلاثين من نيسان القادم او اترك العراق والعمل السياسي ليحترق”، وهذا التهديد يعادل حرق العراق، وتاجيج الفتنة الطائفية كوننا نعيش في مرحلة صعبة جدا وصل بها العراق الى مفترق طرق ، وان هذا الكلام يؤدي بالجماهير الى العزوف عن الانتخابات ومخاصمة العملية السياسية التي هي بامس الحاجة اليوم الى دعم جماهيري من الوطنيين المخلصين من جميع الاطياف والمكونات. تعتمد مبادئ الديمقراطية على مفاهيم ، فصل السلطات, التمثيل والأنتخاب, سيادة القانون,المعارضة الفعالة الصادقة, اللامركزية,التبادل السلمي للسلطة ، وحرية التعبير عن الراي، وقد ناضل العراقيين من اجل تحقيق هذه المباديء ، ولتنفيذها لا بد من التوازن بين السلطات كما التوازن بين المناطق والقبائل والأعراق والمذاهب والاديان والتوازن بين الكتل السياسية والاحزاب الوطنية، وتحتاج الى ادارة حكيمة تستطيع العمل بالمناورة السياسية الصادقة مع جميع العراقيين ، لا الى ادارة هشة تفتعل الازمات وتطلق التصريحات لاغراض الكسب الحزبي والفئوي الضيق في كل انتخابات.

فالانتخابات النيابية في البلدان ذات النظام البرلماني ، هي حالة لتكريس الديمقراطية والفوز والخسارة بها يعتمد على امور كثيرة تبدأ من السمعة الى الكفاءة والمهنية والجماهيرية وغيرها من الامور المتداخلة، تتبعها قضايا القومية والمذهبية والعرقية والمناطقية وفي النهاية على الفائزين ان يعملوا بصدق وهمة وامانة واخلاص للبلد بصورة عامة دون تفرقة بين فئة واخرى كي يقبلهم شعبهم في المرات اللاحقة ، وهكذا هي الحال ، لكن ان تخرج تصريحات نارية من مراكز القرار في البلد، باسلوب يهيج المشاعر، وينمي الاحقاد والضغائن فهذا ما نعتبره تدمير للبناء الديمقراطي وتكريس الفئوية والطائفية في بلد مثل العراق متعدد الاطياف والمكونات وفي مرحلة تكوين حديثة خطرة جدا .

في الختام ان الانتخابات القادمة تستند اليها العملية السياسية واي تخريب فيها فانه تخريب لمستقبل البلد وتشويه لكل تضحياته، فالعمل فيه يتطلب الكثير من الادراك والوعي السياسي ونكران الذات ومفاضلة المصلحة العامة على المصالح الفئوية والحزبية ، واذا ما اصاب اي جزء من العملية السياسية بالخراب فان اعادة ترتيبه واصلاحه تكلف مستقبل العراقيين وتحتاج الى الكثير من الجهد والوقت.

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *