هلمَوا نبحث عن الصليب مع الملكة هيلانَه

في الرابع عشر من ايلول من كل عام نحتفل بواحد

من اهم اعيادنا الدينية الكبيرة الا وهو عيد الصليب المقدس,وفي هذا اليوم المبارك تقام الصلوات وترتل التراتيل وتعلوالتسابيح الخاصة بهذه المناسبة في الكنائس كافة وفي البيوت ,ومن العادات والتقاليد الشعبية المقترنة بعيد الصليب هو اشعال النار على اسطح البيوت وفي قمم الجبال وهذا يكون بشكل خاص في مدننا وبلداتنا المسيحية في سهل نينوى,وكما هو معروف ترجع هذه التقاليد الى النار التي امرت الملكة هيلانة(سنسرد القصة في الاسطر القادمة) بأشعالها من قمة جبل الى اخرى لكي توصل خبر العثور على الصليب ,اذ كانت النار هي وسيلة التواصل الوحيدة في ذلك الزمان(لافيس بوك ولاتويتر ……ولاايفون ولا فيبر).

اذا اصبح الصليب لنا كمسيحيين علامة نعتز بها لانه يحمل رمز خلاصنا,نستخدم علامة الصليب في اوقات الفرح والحزن والالم,والصليب الذي نتحدث عنه هو صليب المسيح الذي نحمله بحب وافتخار,انه سر الحب الذي دفع الاب ليقدم ابنه ذبيحة عنا لانه مامن حب اعظم من هذا ويبذل المرء ذاته عن احبائه,على هذا الصليب مات المسيح وغفر خطايانا فمن واجبنا ان نحمل هذا الصليب في كل الاوقات ونحمله بايمان وليس للزينة,ليس الصليب لنا مجرد اشارة فقط بل له معنى اعمق من هذا بكثير فهو يحمل شخصية المسيح الذي صلب عليه ويستمد قوته منه ولهذا فنحن (نكرز بالمسيح مصلوبا 1 كو 2/3 )

هذه دعوة لنبحث فيها مع الملكة هيلانه من جديد عن الصليب الممجد في حياتنا ونحتفل بانارة الاضواء في دواخلنا واشعال النيران في قلوبنا,نيران الحب والتضحية والغفران,لنحمل صليب المسيح ونسير بثقة عالية ونحتضنه بفرح ومحبة لنكون اولادا حقيقيين لذلك الذي احبنا واسلم ذاته بتواضع معلقا على الصليب ليبرهن لنا بانه يحبنا وافدى حياته لاجلنا ,اذا لنحمل جميعا هذا الصليب المقدس بكل فخر وايمان ونعلن للعالم اننا نحمل صليب المصلوب ربنا يسوع المسيح ونقول انظروا الى اي حد توصل حبه للبشرية

نفهم من كل ماورد اعلاه بان الصليب اصبح في المسيحية رمزا للخلاص بعدما كان رمزا للاهانة والعار,هذه هي قوة الصليب,هذا هو النور الحقيقي الذي يشع من الصليب والذي ترمز اليه بمشاعل على قمم الجبال واسطح المنازل في عيد الصليب.

القصة

بعدما صلب يسوع دفن صليبه مع صليبي(اللصين)الذين اعدما معه في موضع قريب من مكان الصلب(الجلجلة) في اورشليم ,وبعد مدة طويلة أقبلت الملكة ام الملك قسطنطين الذي كان طوال حياته وثنيا لا يؤمن بالله,اذ اظهرت له في احدى حروبه رؤيا في السماء\علامة الصليب مكتوب تحتها هذه الكلمات(بهذه العلامة تنتصر),وانتصر فعلا في تلك الحرب…وكان ذلك في سنة 313 م وخرجت الملكة بعد ذلك الى الموضع الذي صلب فيه يسوع في الجلجلة فعثرت عن طريق رجل مسن على ثلاثة صلبان ولما أرادو التاكد من صليب المسيح أي واحد يكون من هؤلاء الثلاثة, كانت جنازة ميت تسير من هناك فاوقفوها ووضعوا الصليب الاول فلم يحدث شي وهكذا الذي بعده ثم وضعوا الصليب الاخير فأحيا وقام الميت,ففرحوا الجميع بالمعجزة وعرفوا انه صليب المسيح فأخذته الملكة هيلانة ولفته بالحرير وأحتفظت به في الكنيسة ثم نقل جزء منه الى روما(ايطاليا).

وهناك من يقول بأن الملكة هيلانة لم تعثر بنفسها على الصليب وانما عسكر الامير هم الذين وجدوا الصليب بعد ان امرهم بالذهاب الى اورشليم والبحث عن الصليب وبعد ان وجدوه اذ لا يوجد طريقة لأبلاغ الامير قسطنطين وامه الملكة فقاموا بأشعال نار في مكان عال وكان هذا أشارة للجميع بأنه وجد الصليب, ولهذا السبب يشعل اليوم النار في احتفالاتنا في هذا العيد…

واعتقد الاختلاف في القصص لا يهمنا بقدر ما يهمنا صليب الفادي ,المهم في الحالتين عثروا على الصليب وهذا الذي نريده وجدوا صليب المخلص الصليب الذي نور العالم بنوره والذي لا نستطيع العيش بدون هذا الصليب ,اننا اليوم لا نفتخر بشئ سوى بهذا الصليب الذي اصبح علامة الغلبة والافتخار

رعد دگالي/2013

raaddakale@hotmail.com

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *