هل الكلدان بحاجة إلى مؤتمر قومي ?

نزار ملاخا / المجلس القومي الكلداني / الدنمارك 

هل الكلدان بحاجة لعقد مؤتمر قومي لهم ؟

سؤال يراود مخيلة كثيرين ، مخلصين ومتآمرين، وكلٌ في قلبه أسئلة كثيرة ومتعددة، لماذا هذا العنوان ” النهضة الكلدانية ” ومن هم المدعويين إلى بيت الكلدان ؟ هل يحق لكل كلداني أن يطالب ببطاقة دعوة ؟ أم بطائق الدعوة ستوجه للكلدان المخلصين فقط ؟ وماذا عن الكلدان الذين وقّعوا على وثيقة العار التي يقضي بموجبها صاحب كل حزب أن يعمل ويلتزم بتعبئة الجماهير لتثبيت التسمية الثلاثية في أستمارة الأحصاء وأن يحارب التسمية المنفردة ” الكلداني ” اينما وجدت ، هل سيكون لمثل هؤلاء موطئ قدم في التجمع الكلداني الجديد ؟ وهل سيكون لهم موطئ قدم في المؤتمر القومي الكلداني الذي سيعقد في الأسابيع القادمة ؟

نقول ومن منطق العقل القومي، نعم أن الكلدان بحاجة لعقد مؤتمر قومي لهم .

المؤتمر لن يكون على غرار المؤتمرات الحزبية او السياسية ، كلا أبداً ، المؤتمر القومي الكلداني ، سيكون ثورة ، لكونه أول مؤتمر يُعقد مختص بالشأن القومي الكلداني .

تكاتفت جهود عدة تنظيمات قومية كلدانية مؤمنة بالأمة الكلدانية وبأهداف وتاريخ وهوية هذه الأمة، وتناضل من أجلها ، وتعمل جاهدة من أجل تحقيق أهدافها وتطلعات أبنائها وتثبيت موقفهم في مجمل الحياة السياسية والأجتماعية سواء في الأقليم أو في العراق ككل .

نعم الكلدان بحاجة ماسة إلى مؤتمر قومي لإنقاذهم من حالة الضياع والتشتت وتوزيع القوى مما يسهل تكالب قوى ضدهم كما يحدث الآن .

إن التأريخ سيذكر بكل فخر هؤلاء الرجال الأبطال الذين جاهدوا وناضلوا في سبيل إيصال الكلدان إلى حد أدنى من القبول والتوافق، وهذا لا يتم إلا من خلال صوت هادر ينطلق من المؤتمر .جهود هؤلاء الرجال تظافرت لبناء أسس التوافق القومي بين أبناء الشعب الواحد ، إنها مفخرة لأبناء شعبنا الكلداني،  وسيذكر التأريخ هذا الفعل الجبار بكل فخر وتباهي .

نقول ، يأتي أنعقاد المؤتمرالقومي  الكلداني الأول أستجابةً لتحديات المرحلة الراهنة التي تتعرض لها أمتنا الكلدانية الأبية التاريخية إلى تهميش حقيقي تقوده قِوى دُعمت بكل الأمكانيات، وأدواتها هي بعض ضعاف النفوس من الكلدان الذين أنجرفوا وراء تيار المغريات من الذين لا يهمهم سوى الشهرة والكرسي والمال وإن كان على حساب المبادئ والأهداف.

نعم نحن بحاجة إلى مؤتمر قومي ليوحد كلمتنا، نعم بوركت تلك الجهود المخلصة التي بذلتها عقول رجال مؤمنين بالله وبالأمة ، إنها قِوى شريفة مخلصة آلمها  أن ترى أبناء شعبها ممزقاً يسير بدون هدف ولا راية، تتقاسمه بعض التيارات وتمزقه بعض الأهواء بحيث بدأ يأكل لحم أخيه ، تيارات أنزلقت في مستنقع خيانة الأمة، لذلك هالها وأرعبها هذا المنظر البشع المؤلم، فتعاهدت في ما بينها وبمباركة من رؤساء روحانيين أن تعمل بكل ما في جهدها من أجل إقامة مؤتمر كلداني يعيد للكلداني ثقته بنفسه وبقيادته ويُرجع له هيبته وموقعه الحقيقي الذي يجب أن يتبوأه .ومن ناحية ثانية يضع المتخاذلين أعداء الأمة على المحك، فأما أن يعلنوا للعالم أجمع تخاذلهم ويكشفوا عن حقيقة تآمرهم على شعبهم وبذلك يطلبون الرحمة من الشعب الكلداني ليغفر لهم جريمتهم أو يستمروا في طريق السقو ط إلى أن ينتهوا ويلقوا في مزبلة التأريخ غير مأسوفٍ عليهم . أنهم هم من مزقوا وحدة شعبنا وأغروا الأبرياء من ابنائنا وأوقعوهم في محن وأختبارات قاسية ومريرة سقطوا خلالها أما مرأى الدولار نتيجة العوز والفقر وعسر الحال، وقد أستغل الأعداء هذه الحالة فأغروهم وأوقعوهم في حبائلهم .

الشعب الكلداني شعب جريح، وهوية حاول الأعداء بكل السبل تمزيقها ، وتأريخ يزوره المزورون، ولكن كل هذه القوى التي حاولت جاهدة لإبقاء حالة السبات الكلداني مستمرة غير قادرة على الوقوف بوجه النخبة التي آمنت بربها وتوكلت على الله وصممت فقررت إقامة المؤتمر ، لقد أنتفض رجال اشداء بوجه الأعداء ليثبتوا للعالم أجمع أنهم تلك القوة القادرة على مداواة الجروح ولم الشمل .

إن أنعقاد المؤتمر الكلداني بحد ذاته هو ثورة ، إنها ثورة من نوع جديد، ثورة تاريخية ثقافية علمية حضارية أجتماعية شعبية، ثورة على تكميم الأفواه، ثورة على الخضوع والخنوع، ثورة على الألغاء والتهميش، ثورة على تسميم الأفكار، ثورة على كبت الحقيقة وإخفائها، ثورة على الظلم، ثورة على الحرية، ثورة الصوت المكتوم، ثورة الحق المغبون، ثورة الدم الفوار، ثورة التأريخ بكل مراحله، وللثورة رجالها، نعم لثورة الكلدان رجال يشعلون فتيلها بالقلم الحر، والكلمة الصادقة الهادفة، مستنيرين دروبهم من شموع التأريخ وعمقه ،وإشعاع نور الحق والعدالة . هذه الثورة ، وهذا الصوت الهادر ، لن يتوقف عبر الكتم والخنق والقسوة والإغراء والتعتيم الإعلامي، هذا الهدير يطالب بأنفتاح قومي وسياسي لإصلاح ما أفسدته  القوى المناهضة للكلدان وتأريخهم على كافة الأصعدة، تمثيل الكلدان في جميع المحافل، إعادة المقعد المغتصب إلى الحزب الديمقراطي الكلداني حصراً .

إلى أسود الكلدان رعاة المؤتمر السائرين في درب الحق ، هذه النخبة الفتية التي رفضت الخضوع والخنوع ، وضربت بعرض الحائط كل المغريات المادية والمالية وبكل صورها، إلى أصحاب القلم الشريف ، رجال الكلمة الحرة الصادقة ، ومنهم أبطال الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان الذين ما ألتوى عودهم بالرغم من كثرة التحديات وكبر حجم المؤامرات التي واجهتهم وتواجههم كل يوم ، هذا الأتحاد له عضوين أثنين بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر .

في الختام نقول إن أنعقاد مؤتمر قومي كلداني هو ضرورة حتمية لا سبيل عنها ، لأننا مؤمنين بإستحالة الوصول إلى حكم عادل ومنصف لنيل حقوقنا ، كما أننا نخوض صراعاً من أجل الوجود وليس صراعاً على حدود أو من أجل تقسيم كعكة العيد، إلا بوجود الصوت الواحد ذو الهدف الواحد، وهذا الصوت لن يكون حقيقياً إلا عبر المؤتمر القومي الكلداني.

‏الثلاثاء‏، 18‏ كانون الثاني‏، 2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *