مُحاضرة قَـيِّمة للمطران باسيليوس يلدو حول أوضاع العراق الراهنة وحول الرابطة الكلدانية

في الساعة السابعة من مساء الإثنين السادس عشر من أيار الجاري، تفضَّل سيادة المطران باسيليوس يلدو المُعاون البطريركي الكلداني الجزيل الإحترام القادم من الوطن العراق، بإلقاء مُحاضرة وطنية وقومية قـيِّمة على قاعة كنيسة أم الله الكلدانية، حضرها جمهوركبير ضاقت به القاعة على وسعها حتى اضطرَّ الكثيرُ من الحاضرين للإصغاء وقوفاً، ولم يسبق للقاعة أن شاهدتْ مثل هذا الحضور الكثيف. وبحسب الوقت المُحدَّد لها وكان لمدى ساعتين انتهت في الساعة التاسعة.

لقد أسهب سيادة المطران يلدو في سرد الأحوال الراهنة في العراق سَرداً دقيقاً شمل كافة النواحي الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والأمنية والبيئية، وقد كان تأثيرُها المأساوي على الحاضرين قوياً دَلَّت عليه آهاتهم وهمهماتهم وحسراتهم لِما آل إليه العراق بلدُ الخير والحضارة، البلدُ الذي كان موضعَ حسدِ الدول المُجاورة والنائية، بلدُ النفط والنخيل، دمَّره الأجنبيُّ الدخيل، وسلَّمَه بأيدي حفنة من عملائه ليعبثوا به فساداً ويزيدوه خراباً وتدميراً. العراقُ الثريُّ غدا بلداً فقيراً، نال الخرابُ من شوارعه، تكدَّست النفايات في أزقَّتِه، والفاقة أصابت غالبية شعبه، لأنَّ الحرامية سرقوا قوت حياته، فهجره العدد الكبير من أبنائه طالبين الأمان في ربوع جيرانه.

يا حكّأم العراق، متى ستحُسّون بمأساة أبنائه، أالى هذا الحد يُطربكم أنينُ أطفاله؟ أين ضاعت نخوتُكم وفقدتم شهامتكم؟ متى ستتحرَّك الغيرةُ فيكم لإنقاذ بلادكم؟ لا تظنوا أن هذه الحالة ستدومُ لكم، وإلا لدامت لِمَن كانوا قبلكم! الويل للظالمين متى حان وقت الحساب، إذ لا ينفع الندمُ بعد الخراب! كفاكم عبثاً بالبلاد وإشباع أهلها من العذاب، فللصبر حدود ولا تنتظروا اليوم الموعود! عودوا الى ضمائركم وحاسبوا ذواتكم، فقط أصبحتم سخرية أمام الملأ، يتندَّرون بما آلت إليه بلادكم بسبب صراعاتكم المذهبية والطائفية والعشائرية والقومية والإيديولوجية، حتى متى سترعوون ومن سُباتكم ستنهضون! ألا تخافون ربَّ العالمين لتتمادوا في غِيِّكم سادرين؟

وتحدَّث سيادة المطران باسيليوس أمام أبناء شعبه الكلداني قائلاً: بأنَّ الرابطةَ الكلدانية التي تأسست قبل أقل من سنة هي التي ستُمثِّل شعبها في الوطن الأم العراق وفي سائر بلدان تواجده، وتُشير الشواهد الى جِدِّية القائمين الحاليين على تسيير شؤونها فقد أفلحوا خلال هذه الفترة القصيرة من تأسيسها في فتح فروع لها في العراق وبلدان المهجر كالولايات المتحدة وكندا واستراليا والعديد من بلدان اوروبا، وهذا أول دليل على نجاحها المستقبلي في تحقيق الأهداف المرجوَّة منها والتي من أجلها وُجِدَت، وكان الحاضرون فرحون ومتحمِّسون لمشروع تأسيس الرابطة، وابدوا استعداهم للدخول في عضويتها وتوعية أبناء الشعب الكلداني بفوائدها وحثِّهم للإنتماء إليها. وشارك الكثير من الحاضرين ولا سيما الإعلاميين منهم بإبداء آرائهم واقتراحاتهم بشأنها وأيَّد المطران يلدو أغلبها ووعد بعرضها على مؤتمرها الأول الذي سيُعقد بعد أشهر قليلة، وهذا الإستبشار خيراً بها سيكون اولى علامات نجاحِها بعون الله وهمة المنتسبين إليها.

أدار المحاضرة الإعلامي البارزعضو الإذاعة الكلدانية الأستاذ فوزي دلي، وجرياً على عادته كان متألقاً في إدارته للمحاضرة، وقد أضفى إليها جواً من الأُنس والفرح!

 

الشماس د. كوركيس مردو

في 17 / 5 / 2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *