هاربون من داعش.. مسيحيون نازحون من جحيم العراق إلى نعيم فرنسا

 

 

مسيحيون عراقيون نازحون من الموصل يصلون في كنيسة مار أفرام في قرقوش

طائرة تابعة للحكومة الفرنسية تنتظر في مدرج مطار أربيل الدولي بإقليم كردستان العراق. حوالي 150 نازحا عراقيا معظمهم مسيحيون يترقبون لحظة الإقلاع بعيدا عن الوطن الأم الذي أصبح يشكل تهديدا على حياتهم بعدما استولى تنظيم الدولة الإسلامية داعش على مناطق واسعة في العراق.

يحمل هؤلاء النازحون، الذين تختلف أعمارهم، رسالة واحدة وقناعة بأنه “أضحى من المستحيل” تعايش المسلمين والمسيحيين في بلاد الرافدين.

شكيب، البالغ من العمر 46 سنة، والذي كان يعمل محاميا بمحكمة الموصل سيلتحق هو وعائلته بعم له في غرب فرنسا. خسر شكيب وزوجته وابنتهما وحفيدهما كل شيء يملكونه في العراق ولم يتبق سوى كيس واحد لكل واحد منهم يحمل فيه ما قل ودل من المتاع.

“لم يعد لنا مستقبل في العراق ولم يعد بإمكان المسلمين والمسيحيين العيش جنبا إلى جنب”، قال شكيب مضيفا “أترك حياتي ورائي وأنا مدرك أنه مادام هناك داعش لا يمكننا العودة”.

قبل ستة أسابيع، غادرت أسرة شكيب الموصل هربا من غطرسة مقاتلي التنظيم المتشدد الذين خيروا المسيحيين بين الردة عن دينهم أو الموت.

فرنسا.. باب الأمل

منذ بداية هجوم داعش في العراق في حزيران/يونيو الماضي، وتحت ضغوط من الرأي العام استقبلت فرنسا حوالي 100 عراقي مسيحي.

ووصل نحو 40 مسيحيا من شمال العراق في نهاية آب/أغسطس، وفقا لمعايير صارمة اشترطت بأن يكون لديهم روابط عائلية في فرنسا وموارد تكفي للعيش هناك. ووصل 60 آخرون بوسائلهم الخاصة.

تختلج المهاجرين الجدد إلى الديار الفرنسية مشاعر الخوف من المجهول. قلة منهم يتحدثون الفرنسية ومعظمهم لم يركب طائرة في حياته.

ميشيل أحد هؤلاء. يقارب سنه الستين ويعي أنه غير قادر على إيجاد عمل في فرنسا، هو الذي كان يشغل منصب مهندس كهربائي في مدينة قراقوش المسيحية. يتوجه ميشيل وعائلته إلى مدينة ليون شرق فرنسا حيث يقطن شقيق زوجته.

وقال ميشيل إن “الوضع أصبح لا يطاق مع قدوم داعش إلى قرقوش. أرادوا أن يفرضوا شريعتهم وأن يقضوا على المسيحيين”.

وتابع: “نزحنا إلى أربيل بداية آب/أغسطس. كانت القنابل تنفجر في كل مكان والاشتباكات ضارية بين القوات الكردية ومقاتلي داعش الذي نهبوا كل شيء: الزاد والأثاث والأجهزة الكهربائية.. كل شيء”.

هل هي نهاية المسيحيين في العراق؟

خلال العقد المنصرم، انخفض عدد السكان المسيحيين في العراق إلى أكثر من النصف من نحو مليون شخص قبل سقوط نظام صدام حسين سنة 2003 إلى 400 ألف شخص تقريبا بحلول تموز/يوليو هذه السنة.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 1.2 مليون نازح عراقي بينهم 850 ألفا في إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق حيث يعيش الكثيرون في ظروف قاسية.

وفر ما يقدر بنحو 200 ألف مسيحي من منازلهم في منطقة نينوى شمال العراق منذ أن استولى داعش على قراهم خلال الصيف الماضي.

اختلفت الأسباب والهروب واحد

سامي شاب يبلغ من العمر 28 سنة، سني مسلم، لكنه اضطر إلى مغادرة العراق لكون زوجته مسيحية. وأضحت مثل هذه الزيجات غير مقبولة في بلاد الرافدين.

“بالنسبة لي إنها بداية حياة جديدة”، قال سامي الذي يعتبر نفسه محظوظا بنيله فرصة الذهاب إلى فرنسا رغم أنه لا يوجد لديه أقارب في البلد.

ويضيف سامي وكله ثقة في القرار الذي يتخذه “لا أنوي العودة أبدا”.

ومن بين راكبي طائرة النجاة يزيديون تعرضوا للاضطهاد على يد داعش وفروا من منازلهم في جبل سنجار حيث أقدم التنظيم المتشدد على تنفيذ عمليات إعدام جماعي في آب/أغسطس الماضي.

المصدر: رويترز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *