هـموم الكـهـنة الشباب الكلـدان في أيام البطـرك لـويس الـولهان / الحـلـقة الرابعة

 

الكلام موجّه إلى مَن يهـمه الأمر :

جاء في الحـلـقة الأولى من سلسلة المقالات هـذه (( ليس سهلاً أنْ يكـون الإنـسان كاهـناً حـقـيـقـياً  )) بمعـنى أنّ كاهـناً ذو إيمان ، يتحـدى قـوى الشر وسلطانه في كل مكان …. وبعـكسه فالكاهـن الكـلـداني الشاب الـيـوم ، يراوده الخـوف من بطركه أكـثر مما يخاف من مطرانه المباشر ومن الله …… ولا شك حـين يقـرأ ساكـو كلامنا هـذا ، قـد يفـتـخـر قائلاً : هـذا من فـضل ربي .

ورغـم براءة هـذا الكاهـن الشاب نـراه متـردداً حـتى عـنـد تمتعه بـبعـض حـقـوقهالشخـصية الطبـيعـية المألوفة في الحـياة والتي لا تمس أحـداً إطلاقاً ، أما كـيف ولماذا ؟ سأدرج أمثـلة لا حـقـيـقـية من أجـل إيصال الفـكـرة ، ومَن له عـيـون فـلـيُـبـصِر ولـيتـذكــّـر ! ………….. لـنـفـتـرض المَشاهـد التالية :

(1) أنّ البطرك لا يسـرّه المشي أمام محـلات معـينة لـبـيع الأجهـزة الكهـربائية أو الـخـضراوات المحـلية ، أما الكاهـن سيتجـنـب السير من أمام تلك المحلات ، بل ولا يمشي في ذلك السوق أو الزقاق ، تـوقعاً وخـوفا من واشٍ يلـتـقـط له صورة أو يوصِل الخـبر إلى البطرك ! وسوف لا يرضى عـنه ! إنها ظنـون سرابـية عـنـد الكاهـن المتـرعـرع عـلى الكـيك والـنستلة والمعـكـرونة ، وليس عـلى الـﮔـُـرﮔـُـر والـﭘـقــّـوتا وخـبـز الـتـنـور … وربما لم يـؤدّ الخـدمة العـسكـريةالتي تجعـله أصلـب من الحـديـد .

(2) أنّ البطرك يحـب الفاصوليا ، فالكاهـن يطبخ لـنـفـسه وجـبة منها وحـين يأكـلها يصوّرها بالـﭬـيـديـو وينـشره ، مفـتـرضاً بالبطرك أن يشاهـده فـيرضى عـنه .

(3) أن البطرك تعـجـبه أغـنية ــ أنت المعـلم ومنـك نـتعـلم ــ ! فـيسجـلها الكاهـن عـلى سي دي ، ويكـرر سماعها كـلما رافـقه أحـد في سيارته ، كي يـصل خـبـره إلى صاحـب الغـبطة والسلطة ، فـيعـجَـب بالكاهـن …….. أوهام في أوهام .

والخلاصة أن مرض ــ الشعـور بالـنـقـص ــ يكـون قـد إنـتـقـل من البطرك المريض إلى الكاهـن السليم .

إنّ متابعاتي بالوسائل المتاحة ومصادفاتي مع الكهـنة الكـلـدان الشباب المنـتـشرين في العالم خلال السنين القـريـبة الفائـتة ، أوصلـتـني إلى هـذه الـنـتـيجة …

رُب سائل يريـد معـرفة مسبّـبات تخـوّف الكاهـن الـبريء ، فأجـتهـد وأقـول :

أولاً : إن مرحـلة طفـولة الكاهـن قـد تـلعـب دورا رئيسياً فـينمو مكـسور الخاطر فاقـد الشجاعة قـبل أن يصير كاهـناً .

ثانيا : الكاهـن ذكي ، تابعَ وسمعَ وإخـتـبرَ فإكـتـشفَ أنّ البطرك مُحـب للإنـتـقام من مرؤوسه الـذي لا يقـتـفي آثار قـدميه ويتبعه ! وذلك حـين جـسّـد كـراهـيته وإنـتـقـم من فلان وفلان ، فـزرع الـرعـب في قـلـوب الـكـثيرين سـواءاً عـن بُـعـد أم عـن قـرب عـلى طريقة (( أهِـن صغـيرَ الـقـوم يهابُـك كـبـيـرُهم ! )) ، فـصار الباقـون الأبرياء يخافـون بطشه … وحـذرين من تأيـينه وتأيّـنه ــ تـفـلـيشه الكـيمياوي ــ وبـديعـياته وحـواراته ومُـمَجّـدِه ، و يعـني يعـنيّاته ، فـيُـقـبّـلـون يـده صاغـرين …… في حـين أن الـحَـبر الأعـظم هـو الـذي يُـقـبّـل يـد الكاهـن ! ويغـسّل أرجـل بُـسـطاء الناس ويُـقـبّـلها .

وبهـذه المناسبة أذكــّـر الـبـطرك بتـصريح له :  (( إنـني لن أحـيد عـن نهج الـﭘاﭘا فـرانسيس وهـو نهج المسيح في تـنـقـية الكـنيسة ((   …..   طيب ، هـذا نهجالـﭘاﭘا فـرانسيس تـراه أمامك ، أما أنتَ فلا تكـن إنـتـقائياً ! بل لـتـكـن لـديك الشجاعة الكافـية لـتـفي بتصريحـك وتـنهـج نهج البابا حـسب قـولك وتـتـقـدم وتعـتـرف عـلى يـد الأب نـوئيل وتـُـقـبّـل يـد الأب ﭘـيـتـر ؟ أم أنـك تـثـرم الـبـصل عـلى ذقـون المثـقـفـين السـذج فـيصدّقـوك ؟ .

إقـرأ وإنـدهـش من هـذه أيضاً :

** إعـتراف البابا يوحـنا بولس الثاني عـلى يـد ــ كاهـن مفـصول ــ … !!!!

نعـم مفـصول وأصبح متسولاً في الفاتيكان ، فأعاده البابا إلى ممارسة كهـنـوته …….. وأنت مْـﭼَـلــّـبْ قال الإعـتـذار وحـكى نـوئيل ، جاءتْ المغـفـرة وذهـب ﭘـيـتـر ، في حـين أن الـمتـلـبّسة بالـزنى لم تـطـلـب الغـفـران من المسيح لكـنه غـفـر لها وإنـتهى الأمر بكـل عـفـوية دون عُـقـد .

 ثالثاً : قـد يُـثار سؤال / ماذا يتـوقع الكهـنة بعـد خـوفهم وهم أبرياء ؟ السؤال منـطقي جـداً والجـواب هـو :

إن خـوفهم هـو تمثيل إضطراري متـقـن يهـدف إلى أخـذ الإحـتياطات تحـسّباً لـتـوقعات ، فالبطرك يخـزن الحـقـد في قـلبه ! لـذا يـفـضلـون الإبتعاد عـن كـل ما يُـزعـجه من إحـتمالات ، وكل ذلك من أجل مصالح مستـقـبلية ــ غـير واردة ــ لكـنها ليست مستحـيلات !… إنهم يـهـيّـئـون أرضية مناسِبة :

(1) ــ أمام مَن يطمح إلى تـرشيحه لـرسامته مطراناً … معـتـبـرينه سباق ماراثـون الموالاة في ساحة الأبرشيات ، فالأكـثر تـقـرّباً من الخـط الأمامي لـلـبطرك يكـون أوفـر حـظاً بالـفـوز .

(2) ــ وآخـر تـراه متلهـفاً ينـتـظر فـرصة لـنـقـل خـدماته إلى أبرشية خارج العـراق للم الشمل مع أهـله أو حُـباً بالـربـيع الغـربي و زنابق نـيسانه الـوردي !! .

(3) ــ وثالث يطمع في بعـثة دراسية إلى روما أو أي بـلـد آخـر ، ولسان حاله يقـول ، بعـد إتمام الـدراسة ألـْـفْ عـمامة تـنـﮔـُـلـُـب وربّـك يحـلها .

(4) ــ وهـناك كاهـن ضعـيـف الشخـصية والإيمان ، يعـتـقـد بأنْ ليس له مَـفـر داخـل الكـنيسة إلاّ الإستـقـواء بالبطـرك عـن طريق تـقـديم الولاء المفـرط له والـتـظاهـر بأنه عـبـد أمامه ، دون أن يتـذكــّـر تلاميـذ المسيح الأحـد عـشر لم يخافـوا مار ﭘـطـرس ولم يستـشيروه حـتى الرمق الأخـير وهم منـتـشرون في أقاصي الأرض ، بل بالعـكس عاتبوه ــ أمام الناس ــ حـين إستحـق الـلـوم ؟…… كل ذلك سبـبه ضعـف إيمان الكاهـن .

رابعاً : والحـق يُـقال ، هـناك كهـنة إيمانهم هـو من أولـوياتهم ، عالية كـفاءتهم ، قـوية ثـقـتهم بأنـفـسهم .. تجاوزوا الماديات ، مستعـدون للمساهمة في بناء مستـقـبل الكـنيسة بما يملكـونه من طاقات ، إلاّ أن البطرك بحججه المألـوفة ، وضَعَهـم في بـيئة صخـرية جافة لا مجال لإستـثمار إمكانياتهم فـيها …. فخـسرتهم الكـنيسة ….. فـداءاً لخـطة البطرك الهـدّامة .

الحـلقة الخامسة …. تأتي .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *