وزير سابق: تشكيل الپيشمرگة لفوج من المسيحيين خطوة غير مدروسة

 

 

شفق نيوز

انتقد وزير الصناعة العراقي السابق فوزي الحريري، الاربعاء، قرار وزارة الپيشمرگة في حكومة اقليم كوردستان بفتح باب التسجيل امام المتطوعين من المسيحيين لتشكيل فوج من المسيحيين الساكنين في قرى ومدن وقصبات سهل نينوى واربيل.

واعتبر الحريري وهو قيادي مسيحي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن هذه الخطوة ردة فعل على المطالبات التي وجهت الى المسؤولين في الاقليم في الإسراع بتحرير المناطق المسيحية والايزيدية المحتلة واعادة اهلها الى مناطقهم.

والحريري هو نجل القيادي الراحل البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني فرانسو حريري، والأخير كان محافظا لاربيل عندما اغتالته جماعة ارهابية بوسط مدينة اربيل عام 2002، وتولى نجله فوزي حقيبة وزارة الصناعة في الحكومة الاتحادية بعد عام 2005.

وكتب الحريري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي واطلعت عليه “شفق نيوز”، انه في الوقت الذي يقيم ايجابيا مبدأ استماع مسؤولي الأقليم الى الأصوات المطالبة بتشكيل قوة مسيحية للدفاع عن نفسها مستقبلا، الا انه يعتقد بان الأسراع في هكذا اجراء “غير مدروس” سيتسبب بالمزيد من الخسائر للمتطوعين وعوائلهم.

وعزا الحريري هذه المخاوف الى انه منذ اكثر من 8 سنوات هناك قوة من الحرس من المسيحيين في هذه المناطق قوامها بين 2000 الى 3000 مسلح تابعة الى حكومة الأقليم مباشرة وتتسلم رواتب ومخصصات وسلاح وامتيازات تتعدى المليون دولار شهريا، متسائلا أين كانت هذه القوات ابان الهجمة على مدن وقرى المسيحيين؟.

كما تساءل الحريري عن الذى اسسها واين الأموال المصروفة لهذا النشاط لحد الان والتي بلغت حوالى 100 مليون دولار، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق بهذا الصدد.

وعبر عن مخاوفه من قيام البعض من منتسبي تلك القوة بالعودة والتطوع في صفوف الفوج المقترح وتسلم الرواتب “بدل ان يحاسبوا على هروبهم”.

كما يشير الحريري الى ان المهجرين من ابناء المكون المسيحي يعيشون حالة نفسية سيئة، لافتا الى استعداد الجميع لعمل اي شيء للعودة الى ديارهم، مستدركا ان هذا لا يعني “استغلال عواطفهم” وتشجيع انخراطهم في القوات العسكرية الان.

ولفت الى ان قوات الپيشمرگة ذات التجربة العريقة تتريث في خطواتها “فما المغزى من هذه الخطوة التي لا تكاد تكون سوى دعاية اعلامية فقط؟”.

واكد الحريري ان الحكومة العراقية فشلت في برنامجها لإغاثة النازحين وايصال الدعم المادي لهم، مبينا ان هذا سيجبر الكثير من ابنائهم للتطوع “من اجل الراتب واعالة عوائلهم واطفالهم لا اكثر ولا اقل”.

وشدد على ان هناك حاجة ملحة لتوفير الكثير من المستلزمات اليومية غير مشمولة ببرامج الأغاثة الأنسانية.

وشدد الحريري على ان تشكيل مثل هذه القوة يجب ان يكون بعد اعادة النازحين الى ديارهم من قبل قوات الپيشمرگة والتحالف الدولي وضمان امنهم واستقرارهم وتعويضهم من قبل الحكومة العراقية لكافة خسائرهم، مشيرا انه حينذاك سينخرط من وصفهم بالمتطوعين الحقيقيين.

وسقطت مناطق واسعة من سهل نينوى التي تقطنها أغلبية مسيحية بأيدي متشددي تنظيم “داعش” بعد انسحاب القوات الامنية العراقية من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى في شهر حزيران الماضي.

وفرّ معظم سكانها الى مدن اقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها التي تسيطر عليها قوات الپيشمرگة الكوردية.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *