هل سيغزو المد الأسلامي المتطرف اقليم كوردستان الآمن ؟؟

 حقيقة ماجرى في الأيام الماضية في أقليم كردستان من أعتداء وحرق وتدمير الممتلكات العامة لأبناء شعبنا المسيحي وللأيزيدية في اقليم كردستان الآمن الذي كان يتغنى به الجميع من وضع مستتب وتطور سريع وأقرار الحقوق والحريات وأعتباره نموذج جيد للأقتداء به في عموم العراق. هذا الأعتداء الذي حصل لم يكن ليمر دون التوقف عنده وطرح تساؤلات عديدة حوله،لأن ماحصل لم يكن اعتداء لمجموعة صغيرة وفي مكان محدد وتم السيطرة عليه وانتهى الأمر ، وانما الحدث بصراحة يعتبر بمثابة ناقوس الخطر ، وأن من قاموا وحرضوا لهذا العمل الأجرامي هم مشخصون ومعروفين للجميع هم الجماعات الاسلامية المتطرفة وان أختلفت تسمياتهم كسلفيين..اخوان..قاعدة.ووو.. جميعا يلتقون في نهجهم الأرهابي بحسب تحليلهم وفتاويهم للدين وان (الطريق الآمن لتمرير افكارهم المتطرفة التي تلغي اي وجود لحقوق وحريات الآخرين والعداء لكل الأديان الأخرى .) هؤلاء هم شيوخ الجوامع وشيوخ الفتاوي الذين ينتمون الى هذه الجماعات المتطرفة والذين يستغلون دور العبادة وتجمع عامة الشعب من البسطاء والفقراء ، بتحريضهم وشحنهم لساعات وغسل أدمغتهم بتفسيرات وتحليلات خاطئة فيما أنزله الله في كتبه من( حب الآخرين وأصلاح النفس والأبتعاد وتجنب الخطيئة بكل انواعها (القتل والكذب والسرقة والزنا …..)  فبعد ان يتم تشبعهم بافكار الشيوخ وبفتاويهم المسمومة، يصبح هؤلاء البسطاء من عامة الشعب كقنابل موقوتة يتم بعدها توجيههم كما يريد المدبرون لأهدافهم وهذا ماحصل قبل ايام في اقليم كردستان العراق .

وبالتأكيد إن نشاط هذه الجماعات كان واضحا في الثورات التي حصلت في الشرق الاوسط والتي سميت بالربيع العربي وان من قام بهذه الثورات هم الشباب الواعي والطبقات المسحوقة والمعدومة إجتماعيا بسبب سوء إدارة الحكومات والكبت والضغط المستمر على شعوبهم ونجحوا في إزالة حكامهم ولازال الربيع يستمر بأسقاط عروش وكراسي الحكام المستبدين ،الا أنه للأسف مع كل ماقامت به هذه الشعوب والشباب الثائر بالثورات الا إن الجماعات الاسلامية المتطرفة التي كانت تعمل بالسر وبدعم مادي ولوجستي من بعض الأطراف الاخرى المتطرفة دينيا في العالم الاسلامي .سحبت البساط من تحت أقدامهم بسبب عدم التنظيم والتنسيق وعدم وجود قيادات لأصحاب الثورات والشئ الأهم هو الضوء الأخضر الذي اعطي من قبل الدول العظمى لهذه الجماعات. فلذلك نرى نتائج الأنتخابات تستفرد بها هذه الجماعات التي ستحكم هذه البلاد (والله يستر) بماهو الآتي من ويلات لهذه الشعوب.

اذن شاهدنا هذا الفكر المتطرف للجماعات الاسلامية  ماذا فعل في أقليم كردستان ..والسؤال المهم هنا ماذا ستفعل حكومة الأقليم وكيف ستتعامل مع هذه الجماعات .التي هي مدعومة من أطراف عديدة وأن لم تكن بعضها متطرفة وأنما لأسباب سياسية وقضايا متعلقة بينها وبين حكومة الاقليم.

   انا أعتقد بأن حكومة الأقليم لها رؤية بعيدة لمستقبل اقليم كوردستان من حيث النهوض به وتطوره وأزدهاره على غرار إمارة دبي التي لاتملك ½ ثروات وخيرات اقليم كردستان سواء بطبيعته وخيراته وموقعه وشعبه. وسوف لن تسمح لهذه الجماعات المتطرفة بأن تدمر حلم الأكراد لعقود طويلة وتستسلم لهم وخصوصا أن حكومة الأقليم لها علاقات طيبة مع الدول الغربية التي تؤيد مسار العملية النهضوية في الأقليم وفي مجال حقوق الأنسان والمساوات في المواطنة وحرية الأديان وحريات التعبير . وليس صعبا على حكومة الأقليم لتتجاوز هذه الجماعات المتطرفة فلو اخذنا إمارة دبي مرة اخرى للمقارنة فهي تقع في مكان يسمح للجماعات الاسلامية المتطرفة للنشاط لكن ليس لها اي وجود مؤثر في هذه الامارة التي اصبحت عبارة عن مدينة أوربية مصغرة فيها الجامعات وفيها الكازيوات والبارات وأندية رياضية للتدريب ومراكز للمساج والعلاج الطبيعي وكل امور الراحة والمتعة الاخرى.

 اذن هذه الجماعات المتطرفة لاتستطيع العمل في أي مكان ما لا تتوفر لها ارضية خصبة وأُشبه عملها كعمل دودة(الأرضة) التي تنخر بالحائط فهذه الحشرة لاتستطيع العمل في البنيان القوي والحديث المتماسك وإنما تنشط في جدران البيوت المتهالكة والآيلة على السقوط.

 أعتقد بأن السيد مسعود البرزاني هو سياسي محنك أبا عن جد ولو أن الكثيرين أتهم قوات امنه بالتقاعس في الأحداث الأخيرة ألا أنني متيقن جيدا بأن جهازه الأمني و المخابراتي يملك كل المعلومات وبكل أسماء الأشخاص المحرضين للتخريب من شيوخ الجوامع والأفراد التابعبين للجماعات الاسلامية المتطرفة ، وبالتأكيد سيجِرًون للعقاب والقصاص وتحت حكم القانون .

واي تسامح او تهاون قد يظنه البعض ممكن الحدوث مع هؤلاء الخارجين عن الدين والقانون سيمر مرور الكرام فهو خاطئ لأن الاكراد كما اسلفنا لايمكن ان ينهوا حلمهم الذي ناضلوا من أجله لعقود من السنيين بهذه السهولة وبيد جماعات متطرفة منبوذة من جميع شعوب العالم .

 ستعود الأمور الى نصابها الطبيعي وسيستمر اقليم كرستان العراق في النمو والأزدهار وسيكون دائما كالأم الحاضنة لأبنائها العراقيين وبمختلف قومياتهم وأديانهم كما كانت من قبل وأن نرى عراقنا الجميل من جنوبه ووسطه يحذوا حذوا اقليم كردستان بنجاحاته في كل المجالات والاصعدة .

You may also like...