موضوع أنبوب النفط في آثار بابل أمام القضاء وفي طريقه للحسم لصالحنا

السومرية نيوز/ بغداد

أكدت وزارة السياحة، الخميس، أن موضوع أنبوب النفط الممتد في مدينة بابل الأثرية مطروح حاليا أمام القضاء العراقي، وفي طريقه للحسم لصالح الوزارة، فيما أشارت إلى أنها تسعى لفض النزاع حول مقام النبي ذي الكفل.

وقال وزير السياحة لواء سميسم في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “موضوع أنبوب النفط الممتد في مدينة بابل الأثرية من قبل وزارة النفط، معروض أمام القضاء العراقي، وفي طريقه للحسم ونتأمل أن يكون لصالح الوزارة”، ولفت سميسم إلى أن “اعتراض وزارته على الأنبوب الجديد وليس على الأنبوب القديم الذي انشأ منذ زمن النظام السابق”.

من جهة أخرى أوضح وزير السياحة أن “موقع مقام النبي ذي الكفل شبه مشترك بين الآثار التي تعود لليهود ومسجد الإمام علي، وهو موضوع متداخل”، مؤكدا أنه “في طور الصيانة من قبل الوقف الشيعي”.

وأشار الوزير إلى أن وزارته “تعمل قدر الإمكان على أن يكون لكل مكان خصوصيته التاريخية والأثرية دون أن يعترض بعضها البعض لفض النزاع بين المكانين بالتعاون مع الجهات المختصة”.

يشار إلى أن العراق يضم عددا كبيرا من مراقد الأنبياء اليهود ومن بينهم مرقد النبي حزقيال في ناحية الكفل، 17 كلم جنوب مدينة الحلة، وقبر عزرا في منطقة العزير في محافظة ميسان،300 كلم جنوب بغداد، وقبر الشيخ أشا جوان، ومرقد النبي دانيال في بغداد.

وتؤكد النصوص الدينية اليهودية أن عددا من الأنبياء اليهود مثل دانيال وحزقيال وأشيعا وارميا”الذي دعا إلى الاندماج مع المجتمع البابلي لأنه يمثل أكثر المجتمعات تطورا في العالم حينذاك”، عاشوا في منطقة بابل في القرن السادس قبل الميلاد، وتمكنوا من كتابة جزء كبير من أهم الكتب والتعاليم اليهودية في بابل، وهناك عدد كبير من الباحثين الذين يشيرون إلى أن هؤلاء الأنبياء أطلعوا وبشكل عميق على التراث الديني والحضاري العراقي واستعانوا به في كتابة مخطوطاتهم الدينية.

ويعتبر اليهود في العراق من أقدم الطوائف اليهودية في العالم بأسره، إذ يرجع تاريخ وجودهم إلى عهد الإمبراطورية الآشورية الأخيرة 911-612 ق.م، وذلك في أعقاب عدة حملات قام بها الآشوريون على فلسطين وحرروها من اليهود ونقلوا من فيها إلى أماكن جبلية نائية شمال العراق.

وكانت هيئة الآثار والتراث العراقية اتهمت، في 12 نيسان 2012، وزارة النفط بتدمير المناطق الأثرية لمدينة بابل من خلال مد أنبوب للمشتقات النفطية عبر منطقة أثرية غير منقبة، فيما نفت الوزارة أن تكون قد تسببت في تدمير إي أثار عراقية، مشيرة إلى أن الأنبوب تم إنشاؤه في منطقة يمر بها أنبوبان لنقل الغاز والنفط منذ عام 1975.

ويُعتقد أن الآثار الموجودة في باطن أرض مدينة بابل الأثرية لا تقل ثمنا وأهمية عن احتياطي النفط غير المكتشف بعد، حيث تقول البروفيسورة فون أيسن إن “ما تم كشفه من آثار بابل حتى الآن لا يعدو قطرة ماء على صفيح ساخن، وأمامنا 500 سنة من العمل كي نفي بأهداف البحث في بابل”.

وحذرت لجنة السياحة والآثار البرلمانية، في السابع من نيسان 2012، وزارة النفط من المساس بمدينة بابل الأثرية بعد الأنباء التي تحدثت عن عزمها على مد خط نفط إستراتيجي يمر من خلالها، كما تلا رئيس اللجنة بكر حمه بيانا صادرا عن اللجنة خلال جلسة البرلمان، في الخامس من نيسان الحالي، استنكر فيه النية لمد الأنبوب.

كما حذرت وزارة الآثار والسياحة، مطلع نيسان 2012، وزارة النفط من إتمام مشروع مد الأنبوب عبر مدينة بابل الأثرية على اعتبار أن هذا الإجراء سيحول دون إعادة أدراجها ضمن لائحة التراث العالمي.

ووقع محافظ بابل السابق سلمان ناصر الزركاني، مذكرة تفاهم مع اليونسكو للحفاظ على آثار المحافظة وإدراجها ضمن قائمتها للتراث العالمي، في أثناء حضوره اجتماعات الدورة الرابعة للمنظمة بباريس في 14 كانون الثاني 2010.

ومن الفقرات التي يتضمنها اتفاق محافظة بابل مع اليونسكو أن تقوم الأخيرة بإرسال مجموعة من الخبراء إلى بابل لتقييم حالة الضرر وتحديد المواقع التالفة من أجل المعالجة الفورية، في حين ستنفذ أعمال الصيانة بالمواقع من قبل هيئة الآثار العراقية وبإشراف منظمة اليونسكو.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو زارت موقع بابل الأثري وأعدت خطة بعد أن قدمت دراسة لتحليل التربة وإنقاذ المواقع التي تدهورت من أجل إعادة إدراج آثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي.

وقامت السلطات العراقية عام 1988 ببعض أعمال الصيانة لآثار بابل، إلا أن اليونسكو، وبعد معاينتها ذكرت أن الترميمات “لا تتطابق” والمعايير الدولية التي تتعامل بها في تهيئة الآثار، إذ استخدمت مواد مخالفة للمواد الأصلية التي استعملها البابليون، وبينها قطع حجر مكتوب عليها عبارة “من نبوخذ نصر إلى صدام حسين بابل تنهض من جديد”، وعلى ضوئها أوصت اليونسكو بعدم إدراج مدينة بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي.

وكانت القوات الأميركية اتخذت بعد سنة 2003 من موقع بابل الأثري مقراً لها، فضلاً عن قيام مجلس المحافظة للدورة السابقة، بافتتاح مدينة للأعراس في موقع بابل الأثري برغم اعتراض الهيئة العامة للآثار.

يذكر أن كلمة بابل تعني في اللغة الأكادية “باب الإله”، كما سميت بابل بأسماء عدة منها “بابلونيا”، وأرض بابل ما بين النهرين، وتعد الحضارة البابلية استمراراً للحضارات العراقية القديمة بعد أن ورثت حضارتي سومر، وكانت بابل القديمة عاصمة الدول الأمورية والبحرية والكيشية، أما بابل الثانية فكانت عاصمة الدولة الكلدانية.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *