وشتّان ما بين رجالٍ ورجال في ألقوش

 

خاهه عما كلذايا

مقدمة

بداية أود ان اشكر بعض المواقع الألكترونية التي ساندتنا ودعمتنا وتنشر بكل رحابة صدر ما نرسل إليها من مقالات، بينما هناك البعض من مواقع شعبنا رفضوا نشر مقالاتنا بحجة أنها تنقل معاناة شعبنا في قرية واحدة، وبالتحديد ألقوش، نقول لهؤلاء، لا يؤلم الجرح إلا صاحبه، وعندما كتب بعض إخوتنا عن معاناة أهلنا في الرمادي وحديثة وعانة والأنبار وصلاح الدين والبصرة وأربيل ونينوى والإيزيديين في سنجار وغيرها أليست هي نفس المعاناة ؟ اليسوا نفس الشعب، ولكن القريب على الحدث يوثق الحدث من جانبه، فمثلاً أخي الإيزيدي لأنه قريب وعلى إتصال وله أشخاص في قلب الحدث الذي جرى في سنجار يستطيع نقل الصورة الحقيقية والواضحة ونحن نطّلع عليها، كذلك مَن هُم في الأنبار ونينوى وغيرها من كل شبر من ارض العراق الطاهرة، وانا بدوري لكوني قريب على الأحداث في ألقوش فإنني انقل ما يحدث يومياً في ألقوش لكوني على إتصال مباشر بالسادة المسؤولين هناك وببعض المنظمات وبعض شباب المنطقة وينقلون لي الصورة المباشرة والحدث المباشر من أرض ألقوش، وإتصالي بهم يتم عبر الهاتف ولثلاث مرات او اربع في اليوم الواحد، وانا بدوري أنقل الصورة على شكل مقال ليطلع عليه ابناء شعبنا العراقي ويكونوا على بيّنة من مجريات الأحداث ، وللعلم القوش قرية صغيرة بدرجة ناحية يرأسها مدير ناحية هو الأستاذ فائز عبد جهوري ويسكنها ما يقارب العشرة آلاف نسمة وتبعد عن محافظة نينوى بمقدار خمسة وأربعون كيلو مترا نحو الشمال، ونقول هنا بأن محنة ألقوش هي محنة العراقيين جميعاً، ومحنتنا هي نفس محنة المسلم العراقي الأصيل والإيزيدي والعربي والكردي والكلداني، فلم يكن الكلداني مَن عانى وحده من التسيب الأمني في العراق بل هي معاناة كل أبناء العراق، وهل أنتقدنا النائبة فيان الدخيل عندما نقلت معاناة أهلها الإيزيديين العالقين في جبل سنجار؟ إنهم عراقيون ومن حقها أن تنقل معاناة مكون عراقي للكل لكي يسعى كل بصلاحياته وإمكانياته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، او مد يد العون والمساعدة ، فما اصاب سنجار اصاب العراقيين جميعاً وما سنجار وألقوش والأنبار والبصرة إلا مساحات تكوّن العراق العظيم وبشر يكّون شعب العراق العظيم، هذه هي أطياف وفسيفساء شعبنا العراقي، ونحن لا نائب لدينا لكي يشرح معاناتنا أمام مجلس النواب ولا ممثل لنا لكي يوصل صوتنا ليس لدينا إلا الله وقلمنا وهذه المواقع الأصيلة التي توصل صوتنا وتنشر كلمتنا عسى ولعل أن تلقي إذناً صاغية تستمع فتحاول أن ترفع الشكوى لأننا جزء من العراق العظيم والكلدان جزء من شعب العراق العظيم، لذا ومن خلال هذا المقال أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل مَن ساند المسيحيين في محنتهم وكل العراقيين لذا أقتضى التنويه.

ألقوش محمية، تحرسها صدور الرجال والشباب، تعاهد رجال ألقوش جميعاً على حماية ألقوش ومعهم الأستاذ فائز عبد جهوري مدير الناحية،هذا الرجل ومنذ اليوم الأول لم يترك ألقوش وحينما أتصل به هاتفياً في كل مرة أجده متواجداً في ألقوش، وعندما طلبتُ منه أن يعطينا أسماء بعض المتواجدين رفض بشدة وقال جميع رجال ألقوش شجعان وإن لم تتوفر الفرصة للبعض منهم للمشاركة في واجبات الحماية، لقد فرغت ألقوش من ساكنيها، وعلينا أن نحمي الديار إلى حين ان يستتب الأمن وتعود الحياة الطبيعية ويعود أهل ألقوش إلى دورهم وبيوتهم وممتلكاتهم ليروها بنفس الصورة التي تركوها، فالقرية الفارغة تكون مُعرَّضة للسلب والنهب، ونحن هناك وشباب ألقوش ورجالها واجبنا حماية هذه الممتلكات لكي لا تتعرض للسرقة، الحديث مع الأستاذ فائز ونبرة صوته تدل على ثقة عالية بالنفس وبالرجال حاملي السلاح، ويدل ذلك على مدى تمسكه بالأرض ومقدار مواطنته وحبه لألقوش ارضاً وشعباً، وكل ما اسأله عن مقدار تضحيته لألقوش يقول لي أنا ضمن هذه القوة وأنا واحد منهم وقوتي من قوّتهم جميعاً، فكلنا واحد ولا فضل لواحدٍ على آخر في الحماية والذود عن ألقوش، إنه رجل ثابت المبادئ ، يقول اليس لالقوش فضل كبير علينا؟ إننا نقوم بواجبنا تجاه أهلنا، القوش اليوم بحاجة إلى رجالها وها هم الرجال ، لقد أنتفضوا والغيرة تأكلهم لحماية ألقوش، تراب ألقوش يستحق منأ كل تضحية،

تسنى لي أن ارى فلماً قصيراً عن عَودة الشباب إلى ألقوش وهم يغنّون ( ديرَن ,,, ديرَن ,,, ديرَن أي عدنا ,,, عدنا ,,, عدنا) ها قد عاد إليكِ رجالك يا ألقوش، كيف تغمض العيون وألقوش بدون حامٍ يحميها،

أعزائي القراء / الأمثال تًضرب ولا تُقاس، هناك مثلاً يقول عند الشدائد تُعرف الرجال، وهنا الرجال في ألقوش على شكلين شكل يمثله مدير الناحية وهذه النخبة الممتازة من كافة الأعمار، والنخبة الثانية تمثل في قائم مقام قضاء تلكيف، وألقوش ناحية تابعة لقضاء تلكيف، القوش اليوم تمر بمحنة وازمة وضيقة كبيرة، ألقوش مهددة، تم إخلاء العوائل والأطفال وتركها الجميع والتجأوا إلى الجبال والمدن والقصبات وبقي عدد محدود من كبار السن في ألقوش رفضوا الإخلاء وآثروا البقاء والموت على ترك ألقوش، وكانوا نواة لعودة الكثيرين إليها، والرجال أصناف وأنواع، وعند الشدائد يستطيع المرء أن يميز ما بين الغَث والسَمين، وفي المواقف الصعبة تُعرف معادن الرجال، عتبي على الأستاذ قائم مقام تلكيف الم يكن بمقدوره أن يتوجه إلى ألقوش ويدير الناحية والقضاء من موقع أدنى ويكون مثالاً وقدوة لغيره؟ بينما هو آثر الهروب إلى دهوك ويا روح ما بعدك روح، هناك صنف من الرجال يحمي ألقوش بصدره وهناك صنف آخر يسرق ما يجود به الآخرون من مساعدات، فعلى سبيل المثال طرق سمعنا بأن هناك مجموعة خيَم تم تسليمها لتوزيعها على أهل ألقوش فتم حجب سبعون خيمة ونقلها إلى مكان مجهول لتسلم لاحقاً بأسم حزب معين، وحرمان الهاربين من جحيم الإرهاب منها، والكثيرون ينامون في العراء، اليست مواقف الرجال مختلفة، ومواقف الرجال لا تأتي إعتباطاً بل هي مسسيرة وتاريخ طويل ومن شب على شئ شاب عليه. الأستاذ فائز يقول أنه لتراب ألقوش حقاً علينا أن نحميه، ولأهل ألقوش حقوقاً كثيرة علينا ومنها حماية دورهم وممتلكاتهم، وإلا لماذا تحملنا مسؤولية هذه الناحية، ولماذا جلسنا على كرسي المسؤولية  إن لم نكن قادرين على حماية ما يمكن حمايته وبإمكانياتنا الذاتية، ألسنا من أهل ألقوش وإلى ألقوش ننتسب ؟

وأنا أقول هنا يجب أن يُكتب أسم كل مَن ساهم وشارك في هذه المهمة الشريفة النبيلة، سواء مَن حَمل السلاح لحماية ألقوش او غيرها من القصبات والمدن أو مَن ساند ودعم بالمال والسلاح من اي لون او فئة كان سواء كانت المساهمة بالمشاركة الفعلية في واجبات الحماية أو بالموقف البطولي أو الوقفة الرجولية أو بالكلمة الحرة الشريفة أو تظاهر أو قدم المساعدات أو تبرع بمال وكسوة أو قطرة نفط ومن ثم نسجل أسماء من هرب وظل قابعاً في ديارٍ بعيدة يحتضم عائلته فقط وكأن الدنيا خُليَت، ولا يدري هذا البعض أنه لو خُليت قُلبَت، وحينذاك ستقول ألقوش لمثل هؤلاء قول السيد المسيح له المجد  في إنجيل متى 25 :

41«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، 42لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي. 43كُنْتُ غَرِيبًا فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَانًا فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي. 44حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضًا قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا أَوْ عَطْشَانًا أَوْ غَرِيبًا أَوْ عُرْيَانًا أَوْ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟ 45فَيُجِيبُهُمْ قِائِلاً: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا. 46فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابE أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

نزار ملاخا

12/8/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *