هل تمر الكنيسة الكلدانية بمرحلة الإحتضار

خاهه عَمّا كلذايا

شاهدنا فلماً على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك كيف أن الوفد الثقيل المتشكل من القيادة العليا للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية  قام بزيارة لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع، وهنا أود أن أثني على الموقف البطولي والمشرّف مرة ثانية لقداسة مار دنخا، كنبنا في مقالنا السابق  يوم أمس والموسوم ” نريد كَهَنَة قوميين ” ووضّحنا الموقف القومي والمشرّف لقداسته من الناحية القومية وكيف يحترم إرادة شعبه ويحترم مسؤولية شعبه، واليوم أرجو من إخوتي القراء التدقيق في الصورة كثيراً

قداسة مار دنخا يعيش في أمريكا فهو يرفع عَلَم الدولة التي أحتضنته، وفي الجهة الثانية يرفع العَلَم الآشوري، عَلَم أمَّته وهويته القومية، ولولا هذه الهوية وهذه الأمة لما سمي ببطريرك الآثوررين، شدّني هذا الموقف المشرّف كثيراً، وأفتخر به أنا كثيراً وأريد أن أقول لجميع السلك الكهنوتي الكلداني جميعاً ، ما الخطأ في أن تتعلموا من الغَير ؟  وهل هذا الموقف برأي قادة كنيستنا تعتبرونه أنتقص من قيمة الإيمان المسيحي أو الرسالة الإيمانية التي حملها ونذر نفسه من أجلها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ؟ هل رفع العَلَم الآشوري بهذه الصيغة والصورة قلل من شعبية وشخصية قداسة مار دنخا بنظر شعبه وأمَّتِهِ ؟ وما المانع أن تفتدوا به في هذا المجال ؟ ألا يعتبرونه ( شعبه طبعاً ) موقفاً كبيراً جداً لا يمكن نسيانه ؟ أنا شخصياً أتشرف بكل رجل دين يفتخر بهويته القومية، حتى سيدنا يسوع المسيح والرسل أفتخروا بهويتهم القومية فلماذا قادة كنيستنا بها يستهزئون ؟ أو لا يعيرونها أية همية متذرعين بحجة أنّهم للمسيح ورسالتهم دينية بحتة ؟ إذن هل يمكن أن نعتبر قداسة مار دنخا رسالته ليست دينية ؟ وإن كان كذلك فلماذا تقبّلون يده ؟لذا

ومن موقعي الشخصي أرفع أسمى آيات التحايا لقداسة مار دنخا لهذا الصمود القومي وهذالإصرار ، وهذا الثَّبات الدائم على الهوية القومية، إنها مسألة مصيرية، تُقرّب القائد إلى شعبه، لذا لقداسته منّي كل التقدير والإحترام، كما أود أن أهنئ شعبه وأقول لهم هنئياً لكم بهكذا قائد / وفقه الله وسدد خطاه،

في الزيارة التي قام بها الوفد الكنسي الكاثوليكي كان في إستقبالهم عدد من المطارنة ، ولو أن الأصول أن يقوم الجماعة بزيارة الضيف، المهم لنَقُل تواضعاً ، قام الوفد بالزيارة الإستباقية، وهل كانت زيارة بدون ترتيب ؟ يعني هل لقداسة البطريرك مار دنخا علم بذلك ؟ أم كانت زيارة مفاجئة ؟ أتوقع أن يكون هناك إتفاق مسبق وأخذ رأيي وغير ذلك من تحديد موعد، المهم رأينا كيف أن الإستقبال قام به عدة مطارنة فقط ؟ ولم ألحظ سوى مطراناً واحداً قبّل يد غبطة اللبطريرك ساكو، وبعدها دخل الجميع إلى قاعة الإستقبال ولم نرَ أي وجود لقداسة مار دنخا، وبعد جلوسهم لبرهة دخل مار دنخا وقام الجميع للسلام عليه ، لقد ذكّرنا هذا الموقف بأيام القادة السابقين وهو موقف برأيي تكبّراً ، لم أستسيغه، فالضيف هو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ومعه اساقفة ومطارنة وكل يحمل عدة شهادات جامعية عليا وهم يمثلون شعب كنيسة تعداده أكثر من مليوني نسمة، ألا يليق بهم أن يكون قداسته في إستقبالهم ؟ هذه أمور صعبة جداً كنتُ أتمنى أن لا تفوت عن بال قداسة مار دنخا، ولو أن فداسته ( كما همس في أذني البعض بأنه لم يُنهِ الثالث الإبتدائي في الدراسة،) لكن هذا لا يهم فالبروتوكول والأمور الدبلوماسية يجب أن تأخذ مجراها الحقيقي، وإلا أنا شخصياً أعتبرها إهانة .ولو كنتُ أنا لقطعتُ الزيارة وعدتُ أدراجي من حيث أتيت، ولكن لغبطته تحليلاً آخر للأمر.

نمعن النظر في الصورة مرة ثانية ، ماذا نرى ، يظهر في الصورة عَلَمين أحدهما أمريكياً والآخر آشورياً وهذا يدل على أن قداسته يحترم الدولة التي يقيم فيها مع تقديره وإحترامِهِ لِعَلَم أمَّته وقوميته، وهذا ما يفتقر إليه قادتنا، ومن ثم باطريركين غبطة البطريرك لويس ساكو مُنحنياً يقبّل يد قداسة البطريرك مار دنخا، قداسة مار دنخا غارقاً في الضحك ولربما يربت على ظهر غبطته، وكأني بلسان حاله يقول ( عفيه ,,, عفيه ) ” ونحن بهذه الحالة نعرف أن التقليد المتبع هو أن يسحب الشخص الثاني يده ويردد كلمة ( أستغفر الله  تواضعاً ) هذا مجتمعنا، وهكذا تعودنا، ، في الصورة يظهر سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم  والإستغراب بادياً عليه، وكأنه تفاجأ بهذا العمل ، اي أنه لم يكن متوقعاً ذلك من غبطته وكأني بلسان حاله يقول ( لا ,,, لا ,,, لا ,,, هاي أشداتسوي )، أما سيادة المطران شليمون وردوني فيبدو أنه أدار ظهره على المشهد وهو غارقاً في الضحك وكأني به وهو يقول في قرارة نفسه ( ها سويتها ) ، هذا المشهد من وجهة نظري الشخصية وأتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئاً.

نعيد النظر ونناقش مسألة تقبيل اليد، لماذا وما الداعي، ما هي الأسباب وماهي المبررات ؟هل هو طلب عفو  ومغفرة ؟ أم زيادة في الإحترام؟ أم علو شأن ومنصب المقابل قياساً إليه ؟ أم ماذا ؟ أنا برأيي لا أرى اي سبب يستوجب أن يقع غبطة البطريرك على يد قداسته ويقبّلها، لأن غبطته لم يكن قد أخطأ بحق قداسة مار دنخا، ولا هي من باب التواضع .

الفلم الذي عُرض على موقع الفيس بوك، تبين أن الجماعة صلوا صلاة مشتركة، المشكلة ليست هنا، بل المشكلة هي عند الإنتهاء من الصلاة واراد كل بطريرك أن يرسم علامة الصليب فرسموها واحداً عكس الثاني، اي أن غبطة البطريرك ساكو رسم علامة الصليب من جهة اليسار ومن ثم اليمين بينما قداسة البطريرك مار دنخا الرابع رسمها بالعكس أي من اليمين إلى اليسار، فيا بطاركتنا الأجلاء إن كنتم مختلفين على رسم علامة الصليب فهل ستتمكنون من أن توحدوا شعوباً وأمم ؟ علامة الصليب إثنان من أكبر القادة الدينيين لم يتفقوا على رسمها بشكلها الصحيح ، كيف يمكنهم من تحقيق طموحات الأمة ؟ هذا العمل لم يقم به أحداً من بطاركة الكنيسة الكلدانية منذ تأسيس الكنيسة ولحد الآن ، يا ترى ما الذي كان في ذهن غبطة البطريرك ساكو حينما قام بهذا العمل ؟ هل هي مرحلة إحتضار الكنيسة الكلدانية ؟ أم هي مرحلة تهيئة للمرحلة الثانية التي قد تكون ” وربما |” فسخ الشراكة مع روما وعدم الإعتراف بسلطة البابا ، وتوقيع عقداً جديداً مع قداسة مار دنخا الرابع؟ الأيام القادمة حبلى بالمفاجأت

المحبة لا تعني الخضوع ,,,,,,,,,, والإحترام لا يعني الخنوع

نزار ملاخا

15/06/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *