وأين نشيد الشعب الكلداني ؟


habeebtomi@yahoo.no
نشيد الشعب .. قرأت عنه بموقع القوش نت بقلم الأخ عماد رمو ، وجاء في التقديم ان النشيد من ثمرة تعاون الأخ لطيف بولا مع الأخ جلال كليّا ، وسبق للاخ لطيف بولا ان انشد نشيد الأمة ذكر فيها الكلدان والسريان والآشوريين ، وهذه المرة أراد ان يكون اسم الشعب وهو الشعب الآشوري كما افتهمنا من المقال الطويل المنشور ، وفيه حزن على سقوط نينوى قبل 2600 سنة وجاء في المقال حول الجانب التاريخي للمقال يقول :
(اما في نشيد الشعب ،والذي هو بين ايديكم الان   فانه يخص شعب اشور . هذا الشعب الذي كان يوما من ارقى الشعوب والتي كانت نينوى عاصمة  امبراطورية اشور العظيمة .  هذه الامبراطورية التي امتدت على ارض ساحقة شملت  العراق وسوريا والجزيرة العربية  والخليج وبلاد  فارس وارمينيا  واسيا الصغرى  ومصر . عنوان النشيد ايحاء مباشر الى شعب الحضارات الاصيلة والذي نعتز ونتباها بكل فخر  بإنتمائنا اليه  . عنوان النشيد  واضح ومتميز وقوي.).. الخ .
هنا يراد فيه خلط الأوراق والهدف يحمل طابع حزبي لأجل التأثير على هوية القوش الكلدانية من اجل اهداف سياسية تريدها الأحزاب الآشورية وفي المقدمة حركة الزوعا ذات التوجهات الأقصائية العنصرية .
لا ادري ماذا ذكر الأخوان بتاريخ حدث قبل 26 قرناً  من الزمان ولماذا هذا الحزن الكبير لسقوط دولة اشور التي اتسمت بالهمجية والوحشية ؟ وحينما نقول ذلك لا نأتي شئ من توجهاتنا الحزبية او عندياتنا ، إنما نعتمد على المؤرخين الأفذاذ وعلماء التاريخ ، الذين يفيدون بأن الأشوريين كانوا يتقنون صناعة واحدة وهي صناعة الحرب ، وإنهم كانوا مقاتلين فقط وإنهم كانوا يمثلون اقلية ضئيلة في عواصمهم في اوج عظمتهم .
إن مثل هذه المقالات العنصرية تذكرني في كتابات احد غلاة الفكر الآشوري الذي يدعو تهجير الكلدان الى الجنوب ، ونسي وهو قابع في بيروت ان اجداده النساطرة قدموا من جبال حكاري الى القوش الكلدانية وحموهم من القتل والتشريد . كما ان احد هؤلاء الفاشيين الصغار افاد بأن الكلدان هم اولاد غير شرعيين للجنود الآشوريين .
وننقل شئ مما ورد في الكتب عن هذا القوم الذي ابتلت به الأنسانية في ذلك العصر .
كما لا يسعدنا ان ننتمي لتك الأمة التي تاريخها زاخر بسمل عيون البشر وسلخ جلودهم وقطع السنتهم ، فهذا التاريخ ليكن مبروك لمن يقبل به وهذه مقتطفات من هذا التاريخ :
المؤرخ العالمي وول ديورانت يكتب في قصة الحضارة من المجلد الأول ( يتكون الكتاب من 42 مجلد ) وهو امهات المصادر في التاريخ : يقول ص282 م1 :
ويفخر آشور بانيبال بأنه : حرق بالنار 3000 أسير ولم يبقي واحداً منهم ليتخذه رهينة ، ويقول في نقش آخر إن الذين أذنبوا بحق آشور فقد انتزعت السنتهم .. ومن بقي منهم على قيد الحياة قدمتهم  قرابين جنازية وأطعمت بأشلائهم المقطعة الكلاب والخنازير والذئاب ، وبهذه الأعمال أدخلت السرور على قلوب الآلهة العظام ) .
اما الملك سنحاريب الذي تتغنون به فحينما غضب على بابل لنزعتها الى الحرية فحاصرها واستولى عليها ، وأشعل فيها النار فدمرها تدميراً ، ولم يكد يبقى على احد من اهلها رجلاً او امرأة صغيراً او كبيراً ، بل قتلهم على آخرهم تقريباً ، حتى سدت جثثهم مسالك المدينة .. الخ ) نفس المصدر ص268
اما ارنولد تويني العالم المؤرخ فيكتب في كتابه دراسة التاريخ الجزء الثاني ص 104 عن آشور يقول :
(((((((((  كانت الكارثة التي اودت بالقوة الحربية الآشورية عام 614 ـ 610 قبل الميلاد ، إحدى الكوارث العارمة المعروفة في التاريخ فإنها لم تتضمن فحسب دمار أداة الحرب الآشورية ، ولكنها تضمنت كذلك محو الدولة الآشورية من الوجود واستئصال الشعب الآشوري))))))))) .
وفي نفس السياق نقرأ ان الملك سنحاريب قتله ابناؤه وهو يتلو الصلوات ، وخلفه احد ابنائه وهو عسر هدن وهو ملك عادل لكن بعد موته خلفه آشور بانيبال (ويسميه اليونان سردنا بالوس ) وآشور بانبيال كان مولعاً بالثقافة فلجأ الى  سرقة مكتبة بابل ونقلها الى نينوى ، لكن لنقرأ ما يكتب عن آشور بانيبال .
وهنا نبقى مع وول ديورانت في نفس المصدر ص 270 حيث يقول :
جئ  برأس ملك عيلام القتيل الى آشور بانيبال وهو في وليمة مع زوجته في حديقة القصر فأمر بان يرفع الرأس على عمود بين الضيوف .. وظل الراس معلقاً على باب نينوى الى ان تعفن ، اما دنانو القائد العيلامي فقد سلخ جلده وهو حياً ، ثم ذبح كما يذبح الحمل وضرب عنق أخيه وقطع جسمه إرباً ووزع هدايا على اهل البلاد تذكاراً لهذا النصر المجيد .
ويمضي الكاتب الى القول :

(((((( ولم يخطر ببال آشور بانيبال قط انه ورجاله وحوش كاسرة او اشد قسوة من الوحوش …))))) .

انكم  يا اخوان مخمورون بالإنتماء الى تاريخ رهيب بحق البشرية ولا يختلف بشئ عن تاريخ الفاشية والنازية في العصر الحديث ، فلماذا تريد لنا ان نكون آشوريين نقطع الألسنة ونحرق البشر وهم أحياء ونسلخ جلودهم ، فنحن لا يشرفنا ان ننتمي لمثل هذا التاريخ الرهيب .
وأعود الى النشيد الشعب الذي يليق بقرية شرفية الآشورية ولا يليق بألقوش الكلدانية الأصيلة .
وأهمس بكل هدوء بأذن من يريد ان يغير هوية القوش الكلدانية . لو كانت القوش أشورية كما يزعم غلاة الفكر الآشوري ، فلماذا طلب من  أهل القوش الكلدانية سنة 1933 ان يخرجوا الأثوريين اللاجئين من بلدتهم ، والسبب كان صدور فرمان مجحف يقضي بإبادة الأثوريين .  فلو كانت ألقوش اثورية كما تدعون  فلماذا لم تضرب بالسيف الذي كان يشمل كل الآثوريين .
إن الأنجراف وراء ادعاءات الأحزاب الآشورية ، وإلغاء التاريخ الكلداني المجيد الذي قدم انصع الصفحات في الحضارة الأنسانية من فنون وعلوم في الفلك والطب والرياضيات والهندسة فلماذا هذا التنكر والجحود لهذا التاريخ الناصع ، والأقتداء بتاريخ كل صفحاته سوداء في الوحشية والعنف .
نحن نريد نشيد كلداني يمجد الشعب الكلداني النبيل في وطنه العراقي .
تحية للاخوان عماد رمو ولطيف بولا وجلال كليّا .

You may also like...