مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد

لوحة عراقيةالعراق شارك بعدد من الفعاليات في المهرجان

بمشاركة فرق من عشر دول عربية افتتح في بغداد مهرجان مسرح الشباب العربي في دورته الاولى. والمهرجان الذي اتخذ من الشباب عنوانا له اتى في زمن تصدر فيه الشباب العرب حركة التغيير التي انطلقت قبل سنتين وادت الى تغيير العديد من انظمة الحكم في المنطقة والتي باتت تعرف على نطاق واسع بـ “الربيع العربي”.

مواضيع الربيع العربي كانت حاضرة بصورة مباشرة وغير مباشرة في الكثير من المسرحيات.

مسرحية “مملكة العميان” من المغرب مثلا تتحدث عن شباب يهربون من الظلم ويشكلون مدينة فاضلة ليروا انفسهم على حافة ارتكاب نفس اعمال الظلم التي هربوا منها. تتطور الاحداث فيغير الشباب موقفهم في صحوة اخلاقية فيفتحون نافذة للحوار والتواصل والفهم والامل.

التقيت بمؤلف مملكة العميان”، محمد الوادي، الذي اخبرني انه كتب المسرحية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي لكنه يحس بأنها تعبر عن الحاضر بطريقة مقنعة. لكن الوادي يعتقد انه مازال من المبكر الحديث عن الكتابة عن الربيع العربي وتجاربه لأنها ما زلت حاضرة حيث يرى ان الكاتب يحتاج لمرور حقبة من الزمن ليتحرر من اسر اللحظة ولينطلق معبرا عن التجربة التاريخية بطريقة ابداعية.

ويشارك جلال كامل في المهرجان بمسرحية “تذكر ايها الجسد” التي تحاول بلوحات صامتة ان تظهر ما تركته اثار الصراعات على جسد المجتمع العراقي.

العراق يشارك ايضا بمسرحيات اخرى وهي: “فياغرا” من تاليف واخراج صلاح منسي وهو عمل لم يخلو من الجرأة، و”باسبورت” التي تتحدث عن الهجرة العراقية الي بلدان الاغتراب واسبابها وهي من اخراج علاء قحطان، و”ايضا وايضا” من اخراج وتاليف انس عبد الصمد الذي يجعل من بيئة البيت البغدادي فضاء لامتناهيا لأفكار بطله، و”فقدان” من اخراج غسان اسماعيل التي تطرح محنة ان يكون صاحب القرار فاقدا للقدرة، و”صور من بلادي” من اخراج احمد عبد الامير.

“مولانا” من سوريا

وما تمر به سوريا يزيد من الاهتمام بما يقدمه مسرحها. وجدت المخرج السوري غزوان قهوجي الذي جاء مع فرقته ليقدموا مسرحية “مولانا” التي الفتها ربى طعمة استنادا الى توليف نصوص لكتاب اخرين يغلب البعد الصوفي على محتوى المسرحية. فمثلا يصرخ احد ابطالها مستجدا بالمتصوف الاسلامي الشهير “ابن عربي”.

سألت غزوان قهوجي عما لو كان هذا هربا من الواقع السوري فنفى ذلك وقال انه وفرقته ينتمون لاتجاه يعلي البعد الروحي وانهم اثروا الابتعاد عن المباشرة والشعارات في مسرحيتهم.

وعن الازمة السورية قال انهم يعيشونها في كل لحظة، فقد اضطرت الفرقة الى التجمع في مكان واحد لمدة شهر في سورية قبل القدوم الى العراق من اجل اجراء التمارين على المسرحية.

يقول قهوجي انهم كانوا يخافون من خطورة التنقل ومن احتمالية ان يفقدوا احدا من اعضاء الفرقة لو جازفوا بالتنقل اليومي من بيوتهم, التي يقع بعضها في اماكن مضطربة امنيا, ومكان التمرين.

المنظمون العراقيون كانوا فرحين لتمكنهم من توفير بيئة امنة مكنت بغداد من استضافة الوفود المشاركة وعرض مسرحيات متنوعة على ثلاثة مسارح في العاصمة العراقية وهو حدث لم تعشه بغداد منذ فترة طويلة.

الا ان المشهد في بغداد لم يكن امنا تماما فاعمال العنف ما زالت تضرب هنا وهناك رغم انحسارها النسبي مقارنة بعامي ذروتها 2006 و 2007. في يوم افتتاح المهرجان قتل 27 عراقيا في هجوم شمالي بغداد. لكن المهرجان استمر في ظل حضور جماهيري متميز.

رافد جبوري

بي بي سي – بغداد

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *