موسم الشتاء.. ناقوس خطر يدفع النازحين للمطالبة بإنقاذهم قبل فوات الأوان

 

 

 

الغد برس/ بغداد

اذا لم يتخذ المسؤولون الاجراءات اللازمة لحماية النازحين من الامطار والبرد فليعلموا ان الارواح التي تسكن تلك الاماكن ستغادرها يوما بعد اخر، غضب شعبي عارم بعد ان تناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية والمحلية، صور للنازحين الذين يسكنون في اطراف العاصمة بغداد، وباقي المحافظات التي استقبلتهم لضروريات امنية لحقت بمدنهم، رجال ونساء وكبار السن وحتى اطفال رضع ذنبهم الوحيد انهم تواجدوا في اماكن للنزاع والصراع، مخيمات مصنوعة من النايلون المقوى تهاوت بأول زخة مطر ضربت البلاد، مناطق اقليم كردستان كانت الاكثر ضررا على النازحين الذين لم يهنؤوا بليلتهم رغم قساوة الظروف وانعدام ابسط مقومات الحياة التي من الاجدر ان ترافق اسر لطالما صرخت بكلمات النجدة والاستغاثة من لليال شتاء قاس لكن دون اي مغيث.

“الغد برس”، تابعت التقارير والفديوهات التي بثت عن طريق اغلب وسائل الاعلام وتحدثت مع بعضهم حول الحلول التي من المفترض ان تكون للحكومة دور فعال فيها.

انقذوا طفلتي الصغيرة

ويقول ماهر القيسي، من احدى مخيمات النزوح، “لم اشعر بالخوف والقلق على مولدتي الصغيرة كما اليوم، ما الذي يجعلني اسكن في خيمة لا تتجاوز المترين الا الوضع المادي غير الجيد، الامطار تسببت بمرض نفسي لي ولزوجتي التي من الاجدر ان تكون في غرفة وسقف وجدران لانها اجريت قبل عدة ايام عملية الولادة”.

ويضيف القيسي لـ”الغد برس”، أن “احاول النازحين الذين يسكنون اليوم في مخيمات الشتات في الوطن الام لاتسر العدو قبل الصديق، اين الاموال التي يصرح بها في وسائل الإعلام، اين الجهود التي يقال انها ستنطلق وبشكل يومي، ما الذي ينتظره المسؤولون خيمنا اغرقتها الامطار، واصبنا بأمراض لم نكن نعرفها بسبب الاوضاع غير الانسانية التي نعيشها وبشكل يومي”.

لماذا لم تتخذ اجراءات الوقاية

ويطالب حسين كاظم يسكن مخيمات النزوح، من الحكومة العراقية، أن “توفر لعائلتي السكن الملائم الذي ارتضيه لهم، لم نخلق لكي نكون في صحراء قاحلة يقلبها المطر كما ومتى شاء، الامر الذي نعيشه وبشكل يومي لا يمكن له ان يستمر لكوننا لابد ان يوجد لنا الحل الامثل الذي يغنينا عن بيوتا تركت وأموال سرقت وعذابات ساعات لا نعلم متى تنتهي”.

ويوضح كاظم لـ”لغد برس”، ان” الجهات المختصة التي يقع على عاتقها حماية النازحين لم تكن على اهبة الاستعداد لما حل بنا، فالجميع يعلم ان الامطار تكون قاسية في الشتاء فلماذا لم يتخذ من بيده الامر القرار اللازم لتفادي الازمة من المسؤول عن ضياع ارواحنا واطفالنا..؟

لايمكن ان يبقى العراقي بهذا العذاب

ودعت سميرة محمد ربة بيت، الجهات المتخصصة الى “بذل المزيد من الجهود التي لابد لها ان تؤمن ولو الجزء البسيط من احتياجات الاسر التي تركت بيوتها ومناطقها وأموالها بحثا عن الامن والاستقرار لايمكن ان يبقى العراقي بهذا العذاب، وزارات الدولة التي تعنى بأمور النازحين عليها الان ان تعمل بالصور الحقيقية والجدية لانقاذ مئات الاسر التي باتت في العراء”.

وتساءلت محمد من خلال لـ”الغد برس”، “اما كان الاجدر بالجهات التي القي على عاتقها البحث في امور وشؤون النازحين ان تعد العد لليلة قاسية ومؤلمة، صور مؤلمة تناقلتها جميع وسائل الاعلام لعراقيون يسكنون معنا في الارض ولهم كما لنا حقوق وواجبات الا انهم لم ينالوا ابسطها في ساعة العوز والحرمان”.

اعادة رسم الخطط من جديد لانقاذ الفقراء

ويلفت سراج حمزة، من احدى مخيمات النزوح، الى ان “الاوضاع المأساوية غير الانسانية التي نعيشها تحتاج الى اعادة تأهيل وقلع للجذور جميع الخطط التي وضعت من اجل النازحين، لانريد تصريحات اعلامية يراد منها الظهور على الشاشة فقط، نحتاج الى تطبيق الافعال التي من الممكن ان تعدل من امورنا واسرنا واطفالنا الذين اصيبوا بشتى انواع الامراض التي لم تكن بالحسبان”.

ويلفت حمزة لـ”لغد برس”، أن “اغلب الذين يسكنون ونحن من ضمنهم مهم من فقراء الحال، الذين كانوا في السابق يعتاشون على اجور يومية بأعمالا حرة ومختلفة وليس لنا مورد وراتب شهري ثابت، واذا ما اردنا الخروج والتأجير في البيوت التي تتواجد بالمدن فنحتاج الى ملايين لكي نؤمن السكن الملائم”.

طبيبة..نحتاج لتشكيل لجان طبية لانقاذ الاسر المنكوبة

فيما ترى نور الربيعي، طبيبة في مستشفى اليرموك، أن “الوضع الانساني والصحي لاغلب الاسر النازحة المتواجدة في مخيمات النزوح ينذر بكارثة لا يحمد عقباها فشتاء البلاد طرق الأبواب ولم يحسب المسؤولين حسابهم بوجود الآف الاسر التي يراد لها مراجعة صحية شاملة”.

وأضافت الربيعي لـ”الغد برس”، أن “المسألة لا تحتاج سوى الى تطبيق فعلي لتشكيل لجان طبية فورية لزيارة المخيمات التي تتواجد في المحافظات وأطراف العاصمة لغرض فحصهم وإجراء اللازم لحمايتهم من الاخطار التي قد تحدق بهم نتيجة اهمالهم الذي سيؤدي الى زيادة في حالات الامراض التي قد تعصف بكبار السن والاطفال”.

منظمة اغاثة عالمية..سيتم تزويد الاسر بكافة الاحتياجات

واعلنت لجنة الإنقاذ الدولية، ان آلاف اللاجئين في العراق وسوريا الفارين من الهجمات المسلحة سيجري تزويدهم بمستلزمات طوارئ شتوية لمساعدتهم على مواجهة الظروف القاسية مع اقتراب الطقس الممطر والشديد البرودة .

وقالت اللجنة وهي منظمة إغاثة عالمية غير حكومية، إن”عدد المدنيين الذين اضطروا إلى ترك ديارهم مستمر في الزيادة بسبب الهجمات المستمرة على محافظة الأنبار ومدينة كوباني على الحدود مع تركيا .

واضافت اللجنة، أن “آلاف الأسر الفارة من العنف سيتم تزويدها بالبطاطين والأغطية البلاستيكية والملابس الثقيلة لتقيهم من برودة الاجواء لاسيما وان اغلب القادمين الجدد الى المخيمات بدت عليهم علامات الذهول واليأس والإنهاك والغضب والخوف من مستقبل مجهول”.

امانة بغداد.. العاصمة جاهزة لاستقبال فصل الشتاء

بدورها اعلنت امانة بغداد، “استكمال استعداداتها لاستقبال فصل الشتاء، مبينة انها انشأت خطوط طوارئ في جانب الرصافة لتصريف المياه تحسبا لتساقط كميات كبيرة من المياه خلال الموسم المقبل”.

