نعم للتسمية المركبة لشعبنا (الكلداني السرياني الأشوري)

عُقدت المؤتمرات وكثرت اللقاءات وتعددت الندوات وتراكمت المقالات منذ سنوات حول صيغة التسمية المركبة لمكونات شعبنا ما بين مدافع لهذه ومعارض لتلك دون التوصل إلى إتفاق يرضي كافة الأطراف بسبب غياب المصداقية ونكران الذات وتناقض الشعارات المعلنة لبعض الأحزاب مع أنظمتها الداخلية وما موجود في مخيلة رؤوساءها ، وكأن التسمية أمست في قمة المخاطرالتي تواجه أبناء شعبنا على أرض الوطن وتهدد وحدتهم ووجودهم ، أو كأن عنوان الكتاب أهم من محتواه ، ولكني سأكون من بين صفوف المؤيدين والمتحمسين لهذه التسمية المركبة إذا تمت دراسة المطاليب المشروعة التالية من قبل قادة شعبنا المسيحي الذين يدّعون بانهم يمثلوننا داخل الحكومة المركزية والإقليم وأمام المحافل الدولية وفي البرلمان ، وأقول لهم بكل قناعة وصدق:

1. نعم للتسمية المركبة اذا كانت تحفظ حقوق كافة مكونات شعبنا بشكل عادل وبلا تفرقة وتمييز ، ويعترف مبتكروها بتسميتنا القومية إلى جانب الأشورية تطبيقاً للشعار الذي يرفعونه ، ويقرون بحقوقنا المشروعة وببيان رسمي لا لبس فيه ، ويتخلون عن محاولات إلغاء وجودنا وإلقاء الظلال القاتمة على ماضينا والإستحواذ على حاضرنا وسلب مستقبلنا , ويطوون صفحة النظرية الكسيحة التي تنعت الكلدان بالطائفة الدينية حيث يتناقض هذا القول مع كتب التاريخ  أولاً ، والإنجيل المقدس ثانياً ، ومع شعارهم لمكونات شعبنا القومية ( الكلداني السرياني الأشوري) ثالثاً ، وكما ورد أخيراً في تصريح غريب للأخ سكرتيرالحركة الديمقراطية الأشورية السيد يونادم كنا على قناة البغدادية حين قال:” بأن كل أشوري يصير كاثوليكي تابع لروما ، يُسمى كلداني”.

2. نعم للتسمية المركبة حينما لا تُطلق كلمة أشوري فقط  للإشارة إلى شعبنا المسيحي بكافة مكوناته ، وعندما لا تُعمم كلمة الأشورية على كافة القصبات والبلدات في المنطقة الشمالية ، الأمر الذي يثير الحساسية والفرقة والإنشقاق من جراء هذه النظرة التعصبية والإصرارعلى إنكار وجود الكلدان والسريان ، وبنفس الوقت يتناقض مع الشعار المرفوع (الكلداني السرياني الأشوري) ويبرهن انه للإستهلاك المحلي فقط ولخداع البسطاء من أبناء شعبنا .

3. نعم للتسمية المركبة إذا كان هدفها لم شملنا وتوحيد كلمتنا وحماية شعبنا وضمان مستقبله على أرضه وليس سلماً للصعود على أكتافه ووسيلة لتنفيذ اجندات سياسية مشبوهة وتحقيق مكاسب مادية وشخصية وحزبية على حساب الغالبية الكلدانية وطرح مشاريع وهمية بعيدة عن الواقع ومصلحة وسلامة شعبنا للوصول إلى أهداف مرسومة.

4. نعم للتسمية المركبة حينما لا يكون معيار توزيع المناصب وتقديم الخدمات والمساعدات وإجراء التعيينات لمن يعمل في صفوف حركة زوعا في بغداد أو لمن يؤيد منطلقاتها النظرية أو لمن يرفع شعارالمجلس الشعبي ويتنكر لهويته الكلدانية في كردستان ، بينما تُحجب عن كل مسيحي يعتز بتاريخه ويتمسك بقوميته .

5. نعم للتسمية المركبة حينما لا تُعلن حالة الطوارئ ويدخل البعض في إنذار (ج) عند نشر مقالة لكاتب يدافع عن  هويتة الكلدانية ، فيُنعت بمصطلحات عنصرية : مفرق للصفوف ، إنقسامي ، إنشطاري ، إنفصالي وإتهامات باطلة . وحينما يتم التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين: رفع شعارات وحدة شعبنا في بعض وسائل الإعلام ومن خلال تصريحات وبيانات ومقالات ، بينما الدلائل الملموسة تُوشر تنامي حملة إعلامية منظمة ضد كل ما هو كلداني وإستخدام أساليب متباينة لتهميشه وتجنيد البعض لتنفيذ ذلك .

6. نعم للتسمية المركبة عندما يجد الكلداني نفسه مع شقيقه الأشوري في كفتي ميزان متساوٍية فيما يخص حصوله على الإستحقاقات الوظيفية وعلى نسبة من المساعدات المالية التي تُقدم من الحكومة المركزية أو الإقليم ومن بعض المؤسسات الدولية إلى كافة أبناء شعبنا المسيحي ، من أجل تحقيق العدالة بين الإثنين وفسح المجال أمام المنظمات الكلدانية أيضاً لإمتلاك فضائية ومقرات وصحف وعقد مؤتمرات وإرسال وفود إلى بعض الدول لشرح قضية شعبنا ولقاء جالياتنا كحال بقية المكونات الاخرى والأحزاب السياسية العراقية.

7. نعم للتسمية المركبة إذا كان هدفها حماية وخدمة كافة أبناء شعبنا المسيحي دون تفرقة وتمييز وتفضيل مكون على حساب الأخر ، وحينما يكون للكلداني دور مهم في عملية رسم مستقبل شعبنا ، وعندما تُلغى الوصاية والإملاءات المفروضة عليه والحديث بالنيابة عنه في البرلمان وأمام الحكومة المركزية والإقليم ويُرفع الحصارعن قادته ليشاركوا في العملية السياسية إسوة ببقية أطياف الشعب العراقي .

8. نعم للتسمية المركبة حينما تبتعد القناتان الفضائيتان أشور وعشتار عن الإنحياز إلى مكون واحد بكافة برامجهما ومساندة تنظيمات معينة فترفع شعاراتهم وأعلامهم في كافة المناسبات والإحتفالات ، وحين تلتزمان بالحيادية والموضوعية في طرحهما وتقفان على مسافة واحدة من كافة مكونات شعبنا المسيحي ، ولإثبات ذلك عليهما أن تسمحان لكافة ممثلي الكلدان والسريان التعبيرعن أفكارهم وقناعاتهم من خلالهما وتفتحان قنوات للحوار الحرالصريح لمناقشة القواسم المشتركة بيننا من اجل جمع الشمل وتوحيد الموقف .

9. نعم للتسمية المركبة حينما تغير الحركة الديمقراطية الأشورية تسميتها إلى التسمية المركبة التي ترفعها في بعض المناسبات الخاصة فقط حينما تخاطب الكلدان لكسب تأييدهم والإدعاء بأنها تعترف بهم ، بينما واقع الحال في نظامها الداخلي وأجندتها وإستراتيجيتها وعلى لسان قادتها وكما أسلفنا أعلاه تُظهرعكس ذلك ، وينطبق هذا القول أيضاً على قناة أشور. وفي الواقع ورغم بعض الخلافات الشكلية تلتقي الحركة في منهجها وأهدافها مع المجلس الشعبي في تهميش الكلدان وإلغاء هويتهم من الخارطة السياسية للعراق وشطبها من سجلات التاريخ .

10. نعم للتسمية المركبة حينما يصبح موقع عنكاوا (ومواقع أخرى) أكثر حيادية وموضوعية في تعامله مع بعض الكتّاب ويتجنب إسلوب الإنتقائية والإهتمام بنشرالمقالات التي تدافع عن بعض الأفكار والمبادئ التي يعمل وفق معاييرها ، بينما يهمل أحياناً أقلاماً غيرها لا تتفق مع طروحاته وترفض أن يسير شعبنا في طرقات وعرة إلى أهداف مجهولة .

11. وأخيراً أقول نعم لأية تسمية ترمز إلى تاريخنا وتنشرالعدالة بين مكونات شعبنا وتجمع شملنا المبعثر وتحقق طموحاتنا ، وألف نعم لهذه التسمية إذا إستطعنا بواسطتها تجاوزالمعوقات التي تعترض سبيل وحدتنا وتترجم الشعارات المرفوعة إلى عوامل مشتركة بيننا . ودعوة مخلصة لرؤوساء الأحزاب وكافة المسؤولين لوقفة قصيرة مع الذات لتقييم الأحداث الماضية وإجراء مراجعة موضوعية للأسباب التي تبعدنا عن بعضنا لنبذ الواقع المخجل الذي نعيشه وفتح صفحة جديدة من أجل ضمان إستقرار وأمن وسلامة شعبنا المسيحي الجريح في الوطن وتوحيد كلمته في دول المهجر.

You may also like...