وصايا الحطيئة في خطابات الغزو البائسة.؟

 

 

 

 

يقول السير رونالد ستورس في مذكراته,أن الحقيقة عظيمة,وستظل باقية عندما لايهتم أحد ببقائها أو غيبتها, أما الأكذوبة فتتعفن عندما ينتهي عملها .؟

لا تعجب..فمن عرف السبب بطل العجب ؟

هم كالجراد الضار ينتشرون في كل بقاع بلاد العرب -أوطاني- من الشام لبغدان,ومن نجد الى يمن,الى مصر فتطوان,مجاميع من الهجائين والنكرات والمتخلفين ومدفوعي الثمن والتكفييريين.؟

عندما أختلف سيبويه العالم اللغوي مع النحوي الفراهيدي حول أعراب بيت شعر,غضب سيبويه غضباً شديداً لعزة نفسه أحس بالمهانة, فسقط ميتاً في نفس المجلس ! فسلك الطريق الى الرضوان مع الأقوياء,وكان من الصادقين .!

هذه ميزة العقل الراقي لدى الأنسان الأصيل واضح المدارك.!

ماذكره الأصفهاني في كتاب الأغاني عن الشاعر المخضرم -الحطيئة-بأن الناس قد شعروا أن لافائدة من نصح الحطيئة ألا بدفع المال له ليتقوا شره ,لقد كان ذميم الخلقة قصير يقرب من الأرض؟ ومن أشد الشعراء هجاءاً للناس وبيان معايبهم وذمهم؟ أعتاش على شعره وأنتقم لنفسه من بيئته ليسد عقدة نقصه,فلم يسلم أحد من لسانه,حتى هجى كبار قومه وزوجته وأمه وخاله وعمه ولم تسلم نفسه من الذم والقدح والهجاء.؟

قال يذم أمه

تنحي فأقعدي مني بعيداً — أراح الله منك العالمينا.

جزاك الله شراً من عجوز — ولقاك العقوق من البنينا.

قال عن أبيه

فنعم الشيخ أنت لدى المخازي — وبئس الشيخ أنت لدى المعالي

جمعت اللؤم لاحياك ربي — وأبواب السفاهة والظلال

وأستيقظ ذات يوم متكدر المزاج,منحرف الطبع,فجعل يدور في مكانه لايعرف ماذا يريد فأنشد

أبت شفتاي اليوم أِلا تكلّما — بِشَرٍ فما أدري لمن أنا قائله

حتى طالعه وجهه في صفحة ماء الغدير؟فأشمأز من صورة وجهه وأكمل شعره

أرى اليوم وجهاً فلله خالقه — فقبح من وجه وقبح حامله

لما هجى الحطيئة سيد تميم,توجع شيخ القبيلة وكاد يموت قهراً,فشكاه عند الخليفة عمر بن الخطاب,فأمر بمعاقبته وحبسه في بئر مظلمة, فجعل الحطيئة يستعطفه في صغاره,وكان فقير الحال,قليل المال,ويرسل له أبيات شعريه ؟

,فلم يلتفت اليه عمر,حتى أرسل اليه الحطيئة أبيات مؤثرة أخرى,فأحضره عمر وقال له …أياك ..أياك والمقذع من القول..لا تخاير بين الناس,فتقول فلان خير من فلان, وآل فلان خير من آل فلان.؟ وهدده بقطع لسانه أن كرر ذم الآخرين؟ ثم أن عمراً أشترى أعراض الناس وسمعتهم وكرامتهم بأن دفع للشاعر الحطيئة ثلاثة آلاف درهم .؟ ليؤمن شره

وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً,ولكن يقال أنه رجع للذم والهجاء بعد وفاة عمر بن الخطاب .

سأله الناس وهو على فراش الموت, من أشعر الناس ياحطيئة؟ ,فقال – مشيراً الى فمه – هذا الجحير أذا طمع بالمال.؟

سألوه بماذا توصي الفقراء.؟ قال أوصيهم بالألحاح في المسأله فأنها تجارة لاتبور؟

سأله آخر..بماذا توصي اليتامي.؟ قال – كلوا أموالهم ..وأنكحوا أمهاتهم .؟

وكان آخر ماقاله قبل أن يلفظ أنفاسه؟

لا أحد أَلأَمُ من حطيئة .! — هجا بنيه وهجا المُرَيَّه .! — من لؤمهِ مات على فرّيه –؟

الحطيئة وأتباعه ينهضون من جديد ,يتخبطون برؤى متناقضة للتشويش والتخفي والأحتماء من ماضٍ مُظلمٍ -غير مُشَرِفٍ- يعملون بهمجية وتعصب دون هدف نبيل,لتأجيج الفتن الطائفية و المذهبية والقومية والتحريض على الحقد وكراهية الناس ونزعات الشر دون وازعٍ من ضمير.!!؟

فهل ينطبق قول الشاعر الضرير-أبا العلاء المعري- على زماننا .؟

جميعنا يخبط في حندسٍ — قد أستوى الكهل والناشئ.؟

أم أن هناك وصف آخر

قال د.أبراهيم الفقي

لاتقل أن الدنيا تعطيني ظهرها ..فربما أنت من يجلس بالعكس.؟

صادق الصافي-النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *