نظام التعددية القطبية القادم تتطلع اليه دول وشعوب العالم(13)

يشهد العالم الآن ظهور ملامح لأقامة نظام دولي جديد تكون فيه نهاية والى الابد لنظام الأحادية القطبية الذي هيمنت فيه على العالم لمدة عقدين الولايات المتحدة الامريكية وسيطرت فيها على صنع القرار الدولي  أن روسيا بدأت تفرض واقع جديد في العلاقات الدولية , بأتجاه اقامة نظام التعددية القطبية , وهناك قوى دولية أخرى صاعدة كالصين والهند واليابان إضافة للأتحاد الأوربي وهذه القوى ستفرض إرادتها في المشاركة في صنع القرار الدولي وتعمل باتجاه اقامة نظام التعددية القطبية  . وعلى ضوء الحلقات ال 12 السابقة التي نشرت والتي تناولت الفترة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي الى ظهور روسيا كقطب دولي في الساحة الدولية , لابد من تثبيت بعض الخلاصات والرؤى .
روسيا إمتلكت مقومات القوة التي أهلتها لتكون قطب فاعل في السياسة الدولية :
هناك عوامل داخلية تلعب دوراَ في السياسة الخارجية لكل دولة من دول العالم , ويتحدد هذا الدور السياسي أو السلوك الخارجي , على ضوء ما تمتلكة الدولة من استقرار سياسي , ومؤسسات ديمقراطية ممثلة للشعب وقانون ديمقراطي , وخصائص وإمكانيات وموارد وقدرات عسكرية واقتصادية وتكنولوجية واعلامية التي تعد من اهم مصادر القوة الداخلية للدولة, فروسيا هي احدى الدول التي تمتلك هذه المقومات الداخلية فبالأضافة لموقعها الجغرافي ولأمتلاكها للثروات الطبيعية ولسعة مساحتها وكثافة سكانها فهي تمتلك مقومات دولة قوية ومنها على سبيل المثال :
1-أن التقدم الذي حققته روسيا في الأستقرار السياسي الداخلي وفي تطورها الأقتصادي ,  يعود لنهج الأبتعاد عن اشتراطات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويؤكد ذلك على أهمية تحكم الدولة بالأقتصاد والأنتاج والتوزيع بما فيها توزيع الثروة .هذا كان منطلقاَ للتطور والنجاح الذي حققته في السياسة الخارجية وإعادة دورها على الساحة الدولية .
2- في القرن ال21 سقطت كل الاوراق التي كانت تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين في عزل موسكو دولياَ وبالذات عزلها عن اوربا , العالم اليوم يشهد عودة وصعود روسيا وتأثيرها القوي من جديد على الساحة العالمية  , وارتباطاَ بامتلاكها للثروات وبقدراتها الاقتصادية نجد ان حاجة العالم اليوم وبالذات اوربا الى روسيا اكثر من اي وقت مضى , وان كان من مثال بهذا الصدد هو الطلب العالمي على النفط والغاز الروسي  .(( أن 60% من حاجة اوربا للغاز هو قادم من روسيا وتستطيع موسكو أن أرادت أن تمنعه عن أي دولة فتهز إقتصادها بعنف وتمتلك روسيا أكبر إحتياطي للغاز في العالم)) ([1]) . كما ان اوربا تعتمد على النفط الروسي ايضاَ , وروسيا تمتلك موارد طبيعية أخرى  فتعد روسيا من أكبر الدول الغنية بالثروات الطبيعية , فحاجة اقتصاديات العالم الى روسيا اليوم هي كبيرة .
3- العالم اليوم أكثر انفتاحاَ على روسيا من اي وقت مضى , فعلى صعيد العلاقات التجارية , ((إزداد حجم التجارة الخارجية لروسيا في عام 2007 بنسبة 24% وبلغ 580 مليار دولار , وعادل قسط الصادرات في التجارة الخارجية 60% والأستيراد 40%))([2] ). فروسيا دولة قد تجاوزت أزماتها وزادت من إنتاجها في كافة المجالات .
4-من ضمن التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الروسية بعد فترة حكم يلتسن,تؤكد أن روسيا لايمكنها ان تستعيد مكانتها كقوة كبرى والحفاظ على استقلالية قرارها الداخلي والخارجي طالما ظلت معتمدة على ما تتلقاه من مساعدات خارجية, وبأمكانها الأعتماد على مواردها الذاتية . (( لهذا توقفت الحكومة الروسية تماماَ عن طلب أي مساعدات من الولايات المتحدة وباقي دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى وبالفعل تحسن أداء الأقتصاد الروسي كثيراَ منذ عام 2000 بل إنه حقق نمواَ 6.9% خلال الفترة إلى آب 2003 وأعلنت روسيا بألتزاماتها في سداد الدين الخارجي المستحق عليها عن عام 2002 والذي قدرب17.3 مليار دولار, كما أعلنت روسيا إلغاء 35 مليار دولار من الديون المستحقة على الدول الأفريقية , وقد كان لهذا تأثيره المباشر في قبول العضوية الكاملة لروسيا في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى لتتحول بذلك إلى مجموعة الثمانية في يونيو 2002 ))([3] ).  وبهذا نستنتج أن المتغيرات الأقتصادية التي حصلت في روسيا نتيجة تطورها الأقتصادي وإرتفاع معدلات النمو بعد فترة حكم الرئيس الأسبق يلتسن كانت من أحد العوامل التي ساعدت لعودة روسيا لدورها في السياسة الخارجية .
5- وتكمن قوة روسيا في إمتلاكها للتكنولوجيا العسكرية المتطورة وللسلاح النووي ومخزونها من هذا السلاح كبيرجداَ حيث انها قد ورثت القوة العسكرية والنووية للاتحاد السوفياتي .وهي تواصل تطوير التكنولوجيا العسكرية من خلال تخصيص مزيد من النفقات العسكرية وتضع الخطط للمحافظة على تفوقها النووي (( أعلن الرئيس الروسي مدفيديف  في إجتماع هيئة وزارة الدفاع أن عملية إعادة تسليح الجيش والأسطول الروسيين على نطاق واسع ستبدأ في عام 2011 , وأعلن خططاَ لبناء نظام ردع نووي فعال بحلول عام 2020 , وكذلك نظام للدفاع الفضائي , وكشف وزير الدفاع الروسي أن الترسانة النووية الروسية ستمتلك قريباَ صواريخ بعيدة المدى لا يمكن لأي نظام دفاعي في العالم التصدي لها الآن , وحتى في المستقبل المرئي))([4] ) بلا شك  ان تحديث القوة العسكرية الروسية , وما وصلت له روسيا من تطور في مجال التكنولوجيا العسكرية سيثير إهتمام ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية , وانما دول عديدة هي بحاجة للمساعدات العسكرية الروسية . لا سيما وان منظومة الصواريخ الروسية من طراز S-300 أرض جو و S-400هي الأكثر قوة والأكثر فعالية من منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع ,(( وتحقق قوات الدفاع الجوي – الفضائي التي تم انشائها في عام 2001 مهامها بواسطة صواريخ مضادة من طراز400 S في هذه المرحلة. وسيتم تسليحها بصواريخ متطورة من طرازS500 في المرحلة القادمة. ويستطيع صاروخ 500 S ضرب الأهداف الأسرع من الصوت في الفضاء القريب من على بعد 600 كيلومتر.  وتم تحديث طائرة سوخوي 30 المقاتلة الى سو-35 أس وقال عسكريون روس إن الاختبارات أظهرت ان كفائتها تفوق مثيلاتها الأجنبية رافال ويوروفايتر 2000 وأف-15 وأف-16 وأف-18وميراج 2000، وتستطيع مقارعةأف-22,وأف-35 .يُذكر أن مقاتلة سو-35 أس تستطيع اكتشاف الأهداف الجوية المطلوب ضربها من على بعد يزيد عن 400 كيلومتر.))[5]  وتحتل روسيا الآن المرتبة الثانية عالمياَ بعد الولايات المتحدة الأمريكية في تصدير التكنولوجيا العسكرية .
6- أن روسيا هي دولة رائدة في مجال الفضاء وإطلاق المركبات و الأجهزة الفضائية ولديها تقنيات حديثة ومنظومات متطورة قادرة على إختراق أفضل درع صاروخية .أن التطور التكنولوجي هومن احد عناصر القوة التي تمتلكها روسيا , وبدأت روسيا تضع خطط وترصد الاموال لتطوير تكنولوجيا المستقبل والتي يطلق عليها ( النانو)  وأن هذه التكنولوجيا تحظى بطلب متزايد في الصناعة والطب وقطاع النقل والمواصلات وكذلك في مجال الطيران والفضاء والأتصالات . وبهذه الخطط الأستراتيجية بدأت روسيا بدعم وتطوير أحدث الأختراعات . كما أن روسيا بدأت تضع الخطط لتنشيط التطور في مجال الأستكشاف وإرسال بعثات إستكشاف لهذا الغرض .
7- ويأتي النجاح الذي حققته روسيا في عام 2008 في عملية الاقتحام العلمي لقعر المتجمد الشمالي وتثبيت العلم الروسي في باطن ارض قعر القطب المتجمد الشمالي , انه يعد تطوراَ كبيراَ في مجال الاستكشاف , وبما تمتلكة روسيا من تقنية علمية, وبعد أن أعلنت موسكو عن نجاح حملتها العلمية في المتجمد الشمالي حتى هبت الولايات المتحدة وبلدان أخرى بألاعلان عن حقها في تقاسم الثروات من النفط والغاز وثروات أخرى , وعلى ضوء هذا النجاح أعلنت دولة النرويج عن استعدادها لترسيم الحدود الشمالية مع روسيا , ورغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها النرويج من الولايات المتحدة ومن عدد من دول الناتو لمنعها من توقيع الاتفاقية , ألا ان دولة النرويج لم تستجب لهذه الضعوطات , واكدت اننا دولة نرسم سياستنا بأرادتنا وبشكل مستقل وبدون تدخلات خارجية .
8- روسيا دولة متطورة في مجال امتلاك تكنولوجيات الطاقة الذرية, وقد أنشأت محطات ذرية في مختلف دول العالم ومنها على سبيل المثال الصين والهند  وايران وتركيا وفي امريكا اللاتينية ودول عدة , وتتمتع بطلب متزابد في السوق العالمية في هذا المجال . (( فقد عهد الرئيس الأسبق بوتين للنائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف بالأشراف على مجال تطوير التكنولوجيا وفي تصريح لأيفانوف عقب إجتماع عقده بتأريخ 20-4-2007 قال أن لروسيا طموحات كبيره في قطاع الطاقة الذرية وروسيا تخطط لزيادة بناء المحطات الكهروذرية في البلاد وفي الخارج وأشار أن روسيا ستواصل الأحتفاظ بحصتها التي تبلغ 40% من السوق العالمية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم وأشار أن الدولة ستولي اهتماماَ خاصاَ بتطوير المحطات الكهروذرية العائمة وتصنيع كاسحات الجليد الذرية والتقنيات العسكرية النووية .))[6] .
الخلاصة والاستنتاجات :
1- روسيا بعد ان استكملت مقومات حضورها كقطب دولي فاعل وقوي ومؤثر في السياسة الدولية , الذي يؤهلها لاعادة التوازن في العلاقات الدولية , يستنتج من ذلك ان هذه العودة القوية لروسيا ستحمل معها عودة الأستقرار إلى العالم أن شعوب العالم التي تضررت من السياسات الأمريكية تستقبل اليوم بتفائل عودة روسيا كقطب ثاني على الساحة الدولية , وتتجه أنظار العالم نحوها لأنها البلد الذي يتميز بقوة جيوسياسة كبيرة , وينظر لها إنها القوة التي تمتلك مصداقية  . كما ينظر لها بأنها القوة التي تستطيع أن تحد من التفرد الأمريكي في الهيمنة وصنع القرارات الدولية .
2- بعودة روسيا كقطب دولي سيعود معها دور الامم المتحدة وميثاقها الدولي في حفظ السلم والامن الدوليين وسيعود معها دور البلدان النامية في السياسة الدولية , بما يخلق التكافؤ في العلاقات الدولية بين دول العالم إنطلاقاَ من مبدأ سيادة الدول , فروسيا تريد ان يكون النظام الدولي معني بكل دول العالم ومصالحها وبالأمن والسلم الدوليين وليس بمصالح الدول الخمسة فقط الدائمة العضوية .
3- أكدت تجربة وحقبة العلاقات الدولية خلال العقدين الماضية , أن نظام القطب الواحد هو حالة طارئة فرضت نفسها على العلاقات الدولية , كنتيجة للتداعيات التي شهدها الأتحاد السوفياتي ودول أوربا الشرقية آنذاك بعد إنتهاء الحرب الباردة وان طبيعة النظام الدولي لعالم اليوم هو ان يكون متعدد الاقطاب.
4- أن العالم واجهتة مخاطركبيرة من جراء تفرد سياسة القطب الواحد, فلم يقتنع الرأي العام العالمي  بعد اليوم أن هناك مبرر لكي تنفرد دولة في الهيمنة على العالم والتحكم بمصائره ومصائر شعوبه , مهما إمتلكت من القوة العسكرية والسياسية والأقتصادية والتكنولوجية والمعلوماتية ومهما كانت آيدلوجيتها.
5-ان حقبة العقدين الماضية التي مر بها العالم في ظل نظام القطب الواحد . أكدت على عدم عدالة نظام القطب الواحد , ما مر به العالم من احداث ليس فقط  انه حدث إخلال في التوازن الدولي, مع استخدام القوة في العلاقات الدولية .وإضعاف دور الأمم المتحدة كمنظمة دولية , واضعاف الشرعية الدولية وتلاشى دور الدول النامية في هذا النظام والتدخل في شؤونها الداخلية , وانتهاك سياداتها الوطنية وتعرضها للحروب الاهلية والارهاب والاحتلال . وانما ان خطورة هذا النظام الدولي انه مشوب بالغموض والمفاجئات في الأحداث وأن هذا بحد ذاته يؤشر إلى عدم الأستقرار في مناطق عديدة من العالم  بحكم استراتيجية الولايات المتحدة وأهدافهاالبعيدة المدى .
6- وبهذا ففي ظل نظام القطب الواحد إتسعت مظاهر الفجوة بين إقتصاديات البلدان النامية واقتصاديات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيون وشركاتها الاحتكارية الدولية . وما نمو البطالة والفقر وإتساع دائرة المهمشين على الصعيد العالمي وعلى صعيد كل بلد سوى بعض مظاهر هذه الفجوة وهذا التناقض بين إقتصاديات بلدان العالم الرأسمالي ودول العالم الثالث .
7-أكدت التجربة ان السياسة النيوليبرالية للولايات المتحدة الامريكية وتوجهاتها الاقتصادية في ظل ( العولمة الرأسمالية) إنها خالية من المضامين الأجتماعية و لها تأثيرات سلبية في البلدان النامية وما أنتجته هو (عولمة الفقر) في العالم وبالذات في البلدان النامية مع المزيد من التهميش لهذه الدول على صعيد السياسة الدولية , وعلى الصعيد الداخلي لكل دولة تعمق السياسة النيوليبرالية التمايزات بين الفئات الأجتماعية في البلد الواحد .
8- وأكدت تجربة العقدين الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية إن تمكنت من فرض حالة الأستقرار في هذه المنطقة أو تلك فأنه إستقرار نسبي يخضع للمتغيرات والمفاجئات الغير متوقعة للأحداث والمواقف السياسية للدول وحتى في التحالفات وما يعزز هذا الرأي هو نضال الشعوب المعادي للهيمنة الامريكية   .
9-أن الأزمة المالية العالمية قد أضعفت الدور الأمريكي على الصعيد الدولي وتتحمل هي مسؤولية هذه الأزمة وهذا ساعد ويساعد روسيا على تجميع الدول المعارضة للعولمة الرأسمالية المتوحشة , من أجل إحداث تغيرات في النظاميين الأقتصادي والمالي وهذا ما قامت به من تشكيل مجموعة بريكس BRICS المؤلفة من دول عملاقة في امتلاكها للثروات وفي القوة الأقتصادية وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا . كما شكلت تحالف شنغهاي وكذا اقامة تحالف مع ثلاث دول هي روسيا والصين والهند , اضافة الى تعاونها مع دول الكومنولث المستقلة . وهذا مما سيهيئ الأرضية لروسيا في العمل بأتجاه العالمية وإضعاف العولمة الأمريكية التي إعتبرتها أمريكا نهجها لسيطرتها على العالم , وستوفر روسيا فرص كبيرة امام البلدان النامية لبدأ عمليات التنمية ومشاركتها في مساعدة هذه الدول .
10-التدخل الدولي مهم وضروري في حالات إنسانية لكن تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية بأسم الشرعية الدولية , يعد انتهاك لسيادة الدول وحصل بالضد من ارادة شعوبها وكل التدخلات الامريكية أسهمت في تفاقم الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان التي تدخلت في شؤونها , وهي باسم الشرعية الدولية بسطت نفوذها وضمنت مصالحها الاستراتيجية .
11- المفاهيم والشعارات الامريكية التي تبرر بها تدخلها في الشؤون الداخلية للبلدان , من هذه المفاهيم او الشعارات الديمقراطية وحقوق الأنسان . اكدت تجارب البلدان التي دخلتها جيوش القوات الامريكية وحلف الناتو ومنها العراق , ان هذه الشعارات الامريكية هي مجرد شعارات تسويقية جذابة وتستهوي المضللين السياسين الذين يعولون على المشروع الأمريكي , فأنها من حيث الواقع مضللة ولا تحقق الديمقراطية التي تريدها الشعوب ولا تضمن حقوق الانسان .
12- مصالح الولايات المتحدة الامريكية تلتقي مع تنامي نفوذ الاسلام السياسي في هذا البلد او ذاك , وما اكدته التجربة ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية في ظل نظام القطب الواحد  , انها كانت عامل مساعد قوي لنمو القوى المتطرفة من الاسلام السياسي في هذا البلد او ذاك .
13- بحكم الامكانيات الكبيرة الموارد الطبيعية والقدرات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية التي تمتلكها روسيا , تبرز الآن احتمالات كبيرة بأن تتجه روسيا لتطوير تعاونها مع دول الاتحاد السوفياتي السابق , لتحوله الى تحالف او اتحاد أوراسي ذات ابعاد استراتيجية , لا سيما اذا انضمت له اوكرانيا سيكون لهذا التحالف او الاتحاد محورية في السياسة الدولية .
14- بعد ان منعت باكستان من وصول الامدادات والمساعدات الامريكية لقواتها في افغانستان , بقى هناك منفذ واحد لوصول المساعدات والامدادات الامريكية لقواتها في افغانستان والمنفذ هو الاجواء الروسية , بوجود اتفاق بين البلدين وقع في عام 2009 عند زيارة اوباما الى روسيا , وبهذا ستكون امريكا تحت رحمة روسيا في افغانستان , وهناك ثمن على امريكا ان تقدمه لروسيا أزاء هذه التسهيلات الروسية .
15- ستظهر في الفترة القادمة امكانيات كبيرة للتفاعل والتعاون ما بين روسيا كقطب دولي جديد وما بين الاتحاد الاوربي وهذا ما تفرضة مصالح شعوب اوربا اليوم هو التفارب والتعاون مع روسيا . وسواء ظهر محور اوربي – روسي او لم يظهر, فان اوربا هي اليوم بحاجة الى التعددية القطبية , وسيكون الاتحاد الاوربي اضافة الى الصين والهند واليابان المؤهلة كاقطاب دولية جديدة مع روسيا العائدة بقوة كقطب دولي , سيكون لهذه الاقطاب او القوى وبالذات روسيا دور وتأثير فاعل وذات ابعاد دولية لتخليص العالم من الوحل الذي وقع فيه في ظل نظام القطب الواحد .
5-12-2011 .
 
____________________________________________________
[1] – د. عبد الجليل المرهون .نذر الحرب الباردة وأسئلة القوة والضعف بين الروس والأمريكان . موقع الجزيرة نت في 29-8-2008 .
[2] – وكالة أنباء نوفوستي .  ليوم 3-4-2008 .
[3] – د. نورهان الشيخ . هل تتجه روسيا لأستعادة دورها العالمي . جريدة الأهرام المصرية . ملف الأهرام الأستراتيجي . في 1-1-2001 . ص-2 .   
[4] – اللواء . د علي محمد رجب . تحديث القوة العسكرية الروسية . مجلة العسكرية . تصدرها كلية الملك خالد . في المملكة العربية السعودية . العدد 97 . التأريخ – 1-6-2009 . ص-2 .
[5] – وكالة انباء نوفوستي . في 2-12-2011 .
[6] – وكالة أنباء نوفوستي . في 20-4-2007 .

 

You may also like...