وقال الناطق الإعلامي لمكتب العلاقات والإعلام في الامانة صباح سامي لـ”الغد برس”، إن “امانة بغداد ومنذ تعرض العاصمة العام الماضي لامطار غزيرة عملت على انشاء ثلاثة خطوط جديدة، لكن حصل تلكؤ في خط الخنساء المهم ولولا تلكؤ خط الخنساء لما تعرضت بغداد لفيضانات العام الماضي”.

وأضاف أن “الامانة استعدت لموسم الامطار لهذا العام وقامت بتنظيف الخط القديم من قبل شركة المانية وازالة الترسبات فيه وقد عاد الى طاقته الطبيعية”، مشيرا الى ان “الامانة اوعزت بانشاء خطوط طوارئ لتصريف المياه خلال موسم الشتاء في جانب الرصافة، لان خطوط الكرخ جيدة ولم تحدث فيها تلكؤات”.

وتابع سامي ان “خطوط الطوارئ هذه ربطت في الخط القديم، اضافة الى ان الامانة ما زالت حتى الآن تجري عمليات صيانة واستعداد تام لموسم الشتاء للسيطرة على مياه الامطار الكثيرة في حالة حدوثها”.

ولفت سامي الى ان “امانة بغداد عقدت اجتماع تنسيقي مع وزارة الكهرباء لتزويد محطات الصرف بالطاقة من دون توقف في حالة حدوث حالة طوارئ، لان المولدات لا تكفي لكل المحطات”، موضحا ان “الامانة ستكون مسيطرة هذه السنة على مياه الامطار ولن تحدث تلكؤات او اضرار”.

عضو مجلس محافظة ديالى.. اعادة النازحين الى مناطقهم ضرورة انية

في سياق متصل اكد عضو مجلس محافظة ديالى حقي إسماعيل الجبوري، ان”غرق مخيمات النازحين داخل قضاء خانقين شمال شرق بعقوبة بفعل الإمطار الغزيرة، محذرا من كارثة إنسانية خطيرة، فيما دعا الجهات المختصة الى ضرورة الإسراع بتحرير المناطق الساخنة وإعادة النازحين”.

وقال الجبوري في اطلعت عليه “الغد برس”، إن”الأمطار الغزيرة التي هطلت منذ يومين حتى ساعات الصباح الأولى على قضاء خانقين 105 كم شمال شرق بعقوبة، تسببت بغرق أجزاء واسعة من مخيمات النازحين الرئيسية”، لافتا الى أن “تلك المخيمات تعاني من مأساة إنسانية للنازحين، وبالذات الأطفال والنساء الذين غمرت المياه خيمهم”.

عضو مجلس محافظة نينوى..كارثة انسانية تهدد النازحين

من جانبه حذر عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى النائب احمد مدلول الجربا، “من كارثة إنسانية كبيرة تهدد حياة ألاف العوائل النازحة من المحافظة نتيجة الأمطار، مطالبا حكومتي إقليم كُردستان والمركز باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذها”.

وقال الجربا في بيان اطلعت عليه “الغد برس”، إن”مناطق شمال العراق تتعرض لموجة عواصف قوية وامطار غزيرة صاحبها انخفاض في درجات الحرارة”، محذرا من أن “ترك تلك العوائل في هذه الظروف سينذر بكارثة إنسانية كبيرة قد تتسبب بحالات وفاة خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن”.

وكانت الايام الماضية قد شهدت عواصف رعدية خلفت امطار تسببت باذى كبير على الاسر التي نزحت من محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار وغيرها من المناطق التي تشهد عمليات امنية واسعة النطاق، الامر الذى دعا الاهالي الى طلب النجدة والحماية من قبل الحكومات المحلية والمركزية لغرض الوقوف على مأساتهم ومعانتهم التي لايمكن انم تبقى ونحن على ابواب العام 2015.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *