نقاط وضاءة لثورة كولان المباركة / لؤي فرنسيس

نعيش هذه الايام الذكرى 41  لثورة كولان التقدمية ، والتي جاءت بعد اعلان اتفاقية الجزائر “سيئة الصيت” في 6- اذار 1975 بين نظام الحكم في العراق وشاه ايران، والتي كان عرابها وزير الخارجية الامريكية هنري كيسنجر الذي عمل على انضاج تلك اللعبة السياسية القذرة مع الرئيس الجزائري هواري بومدين وعلى اثرها  اشتعلت شرارة ثورة كولان التقدمية في 26-5-1976 والتي كان هدفها  الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان وبعد ذلك الفيدرالية لكوردستان في اطار العراق الديمقراطي..

لاشك بأننا لا نستطيع ان نذكر جميع التفاصيل التي رافقت الثورة خلال خمسة عشر عاما من عمرها من 1976 الى 1991 ، في هذا المقال القصير، لكني سوف اوجز بقدر الامكان لأذكر بعض الاحداث المؤثرة والتي اعتبرت نقاط مهمة سوف يذكرها التاريخ الكوردستاني خصوصا والعراقي عموما على مر الزمان. ثورة كولان اشعل شرارتها الحزب الديمقراطي الكوردستاني سنة 1976 بعد الحصار المرير الذي مورس ضد هذا الشعب  بالاتفاق مع ايران

وفي لقاء اخوي مع مناضل من مناضلي ثورة كولان، كان قد عايش مفردات الثورة بأغلب مفاصلها الحساسة يقول: بالرغم من ان ثورة كولان كانت امتداد لثورة ايلول لكنها اختلفت اختلافا جذريا باسلوب العمل والتكتيك العسكري والسياسي لكون اولا : النظام العراقي الحاكم من خلال اتفاقية الجزائر المشؤومة استطاع ان يغلق اغلب المنافذ التي كان البيشمركة الابطال يتزودون منها بالسلاح والمال .

ثانيا: القوات العراقية حينها جهزت بأحدث الاسلحة الروسية والتدريب على القتال من خلال خبراء من الاتحاد السوفيتي بأتفاقية صداقة موقعة بين الطرفين.

وبالرغم من هذه الظروف والقوة الكبيرة للنظام ، ضرب ابطال ثورة كولان ضربات قوية وموجعة حققت انتصارات عديدة في عدة مواقع وشلت حركة النظام الحاكم في العراق بالتقدم نحو تحقيق مأربه بتعريب كوردستان ، وكانت جميع التوجيهات التي تصدر عن الخالد ملا مصطفى البارزاني تنفذ بشكل مباشر من لدن القيادة حينها والتي كانت تشرف بأسلوب تواصل ذكي مع القاعدة من خلال الارقام والرموز عبر اذاعة صوت كوردستان وعبر التواصل الفردي بين اعضاء الحزب والقيادة .

ان رحيل الخالد مصطفى بارزاني عام 1979  ترك فراغا كبيرا للشعب الكوردستاني، الا ان الشهيد ادريس البارزاني والسيد مسعود البارزاني رئيس الحزب قد تمكنا بحكمتهما وجدارتهما وحب الشعب لهما في سد ذلك الفراغ وتوحيد صفوف المقاومة الوطنية بالتضامن مع قوى التحررية الكوردستانية الاخرى، وان نضوج الوعي القومي لدى الشعب الكوردي ، واحساسهم بالظلم الذي كان يمارس ضدهم ، وسعيهم بجدية الى توحيد الصفوف الداخلية ومساندة الثورة بأيمان حقيقي بأنها المنفذ الوحيد لتحقيق الاهداف السامية المنشودة كان من النقاط الاساسية للانتصارات التي حققتها الثورة .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *