موصل  والازمة /بقلم عصمت رجب

تمر مدينة الموصل ومحافظة نينوى بحالة من الفوضى لم يشهد لها مثيل في سابق عهدها ، حيث الفوضى العسكرية والحرب ضد داعش وتدمير البنى التحتية والفوقية لها ، ونزوح مئات الالوف من اهلها وهم مشردين تحت الخيام، واذلال ماتبقى منهم  في الداخل  بالاضافة الى اقفال مؤسساتها التربوية والتعليمية والاقتصادية والخدمية وعزلها بالكامل عن العالم الخارجي  ، والجميع يترقب هذه الحرب والتخلص من داعش الارهابي المجرم وانتهاء الحرب وجعل السلاح بيد الدولة بعيدا عن جميع الفصائل الاخرى والتي استغلت فرصة الحرب وتحاول ان يكون لها موطيء قدم بالمدينة والذي سوف يترسخ باتجاه زعزعة ديموغرافيتها ومنابرها الاقتصادية والعلمية والسياسية والاجتماعية ويدفعها باتجاه سلبي تطفوا عليه صراعات سياسية متشابكة من الصعب حلها .

نعم على ابناء الموصل من النخب السياسية والعلمية والاجتماعية وبيوتاتها وعشائرها ومكوناتها واطيافها والذين كان لهم الباع الطويلة في بناء ثراء هذه المدينة بجميع مفاصلها ان يعوا خطورة الموقف ويتحركوا بكل امكانياتهم قبل فوات الاوان ويرسخوا مفاهيمهم الفكرية التي  تخدم مدينتهم واهلها ، لكي يبعدوا المتربصين خصوصا الذين ينوون فرض نفسهم على التشكيلات والاحزاب السياسية الموصلية العريقة ، محاولين ابعادهم عن المشهد السياسي العام وجعلهم في الهامش ، فالعرب والكورد والمسيحين والتركمان  والشبك والايزدية من ابناء الموصل ونينوى لديهم مايؤهلهم ليقودوا مدينتهم باحزابهم ومنظماتهم ومؤسساتهم العلمية والاقتصادية والاجتماعية ، وليسوا بحاجة الى من يعلمهم ويقودهم تجاه بناء مدينتهم،  وعلى ابناء المدينة وتشكيلاتها السياسية خصوصا ، التواجد بقوة  وفعالية داخل المدينة لسد الثغرات على الاخرين ونفيهم  ، وهذا يأتي من خلال توحيد خطابهم وعملهم ورؤاهم كما تكاتفهم ضد اي محاولة لترسيخ اقدام اؤلائك المتربصين بالمدينة والمحافظة عموما .

 إن الموصل مدينة قديمة قدم الزمن ولا يمكن أن تغيرها الأفكار الضالة والمنحرفة التي جاء بها داعش الارهابي المجرم او  ياتي بها متربص اخر من مكان اخر لذلك ندعوا رجال الدين الاجلاء في المدينة وخطباء منابرها إلى اعتماد خطب بنّاءة تنقل رسالة توحيد معتدلة حقيقية وتحث الجميع على العمل من أجل إعادة إعمار المدينة وإعادة الأمن والاستقرار إليها، كما ندعوا رجال بيوتاتها العريقة ومؤسساتها التربوية وشيوخها ووجهائها ومثقفيها وسياسييها ان ياخذو دورهم الجاد في هذا المجال .

ومن الله التوفيق

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *