هل ما يدعيه ” قادة شعبنا ” حول إستحداث محافظة في سهل نينوى أمر محتوم وقطعي؟/ عامر جميل

في مستهل المقال, لا بد لنا من قراءة سريعة ومكثفة للمشهد السياسي العام في العراق منذ سقوط نظام الطغيان الشامل في نيسان العام 2003. فقد هيمنت القوى السياسية الطائفية والدينية منها والقومية وبفعل عوامل سياسية عديدة منها داخلية وأقليمية وتواصل هذه الهيمنة لحد الأن, مستخدمة كل ما يتوفر لديها من أمكانات شرعية وغير شرعية بما فيها الإنتخابات في ظل غياب أرادة وعقل الأنسان العراقي وجعله رهينة مخاوف على أمنه وعيشه. أن أنطلاق هذه القوى والأحزاب المنتفخة من مصالحها الضيقة والأنانية وصراعها الدائم فيما بينها ومحاولة كل منها الأستحواذ على أكثر ما يمكن من مكاسب ومنافع حزبية وفئوية وحتى شخصية، تحت مظلة الدستور المشوه والمتناقض والذي يتيح لكل طرف قرأته والتشبث ببنود تدعم حججه. أختزالآ لهذا المشهد التراجيدي، فكل هؤلاء حاضرون إلأ الشعب والوطن فهم الغائبون والمستثنون. وهذا لن يطول مهما علت وإزدادت صرخات وعويل هؤلاء المزيفون والسراق.
كان لابد لهذا المشهد أن يطغي ويلقي بظلاله المباشرة على واقعنا القومي بكل تداعياته وخاصة السياسية منها، حيث كان لا بد من تلك القوى الرئيسية المهيمنة أن تلتفت الى المكونات الصغيرة وتجد لها موطئ قدم داخلها وتجعلها جزءاً من عملياتها الضاغطة في لعبة التوازنات والتوافقات والمكاسب المضافة .
من خلال فهم هذا الواقع وقرأته بموضوعية وواقعية يمكننا فهم الزوابع والبالونات الشعاراتية التي تطلقها بعض أو جميع القوى السياسية المهيمنة على المشهد القومي مستخدمة وموضبة شعارات جميلة وبراقة تدغدغ وتثير مشاعر شعبنا وتصور له بأنها وسيلة الخلاص والإنقاذ الساحر الوحيدة لكل همومه ومعاناته المأساوية . أن هذا الأستغلال الديماغوجي لمعاناة شعبنا وإيهامه وجعله يلهث وراء السراب في مشاريع وأوهام خيالية .
كان على هؤلاء القادة ان يثبتوا للشعب الذي يدعون تمثيله ما هي خططهم ومشاريعهم الواقعية في تحقيق هذا المشروع(استحداث محافظة سهل نينوى).
ومن أجل تمرير هذه الكذبة تم تجنيد الكثير من الطاقات البشرية وتخصيص الامكانيات المالية في محاولة لتسويقها بين أبناء شعبنا في الداخل والخارج، ورفض مبدا الحوار والنقاش حولها ، بل يطلب من الجميع تبيان موقفهم الواضح والصريح منها ؟ فالويل كل الويل لمن يرفض هذه المعادلة القرقوشية، فهم المقررون وعلى الشعب الأطاعة والتنفيذ، لأنهم الأدرى بمصالح هذا الشعب؟ فإما ان تتفق معهم أو أنت خائن لشعبك ومريض وحسود وتعمل لأجندة معينة… ووو؟
ورغم أني متابع ومهتم كالكثيرين في الشأن القومي كجزء من الأهتمام بما يجري في الوطن الحبيب والعزيزوالذي سخرت معظم سنوات عمري من أجله سواء في الوطن أم في المهجر، أقول كنت أتمنى صادقاً أن أرى حوارات ونقاشات جادة وذات مصداقية في تناول الشأن القومي وأن تكون هناك فسحة ومساحة واسعة لتبادل الرأي وتقبل الآخر، لكن ما يحزن هو هيمنة النقاش العقيم كحوار الطرشان أو الخطاب المتخشب، ألاحادي، الشعاراتي، والذي يستخدم أسلوب الدفاع الهجومي البائس.
وحتى لا تكون حججي مجرد أتهامات وتعبير عن “دواخلي المريضة” كما يدعي البعض، سوف أستعين بما كتبه الصديق كامل زومايا في بعض المواقع الألكترونية ومنها موقع عينكاوة كوم العزيز على قلبي ، وتحت عنوان ( حوار حول مطالب شعبنا بين الحكم الذاتي واستحداث محافظة في سهل نينوى ) والذي فيه يحاول أن ” يفند” ما جاء في لقاء حواري مع  أذاعة صوت الكلدان, والتي تبث برامجها منذ اكثر من أحدى وثلاثين سنة متواصلة، مع الزملاء د. نوري منصور و قيس ساكو وكاتب المقال، اعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والتي ادارها الزميل فوزي دلي.
كم تمنيت على الصديق كامل أن يحاور ويناقش ما طرح في اللقاء ويحاول بشكل موضوعي أن يدحض أدعائاتنا بالحجة والحكمة والمصداقية لا أن يضع نفسه في خانة ذات الجوقة التي تكذب وتصدق كذبتها وترسم الأوهام وتبني عليها مواقفها، كما كنت أتمنى عليه أن يتحرر من لغة التخوين واتهام الأخرين بمختلف الأمراض النفسية ، وكأنه هو “المعلم الماركسي” .وبالمناسبة لم أفهم ما الذي دعاه الى إقحام الماركسية ولينين في مقاله, فبدلا من أن يناقش ويحاورما اثير في ندوتنا راح يحلق حول العالم، في محاولة, ربما أراد من خلالها, أن يثبت سعة معارفه واطلاعاته. واذا كان يحاول ايصالنا الى نتيجة مفادها أن الدول والبلدان المتنوعة الأثنيات والاديان قد بنيت على هذا الأساس وخاصة في أوروبا فهذه القراءة حقاً مقلوبة ومشوهة، فالمعروف أن هذه البلدان وكل دول العالم المتحضر قد بنيت على مفهوم المواطنة ودولة المؤسسات التي تحترم التنوع وتوفر كل مستلزمات الحرية الكاملة للأفراد. هنا اعطيه مثلا على ما حاول إثباته ألا وهو النظام المحاصصي الطائفي القائم في لبنان ومنذ تأسيسه عام 1943 والذي جاء إتفاق الطائف عام 1989 لتكريسه. هذا النظام المخنوق والمكبل بسلسلة قيود ضاقت بها ديناميكية الحياة وأصبحت عبئاً ثقيلاً على أصحابها. فلبنان بفضل أرتهانه بتلك المحصاصات الطائفية ما أن ينفك من أزمة ألإ وتجابهه أزمة أشد منها. هل هذا ما يدعو أليه السيد زومايا ويتمناه لوطنه وشعبه؟!!. أن الهروب الى الأمام في مواجهة الواقع بمشاريع انتحارية سوف لن تحل معضلات الحياة بل تزيدها تعقيداً وتشابكا.
أن مقال السيد زومايا والمحشو بالزوائد والتفاصيل التي أضرته, ولم يكن مضطراً لاقحامها, الإ اللهم أذا كان ذلك مقابل عملية دفع تتم  حسب عدد الكلمات الواردة في “الحتوتة”. ثم يواصل السيد كامل ويبدي أستغرابه ” كيف يمكن للماركسي أن يتضامن مع شعوب الأرض ويهمل أو يقف ضد طموحات شعبه” يا للهول والعجب حقاً كيف يمكن ذلك؟؟ هذه هي قراءة ” المتمركسين ” للوقائع , هؤلاء هم  الذين لا يفقهون شيئاً من الماركسية والمكتفين بقراءة عناوينها كراجيتات علاجية يتبجحون بها متى ما ارادوا لوي عنق الحقيقة، لأثبات وجهة نظرهم المأزومة. أنت تعلم ياسيد كامل اننا كنا ولم نزل داعمين ومتضامنين مع كل شعوب الأرض في نضالها العادل من أجل حريتها وأنعتاقها وهذا الموقف أساسه وجوهره ينم من حقيقة أنحيازنا وموقفنا ونضالنا من أجل قضايا شعبنا وحقوقه المشروعة من خلال بناء دولة القانون والمؤسسات تضمن فيه حقوق كل مواطنيه بغض النظر عن مكوناتهم الدينية والطائفية والأثنية. فهيمنة الخطاب الطائفي والقومي اليوم في العراق، لا يعني بأي شكل من الأشكال, أنه هو طريق الصواب حتى تبنون مواقفكم ومشاريعكم على أساسه، وخذ الأقوال والتشكيات من أفواه هؤلاء قادة هذا الخطاب وحكام العراق اليوم فجلهم ينتقد هذه الصيغة المتحكمة في مصير السلطة ويحملونها كل أسباب الأنهيارات، وان كان أدعائهم لفظاً فقط، ولكنه ألا يدل على الأختناق وأن الحياة ستلفضه وترفضه مهما طالت الأيام، فعلى من تحاول أنت تكريسه وجعله ملازماً للوضع في العراق؟؟؟.
يعيب علينا السيد زومايا وهو الشخص الوطني والماركسي حسب ما يفهم من كتاباته، رفعنا لشعار ” نحن الكلدان كلنا للعراق… والعراق كله لنا ” وهو لا يكتفي بالإعابة بل يراه مطابقاً ورديفاً لشعار تنظيم الإخوان المسلمين في مصر ” الأسلام هو الحل ” هل حقاً أنا مضطر لمناقشة هكذا قرأءة ضعيفة وركيكة بكل معنى الكلمة وأنا هنا أجامل السيد زومايا من باب العطف ليس إلا.
في مكان أخر من مقالة السيد زومايا وفي معرض دفاعه عن مشروع تجمع تنظيماته القومية بأنهم يعملون وينفذون أجندات القيادات الكردية، فأنه ينبري للدفاع عن نوايا هذه القيادات ولا أريد هنا الإطالة بالأقتباس مما كتبه لانها طويلة ومملة وملخصها يقول بأن الأكراد لهم من الأرض ما هو أكثر بكثير من مساحة العديد من الدول القائمة اليوم، وهنا السيد زومايا لا يرى فرقاً بين الشعب الكردي كشعب, وما بين البعض من قياداته, التي خبرتنا السنوات السابقة وخاصة بعد التغيير, انها أثبتت ليس فقط تقاطعها مع المشروع الوطني الديمقراطي في العراق من خلال مشاركتها وتقاسمها للسلطة من منطلقات حزبية ومصلحية بحتة، بل تقاطع هذه القيادات مع مصالح الشعب الكردي نفسه. ومن لا يعرف حقيقة الوضع في كردستان وتعاظم المشاكل الأقتصادية والأجتماعية والسياسية، وإزدياد الهوة بين فئات الشعب والقادة السياسيين وعوائلهم وحاشياتهم، ناهيك عن أزدياد سياسة القمع والتعسف حيال كل صوت معارض؟ هل سمع السيد كامل بالأراضي والمناطق المتنازع عليها أم لا ؟؟؟ وأين يقع سهل نينوى في المريخ أم ضمن هذه الأراضي المتنازع عليها؟؟ نصيحتي للأخ كامل أن يتعرف على خارطة العراق فعلياً عله يعيد النظر بمجمل أدعاءاته وتصوراته إن كان منطلقها نزيهاً.
أما موضوع التسمية ” المقصود تسمية شعبنا الكلداني والأشوري والسرياني ” فأقول كفاكم تلاعباً بمشاعر الناس وتعلموا كيف تحترموا الأخر ولا تضعوا حواجزوقطعاً كونكريتة بين أبناء الشعب وأعلموا بأن أسمائنا الجميلة الزاهية عاشت ألاف السنين قبلكم وهكذا ستبقى، وأن عجزكم وفشلكم في وضع برامج سياسية وأجتماعية وأقتصادية جامعة على أساس الحوار والأنفتاح الحقيقي الفعال لا محاولات الهيمنة والإستفراد وتنصيب أنفسكم أولياء … أنكم بسياساتكم القسرية هذه تؤججون المشاعر وتمهدون للتطرف والإبتعاد بين أبناء الشعب الواحد.
الحقيقة وكما أسلفت المقال جاء بجملة مغالطات وتشويهات للحقائق دعك عن قصور في المعرفة وتلبيس الأقاويل والإستمرار في سياسة التخوين لكل من يختلف معهم ، أن هؤلاء والسيد كامل واحداً منهم أثبتوا وبشكل قاطع بأنهم ليسوا إلا وعاض السلاطين وقارعي الطبول، وعلى هذا النهج والمسار تأتي كتيبات المدعوان أنطوان الصنا وداود برنو والتي لا تعدو أكثرمن مجموعة شخابيط وهوسات تعج بها مواقع الإنترنيت, أترفع حتى عن قرأتها.
والان وبعد ان تعرضت لنموذج الخطاب الذي يحاول أصحابه ترويج وتسويق مشروعهم من خلاله وهو إستحداث محافظة في سهل نينوى، سأحاول أن أبين وجهة النظر المعارضة لهذا المشروع، متمنياً على الطرف الأخر مناقشة الحجة بالحجة، في محاولة جادة لمناقشة هذا الموضوع داعياً نخبنا ومثقفينا للمشاركة وأبداء الرأي المستند على المعرفة والمصداقية والموضوعية.
أولاً- واقعية وأمكانية تحقيق المشروع:
لا يمكن لأي شخص عاقل ومخلص أن يقف بالضد من أي فعل يحقق لشعبه مكتسبات إضافية، هذا من حيث المبدأ، بيد ان السؤال المطروح ليس هنا, بل في طرحه كمطلب ملح وفوري في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به العراق والإشكاليات والعقد التناحرية بين الأقطاب والقوى السياسية المتربعة على زمام الحكم. فهل سترضى هذه القوى وتتوافق على هذا المطلب؟؟ أليس هناك وفي تلك المنطقة تحديداً، صراع كبير بين القوى الكردية والقوى القومية والدينية العربية؟؟ هل نسينا المعاناة الدموية المريرة وموجات الهجرة القسرية والقتل والذبح الذي تكبده أهالينا في محافظة نينوى؟؟ والتي جاءت أصلاً قبل طرح مشروع (استحداث محافظة) وكانت تلك المجازر كرد فعل على طرح مشروع الحكم الذاتي.ثم ألا يتطلب من صاحب المشروع أن يثبت لشعبه وجمهوره على الأقل أمكاناته وقدراته وخططه وآليات تحقيق هذا المشروع؟؟ أم أن الموضوع مجرد بالون هوائي يطلق والباقي يتكفل به الله. واذا كان هذا المشروع يخص تحديدا وقطعياً سكان سهل نينوى من أبناء شعبنا، فأين هو مشروعهم لبقية أبناء شعبنا داخل العراق وخارج منطقة سهل نينوى؟ كما لم نرى منهم أي مشروع او خطة عمل فعلية للتخفيف عن محن ومعاناة أبناء شعبنا القابعين في المهاجر؟؟ أم أن هؤلاء لم يعدو جزءاً من شعب هؤلآء القادة؟؟.
ثانياً- من هي قوى شعبنا المطالبة بهذا المشروع ؟
لا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا بأن أغلب هذه القوى لا تمتلك ما يؤهلها لتحقيق خطوة جادة على طريق هذا المشروع، ناهيك عن أن الصراع والتباين بين القوتين الرئيسيتين في هذا التجمع وهما الحركة الديمقراطية الاشورية “زوعا” والمجلس الشعبي، حيث كانت القطيعة التامة هي سيدة الموقف في علاقاتهما، وبقدرة قادر وحسب مايدعون في ان مجزرة كنيسة سيدة النجاة كانت سبباً ودافعاً لإقامة هذا التحالف والتجمع. وهنا يطرح السؤال ألم تكن كل المجازر السابقة وما عاناه شعبنا من تهجير وقتل وأغتصاب ومذلة كافية وموقضة لضمير هؤلاء القادة الأجلاء؟ .
حسناً تم التصالح والإتفاق على العمل المشترك والمطالبة باقامة محافظة جديدة، ولكن ألا يستحق الشعب الذي تدعون تمثيله أن يعرف منكم ما الذي كان سبب خلافاتكم في السابق وأين كان الصحيح والخطأ في ذلك التشرذم ؟ ألا يستحق هذا الشعب أن يعرف الحقيقة؟ وأن يعاتب المخطئ على الأقل وليطمئن بأن التقارب بين ممثليه يبعث على الأطمئنان وأن أسباب الجفاء والتقاطع قد ولت الى الأبد أم ماذا؟؟ أليست هذه من متطلبات النهج الديمقراطي والشفافية والمصارحة والمكاشفة مع الشعب وهو مصدر القوة والسلطات؟ أم أن للسادة “قادتنا” رأي أخر؟؟؟ وفي هذه الحالة يحق لنا أن نطلق على تجمعهم ” عرس واوية”
وبالمناسبة ألأ يلاحظ عدم حماس الحركة الديمقراطية الأشورية لهذا المشروع؟؟ مما تطلب صب نيران السيد كامل ومن معه على السيد يونادم كنا سكرتير الحركة، وعلى حد علمي بأن ضغوطاً كبيرة سلطت على هذه الحركة من أجل القبول بالمشروع، وكان هناك تهديدأ بقطع المؤونة والامتيازات عنها في حالة رفضها، مما جعلها خجولة جداً في تسويق المشروع.
ثالثاً- مصادر تمويل أحزاب شعبنا:
لا شك بأن العمل والنشاط اليومي الذي تقوم به هذه القوى والأحزاب والمنظمات, وخاصة جميعها تمتلك مقرات وحرس وأشخاص متفرغين وتصرف أموالا بنسب مختلفة، وهنا فأني لا أميز ما بين اللافطات التي ترفع كعناوين لتلك التنظيمات أن كانت أشورية أم كلدانية أم سريانية أو قاطرة ومقطورة.
وأذا أسلمنا ببديهية من ( يمولك يهيمن على قرارك ويشل أرادتك ) ولكي يطمئن شعبنا على أستقلالية أحزابه وقادته وأنهم يمثلون حقاً أرادته، ألا يستحق هذا الشعب أن يعرف من يمول هذه الاحزاب وقادتها؟؟ ولماذا إ
أثناء زيارة وفد من قادة تجمع أحزابنا ومنظماتنا من الوطن الى مدينة ديتروت في الولايات المتحدة موخرأ، وفي الندوة التي أقيمت لهم وجهت سؤال التمويل على هؤلاء القادة وأمام الجمهور فتبرع أثنان منهم بالإجابة, أحدهم قال ” من الدولة” ولكنه لم يقل لنا أية دولة؟؟ والثاني قال بتحد ونبرة منفعلة ” أليس من الأفضل أن لا تكون من دولة أجنبية ” .
رابعاً- المصداقية:
أهم ما يفترض أن تتصف به الأحزاب والقيادات، خاصة تلك التي تدعي تمثيلها للشعب هو الصدق والشفافية في علاقاتها مع هذا الشعب، وأن لا تصنف أبناء هذا الشعب على أساس الولاء والأتفاق معها وتعتبر من يختلف معها بأنه ليس من هذا الشعب ويستحق ألاقصاء وإلا في هذه الحالة فهي تمثل جمهورها وليس الشعب بأكمله، فالملاحظ بأنها, وبشكل خاص, أجهزة أعلامها بكاملها تقوم بتغييب الرأى الأخر وأقصاؤه وتهميشه, وتركزعلى من يمثلها ويصفق لها, والأمثلة كثيرة جداً ومتأصلة كنهج ثابت لديها بكل اسف, ولي شخصياً منها العديد، أهكذا تثبت بأنها ممثلة حقيقية لشعبها؟؟
خامساً- الشرعية:
يبدو بأن مفهوم الشرعية, أي شرعية التمثيل عند قادتنا, هي حالة مطلقة وازلية أي بمعنى لا يحق لكائن من يكون أن يختلف معهم ويجتهد في أبداء رأى مغاير لقناعتهم، وأساس هذا الموقف عندهم هو أنهم قد فازوا بالإنتخابات ولا أعتراض هنا على ذلك، لكن ألا يحق لنا أن نقول لهم هونوا يمعودين ولا تحاولوا لوي الحقائق فنتائج أي أنتخابات هي رهينة بالظروف الموضوعية والذاتية للقوى وللبلد وهي ليست مطلقة بل تعبير عن حالة سياسية وأجتماعية وثقافية وأقتصادية معينة. وفي هذا الجانب بودي التذكير بحقيقة محزنة أفرزتها نتائج الإنتخابات الأخيرة في العام الماضي، لولا نظام الكوتا التي منحت لشعبنا على اساس مسيحي لأستحال على أي سياسي من أبناء شعبنا أن يحظى بعضوية البرلمان العراقي، وهذا ما يعني على ارض الواقع بأن ما يقدر لشعبنا من قوى تصويتية في الداخل والخارج أكثر من مليون صوت أنتخابي ورغم أعتبار الداخل والخارج دائرة أنتخابية واحدة، فأن مجموع من صوت من أبناء شعبنا لكل القوائم الأنتخابية الفائزة منها والفاشلة لم يتجاوز في أفضل الأحوال تسعين ألف. فهل يتعض ويتعلم قادة أحزابنا من هذا الدرس البليغ؟ أليس الافضل لهم أن ينكبوا على دراسة هذه الظاهرة المؤلمة والعمل على أستخلاص العبر والدروس منها لعلها تفيدهم في الأنتخابات القادمة، كفى بحثاً عن المبررات والقاء اللوم على شعبكم.
وما دمنا بصدد الحديث عن شرعية هذه الأحزاب ومدى واقعيتها، سأضرب مثلاً من مدينة ديترويت ثانيةً. فكما هو معلوم للجميع بأن هذه المدينة تحتضن أكبر عدد من أبناء شعبنا خارج العراق وغالبيتهم من الكلدان، حيث يقدر بأكثر من مئة وثمانين ألفا. وفي هذه المدينة بالذات أقيمت ندوة كما أسلفت ” لقادة شعبنا” القادمين من الوطن. أستحلفكم بالله وعلى إدعاء قادتنا في شرعية تمثيلهم لشعبنا بكل أسمائه, كم تقدرون حضور هذه الندوة التاريخية و”الفرصة الذهبية” للقاء أبناء شعبنا بقادتهم وممثليهم الشرعيين؟، لا تتفاجئوا أن قلت لكم في أفضل التقديرات العدد تراوح بين مائتين ومائتين وخمسين في اقصى الاحتمالات , بضمنهم الضيوف وممثلي جميع القوى والمنظمات الفاعلة وغير الفاعلة في ديترويت مضافاً اليهم طواقم الإعلام المحلية، علماً بأن غالبية المتحدثين كانوا بالضد من مشروع القادة الضيوف.
وختاماً أتمنى بكل صدق أن تكون هذه الحقائق والتصورات والتساؤلات أساس أو مدخل لحوار صادق وشفاف يساهم فيه كل من تعز عليه قضية شعبنا وبكل أسمائه الرائعة والخالدة، ومن أجل التخفيف من معاناته ومحنه المأساوية.
ومن جانبي سأتفاعل وبكل جدية مع كل الأراء الواقعية والموضوعية المخلصة والتي تثير وتحفز العقل والمنطق ، مؤكداً في ذات الوقت بانه سوف لن تثيرني هوسات وصراخات البعض الذي يسيل لعابه لبريق الدولار.
عامر جميل
ناشط سياسي وعضو المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد
ولاية مشيغن- الولايات المتحدة الأمريكي
11/1/2011
Amirjamil2004@yahoo.com



* Amer.jpg (114.07 KB, 657×908 – شوهد 6 مرات.)

You may also like...