وأخيرا، أعلنوا عن صحة تسميتهم القومية من قبل الانكليز/ بقلم عبدالأحد قلو

 

واخيرا فقد ارتضخى (من الرضوخ) الاخ الكاتب ابرم شبيرا للأمر الواقع، وذلك بأعترافه في مقالته الموجود رابطها ادناه، بأن اخوتنا الذين يدعون بالاشورية الحديثة فهي بتسمية ممنوحة لهم من قبل الانكليز وذلك في اواخر القرن التاسع عشر بعد ان صرّح بقوله: (فالإنكليز لم يشذوا عن القاعدة العامة في تسمية الشعوب والمناطق بلغتهم القومية كما فعل بقية القوميات الأخرى الذين سموا هذه المجموعة المسيحية بالآشوريين بتسميتهم القومية. فعلى سبيل المثال العرب أطلقوا عليهم تسمية أثوريين أو آشوريين أو سريان وحسب مناطق تواجده..) انتهى الاقتباس.

ولكننا نسأل عن ماهية تسميتهم الاصلية وقبل ان يصبحوا اشوريي القومية ولماذا اطلقوا عليهم؟ بالاشوريي الحداثة يا استاذ شبيرا Modern ASSYRIAN

وهذه التسمية واسبابها موجودة في كتاب الذي ألفه المبشر المخابراتي الانكليزي وليام ويكرام والمانح لهذه التسمية للمجموع المختار، ولغاية ما في نفس الانكليز، حتى سمّوهم بالحليف الاصغر، وذلك لأنهم كانوا كالعجينة بيديهم !Ally smallest

ولكن كالعادة فقد حاول الكاتب شبيرا (الجميل) باللف والدوران وتجاهل مسماهم الحقيقي وربط الموضوع بوجود تسميات عديدة لهذا المكون المتأشور حديثا، والتي كانت بالبديلة عن الكلدان النساطرة بعد انفصالهم من اخوتهم الكلدان الكاثوليك، والتي لم تروق للأنكليز بتلك التسمية لكرههم للكلدان المتكثلكين لكونهم بخلاف مع كنيستهم الانكليكانية، بالاضافة الى ان النسطورية والتي كانت عندهم بالهرطقة ايضا.

شيء من تاريخنا الكنسي المشرقي وانشقاقاته

ان الطبيعة التي يتميز بها مسيحيي العراق والشرق الاوسط، فهي بمعرفة ارثهم وتاريخهم من خلال كنائسهم وذلك للدور الفعال والعصيب التي مرت به هذه الكنائس من تناحرات وكفاح وبسالة بالرغم من التضحيات التي ظفرت ببقائنا ووجودها كشعب حي يرزق الى يومنا هذا. ولا زلنا نعيش في ظروف بيئية غير سويّة في بلدنا العراق، لشعورنا بالتهميش الحاصل لمكوننا المسيحي بسبب عدم تقبل الاخر من الاطراف التي اصبحت عندها زمام الامور وكما كان الحال وعبر العشرات من الامبراطوريات الحاكمة للمنطقة.

ولكي نعرف مفهومنا القومي، فلا بد ان نعرّج على تاريخ كنيستنا المشرقية ومنذ نشوئها وبصورة مختصرة ومنذ بداية تكوين كنائسنا، والتي عرفنا بالدور الكبير الذي قام به مؤسسوها من العظماء، كل من مار ماري ومار ادي وبمعية مار توما الرسول الذين جابوا بلادنا متوغلين الشرق الادنى للتبشير بالمسيحية.

ولكن الذي يهمنا هو معرفة العلاقة التي كانت موجودة ما بين كنيستنا المشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة والتي كانت بعلاقة الشِركة ألايمانية ما بينهما والشامل للكنائس الاخرى التي كانت جميعا مرتبطة بالمركز وكوحدة واحدة. وقد كان موقف كنيستنا من هذا الانتماء للكنيسة الكاثوليكية واضحا في مجمعين والذين ابرموا في المدائن (سلمان بك) في سنتي 410 م وسنة 420 م ايضا والذي اعلن فيهما اساقفة الشرق رغبتهم في الالتزام بكافة القوانين التي وضعها الاباء الغربيون (كنيسة روما) وابتداءا من مجمع نيقية سنة 325 م.

وهذا يثبت بأن كنائسنا المشرقية سواء الكلدانية او كنيستي المشرق الاثوريتين وبشقيها فقد كانوا بالشِركة مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ومنذ نشوئها.

ولكن هذه العلاقة بين الكنيستين المشرقية والكاثوليكية الجامعة، فقد كانت تتأثر بالاوضاع السياسية للعداء الموجود بين الدولتين الساسانية والرومانية والذي انعكس سلبا على العلاقة بين الكنيستين، والتي ترتبت مسائل عدة من جرائها واللتين اختلفوا فيما بينهم عقائديا. وبالاخص عند تأثر الكنيسة المشرقية بنسطورس والتي كانت محسوبة بهرطقة في حينها.

خلافات الكنائس مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة

ومن نتائج هذه الاختلافات فقد عُقد مجمع افسس في سنة 431 م. والذي حُرّم من خلاله نسطورس بطريرك القسطنطينية من الكنيسة واعتبرت افكاره بأنها هرطوقية، وذلك بسبب العقائد اللاهوتية التي تبناها النساطرة والمختلفة مع الكنيسة الكاثوليكية.

وكذلك في مجمع خلقيدونية الذي انعقد في سنة 451 م، فقد حرموا من كان يعتقد بان المسيح له طبيعة واحدة والذين اسميوا بالكنائس المونوفيزية وهي الكنائس القبطية والسريانية والارمنية والتي أُطلق عليها بالكنائس الاثودكسية الشرقية.

وقد حدث انقسام اخر ما بين الكنيسة القسطنطينية وكنيسة روما ايضا في سنة 1043م بسبب خلافات عقائدية ايضا والتي ادت الى قطيعة عن كنيسة روما وهي الكنيسة اليونانية والروسية والاوكرانية والصربية والرومانية والتي حملت اسم الكنيسة الارثدوكسية، حصرا.

ولكن كل محاولات التوحيد بين الكنائس المختلفة عقائديا فقد باءت بالفشل وعلى اشكالها.

ولكن على مستوى الكنيسة المشرقية فبالنظر للأختلافات الموجودة مع الكنيسة الكاثوليكية بسبب النسطورية وبالاضافة الى ظاهرة توريث البطريركية، فقد حدثت محاولة شجاعة من بعض المطارنة الاجلاء بعد اختيارهم لمار يوحنان سولاقا بطريركا لهم والتي توجّ لهذا الاختيار الى توقيع وثيقة الأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية في روما وذلك سنة 1553م.

من الدلائل بارتباط كنيسة المشرق بالكلدان

ولكي نربط هذه الاحداث بلب الموضوع المطروح فقد حصل وان ابرم اتفاقا وقبل اتحاد البطريرك يوحنا سولاقة بروما، وذلك عندما قام المطران مار طيمثاوس اسقف نساطرة قبرص بتوقيع وثيقة اتحاد ايضا مع روما في سنة 1445م، ومعه مطران الموارنة فيها. ولكي يزيح النسطورية من تسمية كنيستهم فقد وقع وثيقة الاتحاد التالية:

(انا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص، أصالة عن ذاتي وبأسم كافة الجموع الموجودة في قبرص، اعلن وأقر وأعد امام الله الخالد الآب والأبن والروح القدس، بأنني سأبقى دوما تحت طاعتك وطاعة خلفائك وطاعة الكنيسة الرومانية المقدسة على انها الأم والرأس لكافة الكنائس (من شموئيل جميل، كتاب العلاقات، روما 1902 ص 10).

وانظر هنا بما سيعلق المرسوم البابوي الذي أصدره أوجين الرابع في 7 آب 1445م: وطيمثاوس ذاته، أمامنا في هذا المجمع اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة، أعلن بأحترام وتقوى صيغة ايمانه وتعليمه أولا بلغته الكلدانية، ثم ترجمته الى اليونانية ومنها الى اللاتينية.

ومن الامثلة التي تبين وجود الكلدان في منطقة اثور فسنرى بأن البطريرك مار شمعون دنخا (1581-1600م) والذي ارسل معاونه المطران ايليا هرمز الى روما وبمعيته تقرير من البطريرك ولكنه يشير الى شخصه بقوله لقداسة البابا: انا مار ايليا رئيس أساقفة أمد في بلاد ما بين النهرين كلداني من آثور.. (أرشيف الفاتيكان عند بلترامي، ص199) وفي ختام تقريره يطلب مار ايليا بان يمنع قداسته ان يطلق أحد على الكلدان المتحدين بروما أسم النساطرة، بل ان يطلق عليهم الكلدان الشرقيون في آثور.

وفي واقعة اخرى، فقد رفع المطران ليوناردو هابيل والمرسل من البابا، تقريرا للفترة (1583-1585م) عن اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط خاصا بتقريره عن كنيسة المشرق ومن ما ذكره (كذلك زرت مار شمعون دنحا بطريرك الامة الكلدانية في اثور..) ومكملا بقوله (ان أولئك الذين من الامة النسطورية الساكنين في مدن أمد وسعرد والبقاع والمدن الاخرى القريبة، فقد تمردوا على بطركهم الساكن في في دير الربان هرمزد قرب مدينة آثور وتسمى اليوم بالموصل فيي بلاد بابل، فقد قدموا الطاعة للكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا يوليوس الثالث عشر وبذلك استعادوا اسمهم كلدان آثور الشرقية) (عند جميل ص 115-116).

وحتى بطريرك الكنيسة النسطورية فقد كان يستعمل تسمية بطريرك بابل، وكما جاء فبعد ان بعث البطريرك النسطوري مار ايليا الثامن من عائلة ابونا والذي حاول الاتصال بروما رغبة منه للوصول الى الاتحاد القانوني مع كنيسة روما، باعثا بتقرير الى قداسة البابا بولس الخامس في سنة 1610م والذي ختمه وعلى هذا الشكل: (تمت هذه الرسالةالتي كتبت بامر مار ايليا بطريرك بابل..) والذي يشير الى ان هذا اللقب استخدمه بطريرك المشرق النسطوري وقبل ان يستخدمه البطريرك الكاثوليكي (ارشيف الفاتيكان، جميل ص108-115)

وهذا يدل على ان الكلدان كان متمثلا بالشعب العائد لكنيسة المشرق وبمعنى الارتباط الثقافي والتاريخي، وان الاسم الاثوري فكان بالدلالة على الموقع الجغرافي لأحدى الأبرشيات العائدة للبطريركية المشرقية وبالمعنى الاقليمي.

وبعدها فقد استقر الاسم الكلداني في القرن التاسع عشر على المجموعة كلها والتي كانت عائدة لكنيسة المشرق الاساسية، ماعدا المجموعة التي انفصلت بعد ارتباطها بالمذهب النسطوري والمعروفين في حينها بالكلدان النساطرة والتي اصبحت مقر بطريركيتهم في قوجانس التركية لتتبنى الكنيسة الانكليكانية لاحقا بتسميتهم الاشورية وكقومية بعد ان حوروا المدلول الجغرافي الى المدلول القومي لأرتباطهم بالاستعمار الانكليزي وللأستفادة منهم في حروبهم ضد الدولة العثمانية.

ولكي نعيد لحمتنا الاساسية كمكون واعي في مجتمعنا

ومغزى الكلام الذي ذكرناه، من سردنا لتاريخ كنيستنا المشرقية وبفرعيها الكلداني والاثوري، فهو كان بعلاقة الشِركة أيمانية مع الكنيسة الكاثوليكية في روما، وبناءا على ما ذكر في المجمعين 410 م و420 م. ولكن حدث بعدها الانفصال بسبب الهرطقة النسطورية والذي عمّق ذلك ايضا، فهو بالخلاف الحاصل بين الدولتين الساسانية والتي كانت كنيستنا المشرقية في كنفها والرومانية والتي كانت كنيسة روما في كنفها ايضا.

والامر الاخر، فهو التأكيد على ان اللغة الكلدانية كانت مصاحبة للكنيسة المشرقية ومنذ نشوئها وكما أتلى المطران طيماثاوس كلمته بها وبمعنى فان شعب هذه الكنيسة كان من بقايا الدولة الكلدانية والتي انتموا للديانة المسيحية في بدايات تبشيرها، وكما تشير اليها مناطق ابائنا المبشرين الاوائل والموجود فيها الكلدان وهنالك صلوات طخسية ودلالات تاريخية عديدة، تشير لوجودهم قبل واثناء القرون الاولى من المسيحية.

وبناءا على هذه الحقائق التاريخية، فانه لم يكن هنالك اي ارتباط لا من قريب او بعيد ما بين الكنيسة المشرقية والاشوريين القدامى، والتي دلّت المصادر التاريخية والدينية الى فناء ذرتهم بعد القضاء على امبراطوريتهم في سنة 612 ق.م وعلى يد الكلدان مع اندثار المتبقين منهم في قبائل وشعوب اخرى وبعد ان تنبأ النبي ناحوم في اياته وكما هي مذكورة في الكتاب المقدس بفناء ذريتهم ايضا.

اعتقد بان السيد ابرم شبيرا، فهو يرى بنفسه عن كل مايذكره فهو بماشي وربما ذلك يتوافق ومع الذين يستميتون لتسمية الاشورية والذين يعتقدون بأن لهم جذور الاشوريين القدامى ومع ذلك وفي مقالته المنوه عنها في رابطه الموجود ادناه، فقد قطع عليهم جذورهم هذه، باعترافه بأن تسميتهم بالاشورية منحت لهم من قبل الانكليز في اواخر القرن التاسع عشر وكقومية ولكن وقتيّة حديثة لأداء مهمة ما.

ونحن بانتظار تنازلات اخرى حثيثة وفاعلة، والتي توضح الحقائق المطلوبة في ظرفنا الحالي، وذلك من اجل ان نتوحد تحت راية كنيستنا الكاثوليكية وامتنا الكلدانية وهذا ما نتوخاه من الذين يريدون خيرا لشعبنا المسيحي في العراق ودول المهجر، وشكرا.

عبدالأحد قلو

رابط لمقالة السيد ابرم شبيرا حول اعترافه بتسمية الانكليز بالاشورية لبني قومه

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,670888.0.html

ولمزيد من المعلومات التاريخية لكنيسة المشرق فالاستعانة بهذا الرابط.

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/05/16_May11_BishopSarhadYousipJammo.html

 

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *