هل تشخيص قادة الكنيسة الكلدانية صحيحاً ؟

        

” خاهه عَمَّا كَلْذايا “

بيان باطريركية بابل الكلدانية الموجَّه للدولة العراقية والشعب العراقي الكريم، إشتمل على عدة نقاط، وشخّص عدة سلبيات، وتطرَّق إلى عدة محاور.

من حق الباطريركية أن تقول،  ” نحن شعبٌ واحِدٌ ” وهذا الكلام لا يستطيع اي قائد كَنَسي أو أية كنيسة أخرى غير الكلدانية أن تقوله، فماذا تقصد الكنيسة بذلك ؟ والكلام بهذه المسؤولية التاريخية لا يأتي جِزافاً، ولا ينبع من فراغ، بل جاء مُستَنِداً إلى مصادر تاريخية موثوقة، شَخَّصتْ وعَرَّفت معنى الشعب، بأنه مجموعة من الأقوام يعيشون في إطارٍ واحد ضمن مجتمع واحد وعلى أرضٍ واحدة.

ولشرح ذلك نستند إلى ما جاء في كتاب ” طبقات الأُمَم ” للقاضي أبي القاسم بن صاعد الأندلسي حيث قال ” والأمة الثانية الكلدانيون، وهم السريان والبابليون”. إذن حدد القاضي ابي القاسم ما تشمله الأمة الكلدانية، وبالحقيقة قال بأن البابليون هم كلدانيون، وكذلك السريان هم قومياً كلدانيون، فهل أن الأمة الكلدانية هي السريان والبابليين فقط ؟ ولكن كاتب آخر يضيف على هذه الأمة قوماً آخرين وهم النَّبَط ، يقول ” ابن المسعودي ” في كتابِهِ ” مروج الذهب ، الباب العشرين ” بأن النَّبَط هم مِن الكلدان، وتضيف الكاتبة ناجية مرائي قوماً آخرين إلى هذه الأمة المقدسة، وهم الصابئة، حيث ذكرت ذلك في كتابها ” مفاهيم صابئية ص 59 ” بأن الصابئة هم كلدانيين “

أما الدكتور حسن فاضل ، فيقول في كتابه ” حكمة الكلدانيين ، في فصل  – الآثوريين – ” ” إن الآثوريين الحاليين  كلداناً في قوميتهم ونساطرة في كنيستهم ” وهذا أحسن تعبير وأدق واصح على إخوتنا الكلدان النساطرة، فليسمع سيادة النائب يونادم كَنّا، المفهوم المعاكس الذي أجاب به مقدم برنامج سحور سياسي،

ويقصد الدكتور حسن أنه كل آثوري يطلق على نفسه آثوري حالياً هو بالأصل كلداني الهوية ونسطوري المذهب، وهذا لا جدال ولا خلاف فيه، هكذا يقول التاريخ والمؤرخون، وَمَن يختلف معي فليراسل الكاتب الدكتور حسن فاضل ،

إذن الأمة الكلدانية تتكون من الشعوب التالية ، البابليين، السريان ، الصابئة ،( الآثوريين الحاليين ) الكلدان النساطرة، النبط ،

إذن من خلال ما تقدم فإن قادة كنيستنا لم يجانبوا الصواب، ولم يفتروا على التاريخ كما فعل غيرهم، ولم يخلفوا في الكلام حينما قالوا بأننا ” شعبٌ مسيحيٌ واحد ”  والهويةالقومية لهذا الشعب هي الكلدانية، ونحن نقولها بكل جرأة وصراحة نحن شعب مسيحي واحد هويتنا القومية هي الكلدانية، هلموا وآمنوا بقوميتكم العتيدة ونطوي صفحة المذاهب، لنتوحد قومياً وتاريخياً ،لا ننكر وجود إخوتنا النساطرة، ما داموا هم كلداناً مثلنا، ولا يثير حَنَقنا هويتهم المذهبية، فلكلٍ ما يختار من دينٍ ومذهب، نحن الكلدان نريد أن نضع الأمور في نِصابِها، ونعيد وجه التأريخ الحقيقي بلا تزوير أو خداع، نريد أن يعلو الحق ولا يُعلى عليه شئ، كفى تزويراً للتاريخ، وكفى شرذمةً، وكفى تَمَزُّقاً، فقد نَهشتنا الذئاب، وأنتم ما زلتم في غيّكم سادرون، كفى يا إخوتي النساطرة، كفى تذرُّعاً بتأريخٍ مزوَر صَنَعَهُ الأجنبي وقدَّمَه لكم على أساس إنه تاريخكم، كلا وألف كلا ، فأنتم بعيدين عنه، وهو غريب عنكم، فلا هو تاريخكم ، ولا أنتم تقبلون به، ها هو أسمكم التاريخي ” الكلدان ” يشرق نوره من جديد، فما كتبه الغريب يرحل مع الغريب، ويذهب مع الريح.

نحن شعبٌ كلداني واحد، وفي ربوع هذا الشعب عُرِفَ العِلم،الكلدان عريقون وأُصلاء وعراقيين حد النخاع، منهم أنحدرت الأقوام، وهم أصل شعوب العالم، وعن طريقهم عرفت الشعوب الكتابة والقراءة والعلوم والقانون، نحن لا نميل مع الكفّة الثقيلة، نعم لقد هاجَمَنا مَن هاجَمَنا، وتطاول علينا أصحاب الألسن الطويلة وهم كثيرون، ولكن بقى الكلدان صامدون، لم تهتز لهم شعرة، وبقوا ثابتين على المبادئ، ولم يغيّروا رأيهم بتاريخهم وأمتهم وتراثهم. نعم لقد سَخَر مِنّا الكثيرين، ونحن نقول مع مَنْ قال ، يَسخَرُ مِن الجُرح مَنْ لا يَعْرِفُ الأَلَما

نعم قالها سيادة البطريرك الجليل ” نحن شعب مسيحي واحد” ولن يتمكن باطريرك آخر أن يقولها، فهذه مسؤولية تاريخية وقومية. فكيف يمكن لهذا الشعب أن يمثله السيد كَنا ؟ وهل الحزب الذي يرأسه كنا هو حزب جميع المسيحيين في العراق ؟

نعم السيد كنا لا يمثل إلا نفسه محزبه، واليوم هو على شفا الهاويةن لقد أنكشفت كل أوراق اللعبة، فالسيد النائب يونادم خصص اللقمة الدسمة لأقربائه، أبن أخته وابن عمه وغيرهم، والباقين ياكلون خَسْ، هل شعر إخوتنا النساطرة بذلك ؟ وماذا سيفعلون في الإنتخابات القادمة ؟ هل سيختارون الرئيس كنا ؟ وهل عادوا إلى سياسة الحزب الواحد والقائد الأوحد ؟ هل سيخرج إخوتنا النساطرة بمظاهرات تأييداً للسيد يونادم كنا  هاتفين

” بالروح بالدم نفديك يا كَنّا !!!!!!!!!!!!!!

3/2/2012  

You may also like...