مهلاً..لن تنفذوا للقمر.؟ا

الغرور والكِبَرّ من أمراض النفس التي تلحق ضرراً بالأنسان وعلاقته بالآخرين , شعور بالعظمة والأستعلاء والأزدراء من قلب أمتلأ بالجهل والظلم, وتوهم بالكمال ,مع أنانية مطلقة ينظر لنفسه على أنه كامل الأوصاف.! وهذه معاناة الأنسان العربي !
قالوا- هناك من يسرقون رغيفك,ثم يعطونك منه كسرة,ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم؟.. يا لوقاحتهم .؟ عبرالقرون التي مضت لم يهنئ شعب في أي دولة عربية  بحياة وردية ولم ينعم بلذيذ العيش, أذ تحتفظ غالبية أنظمة الحكم بسجل تعسفي غير منصف يمارس فيه الأستبداد الأجتماعي و الحكم الشمولي المطلق مع فقدان التوازن والأستقرار السياسي وتخبط  في التوجه الأقتصادي الثقافي, تلتقي أغلبها في -قاسم مشترك – تسلط جماعة سياسية حزبية أو دينية أو جماعة قومية على مقومات الدولة والشعب! حتى تبرز واضحة أمام الناظر كنوع من مجتمعات متخلفة-بالقياس للعالم المتحضر- تتبنى
التقوقع الأجتماعي والتعصب القومي أو الديني الطائفي .أما أنظمة الحكم العربية فبرغم أنكارها ومحاولة تحسين صورتها , أِلا أنها تتمتع بصفات الدكتاتورية بلا أدنى شك , قمع الشعب وتحييد كرامته الأنسانية وحقوقه وحريته,أضعاف العلم والتعليم وأبقاءعلى  الجهل والتخلف , أشغال الشعب بعدو وهمي وشحنه ضد هذا العدو ومحاربة دول الجوار, أومحاربة طوائف وأقليات داخل الدولة, أشغال الشعب بالفقروالعوز والبطالة وتركيز همه للبحث عن العيش, تفكيك المجتمع وأشاعة الرذيلة والفساد, خلق جهاز أمني قوي يتابع كل  تحركات المجتمع و يسجل كل شاردة ووارده للناس.! مع
أستغلال الدين للتغطية على الأخطاء والتقرب من المجتمع, أذا علمنا أن الدين هو الدين القّيم الذي يتبنى مصالح الناس بعدالة ومساواة .!!

لقد تعرف الأنسان  منذ القدم على ديانات متعددة منها الديانات السماوية المحترمة , وحضارات مهمه و ديانات وضعية تمثل الظواهر الطبيعية وغيرها , أحدثت أنقلابا له أعمق الأثر في الحياة الروحية لغالبية البشر, أهمها الدعوة للمحبة والخير بالفكر والقول والعمل والعدالة والرفق ومكافحة الشر و الكراهية والتعصب وكل النقائض الأخلاقيه. وتتمحور الفكرة العامة للأخلاقيات في مفهوم الأنسانية, الطيبة والفضيلة السامية التي تمثل أفضل مافي النفس البشرية.! وقد أثرت هذه الديانات والحضارات في منهج الحياة البشرية وأزدهارها ورقّيها وحددت أنماط الحياة و
سُلَمْ القيم الأجتماعية وطريقة أدارة الحكم في مجملها.
يقول -كونفوشيوس- من خلال مناداته بمبدأ سيادة الشعب – الأمة صاحبة السيادة ومصدر السلطة- وأن السلطة غير مشروعة مالم تقترن برضى الشعب, حتى أنه شجع الثورة على الحاكم الذي يستبد بالسلطة أو يسئ أستخدامها,وجعل أهداف الحكومة – الهيئة العادلة المستقيمة-  ودعى الى أقامة عدالة أجتماعية تعتمد أعانة كبار السن و المرضى والعاجزين عن العمل من الضعفاء والمعوقين.
أن القيم الأنسانية الراقية تدعو الأخلاص تجاه النفس وأتجاه الآخرين و الأيثار للغير , أن يحترم الأنسان ثلاثة أشياء -النفس والآخرين والتصرفات وأن- الحاكم – الرئيس – الملك- يجب أن يتصف بفضائل الرجل الشريف وتجتمع فيه  فضائل الأستقامة والأدب والأخلاق والنزاهة ,يتكلم بكلام موجز صادق ولا يميل للثرثرة- ومن صدق التعامل الأنساني والفضيلة  لهؤلاء الحكام  وكل أنسان واعي,أنه كلما تعمق في العلم تواضع فأن الحكمة تقول- السنبلة كلما كبرت أنحنت– وأن من يكثرالكلام عن نفسه  هو أكثر الناس كذباً-.!

أن أدارة الحكومة للشعب في التعبير السياسي- أدارة أبوية- يكون فيها الحاكم -الرئيس- الملك-كقائد يحظى بالأحترام والتقدير من الشعب,فيكون مثالاً جميلاً يقتدي به الناس في الخلق القويم والتعامل الأنساني والسلوك العام, يكون قنوعاً حكيماً نزيهاً متسامحاً.
العالم المتحضر, يسير الى الأمام بخطى متسارعة واثقة, يفكر بعمق , يخترع , يبتكر, ينتج ويتقدم, أما نحن في البلدان العربية مع غنى أرثنا التراثي و الحضاري وثراءنا الأقتصادي والبشري وتنوعنا الديني والقومي,وتعدد الأحزاب العلمانية والدينية والقومية, نبقى عاجزين أن نقدم شيئاً مهماً للأنسانية , حتى بتنا خارج الحضارة , عقول حائرة أو مقيدة, كسالى..لانجيد الأ الأنتقاد والحسد والتباغض وقمع الفكر والأبداع, فلا أهتمام لحكوماتنا بالبحوث العلمية ولا التكنلوجية ولا الفضاء ولابالدراسات الفكريه الأدبية.؟
من أين تأتي قواعد العلم,ونحن لانؤمن بالتجديد والتغيير الواعي والأجتهاد المنضبط ,حتى ىسجل مستوى التعليم في بلداننا أدنى المراتب في العالم !
سنبقى شعوب مستهلكة مستوردة متفرجة, مصفقة للحكام والأمراء والشيوخ, مشغولون بأمور أهم من العلوم والتكنلوجيا و أستكشاف الفضاء والوصول الى القمر, هناك المصالح الشخصية للحكام -خيولهم وقصورهم وسفراتهم ونساءهم- وهناك مصالح الأحزاب ومنافع رؤساء القبائل وممثلي القوميات وحكام الأقاليم والحاشية وخدم السلطان والمقربين والمنتفعين .! هناك الجدل البيزنطي العقيم حول فتاوى التكفير والحجاب والنقاب.؟ وهل المرأة عورة أم أنسانة.؟ أهم بكثير من نشر العلوم والآداب و الديمقراطية والأنتخابات النزيهه والخدمات الضرورية والحريات والحقوق الأنسانية
.. سنبقى للأسف شعوب متأخرة, تتوسل مكرمات الأمير-الحاكم -الرئيس- تكتب الشعر وتصفق له, لكي يوفر لقمة الخبز والناس لاحول لها ولاقوة الأ أَن تواصل البحث عن التوظيف في ظل الرشى والمحسوبية وتنشغل بالزواجات المتعددة و تقرض سنوات العمر من أجل أيجاد شقة سكن؟
هذه المنجزات أهم من كل العلوم و الفنون والنجوم ؟؟

بقلم – صادق الصافي

You may also like...