من يوحنان هرمز أبونا إلى مار باوي سورو كنيسة المشرق تنهض من جديد

“خاهه عَمّا كلدايا”

البطريرك مار يوحنان هرمز أبونا هو بطريرك من آل أبونا عاد إلى الإيمان القويم، أحضان الكنيسة الكاثوليكية الجامعة المقدسة الرسولية، لقد قام البطريرك مار يوحنان هرمز ابونا بحركة إصلاحية في كنيسة المشرق بعد أن هيمنت عليها الصفة العشائرية القبلية، وبهذا كان رائداً من رواد المسيرة الكاثوليكية للإتحاد بالكرسي الرسولي في روما، وقد استمرت العلاقات مع روما، لقد أبى هذا البطريرك لأهل قومه أن تكون رئاستهم الدينية خارج نطاق الكنيسة الجامعة المقدسة الكاثوليكية، لذلك ارسل صورة إيمانه الكاثوليكي، واليوم نعيد تلك الذكرى بحدث بارز وهو المطران مار باوي سورو، ذلك الذهن الوقّاد، الرجل القائد، الصابر على المِحَن، يعيدنا إلى تلك الأيام الخوالي وإلى صورة الإيمان الكاثوليكي وإلى كنيسة المشرق الواحدة، بعد أن صدر قرار التثبيت من قبل قداسة البابا حيث رفع التوصيات سينودس الكنيسة الكلدانية، وأنا أتصفح خبر حفل الإستقبال المقام لمناسبة تثبيت سيادته في الخدمة الرعوية لأبرشية مار بطرس الكلدانية قال بمشاعر أكثر من الكلمات تعبيراً، كلام سيادته أقتصر على جملة واحدة قليلة بعدد كلماتها كبيرة بمعانيها إذ قال بعد أن أعطى سلامه للجميع “بالحقيقة لا أريد أن اتكلم/لأن روحي تلهج بالصلاة إلى الله، اسمحوا لي اليوم ان لا أتكلم، لأنني لا أعرف ماذا اقول وماذا ينبغي علي أن اقول، وإن تكلمت أكثر قليلاً فسوف أتكلم بدموع عيني” وعندها ضجت القاعة كلها بالهلاهل والتصفيق، الفرحة التي كانت مرتسمة على محيّا سيادته، لم ارى مثلها في حياتي كلها، علامات الفرح والسرور لا يمكن أن توصف، كلمات الشكر لله وللجميع والتي كررها أكثر من مرة تدل على مقدار حجم الفرح الذي لا يوصف والذي غمر سيادته، وأمام هيبة هذا الموقف المؤثر لا يستطيع أي إنسان إلا أن يطلق العنان لمشاعره ويسمح لدموع الفرح ان تنساب بهدوء على خدوده وأن تجد لها طريقاً على وجهه، فرحة ما بعدها فرحة، الله يديمها للجميع، ونحن نحتفل بهذه المناسبة نقول أنه بطل الوحدة ونتمنى أن يكون أحد قوّادها، فالوحدة بحاجة إلى رجال شجعان وتضحية ونكران ذات، بحاجة إلى نبذ محبة الكرسي والمنصب، في غمرة هذا الفرح تطل علينا لافتات جديدة بأسماء حلوة جديدة منها:

كنيسة مارت مريم الكاثوليكية للكلدان والآثوريين في سان هوزيه

كنيسة مار بطرس الرسول للكلدان الكاثوليك

كنيسة… للكلدان والآثوريين الكاثوليك وهكذا وما هذه إلا بداية الطريق والخطوة الأولى على الطريق الصحيح لتصبح بعدئذٍ كنيسة المشرق الكاثوليكية، وبهذا تعيد أمجاد تلك الكنيسة التي شع نورها على العالم أجمع.

ونقول بقيت قفزة صغيرة جداً وتعود التسمية الأصيلة ، تسمية الآباء والأجداد.

قادة كنائسنا المحترمين

إن كنتم تؤمنون بأنه لا خلاف عقائدي بينكم إذن لماذا أنتم ساكتون؟

سادتي الكرام المحترمين/ حافظوا على هويتكم القومية حسب ما تشاؤون، ولا تدخلوها في خلافاتكم، وما لكم وبابا الفاتيكان، هل أنتم على خلاف معه أم على معتقده؟ تشجعوا وضعوا نصب أعينكم ما قام به سلفكم الراحل الطيب الذكر البطريرك يوحنان هرمز أبونا وأعلنوا الشركة التامة مع الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية وحينذاك ستشعرون وتلمسون قوة خفية تحل عليكم ألا وهي قوة الروح القدس لتمنحكم القوة للسير في طريق الوحدة (كونوا واحداً كما أنا وأبي واحد) لماذا أنتم خائفون؟ هل الخوف من الوحدة أم على الكراسي والمناصب؟

سيادة مار باوي سورو الجزيل الإحترام/ يا قائد الوحدة، يا مَثَل الوحدة ورمزها، أهلاً وسهلاً بك بين تاريخك وتاريخ أمتك العظيمة، أهلاً وسهلاً بك وأنت وبكل شموخ وإباء ترفع يمينك لتمسح غبار الزمن الذي علا أسم (كنيسة المشرق) ليظهر هذا الأسم لامعاً مشعاً من جديد.

مار باوي سورو/ بورك ذلك الذهن الوقاد، بورك لك إيمانك القويم، بوركت تلك الأعصاب الحديدية التي عانت وكابدت وتحملت وقاست وصمدت ثم أنتصرت، هكذا هي إرادة المؤمن، إنها إرادة حديدية.

 

قادة الوحدة الجدد

مارباوي سورو/ يا قاهر الزمن والصِعاب، يا رمز التحدي، يا شعار الوحدة، يا عنوان المحبة التي بلا حدود، فأنت ومعك سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو كدجلة والفرات عندما يتحدان ليكوّنا (يما دكلدو) بشط العرب وتكون قوة إندفاعه وجريان مياهه وكثافتها بحيث تجرف كل معوّق من أمامها، يعاونكم في هذا الجريان وهذه الإنسيابية روافدكم من الكهنة والشمامسة وجموع المؤمنين.

وفعلاً كما قال الشماس الإنجيلي قيس عبو سيبي (نشرا دحوياذا)

لقد طلبت، فاستجاب الرب، شكراً لك إلهي

نزار ملاخا

23/1/2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *