من يقف وراء الحملة الظالمة ضد قائمة بابليون ؟

بقلم : د. حبيب تومي ، مرشح رقم 2 في قائمة بابليون رقم 303 ـ القوش

 

المساهمة في العملية السياسية حق مشروع لكل مواطن عراقي ، وفي العراق المدني الديمقراطي الذي ننشده ، تشكل نتائج صناديق الأقتراع هي المحك الذي تنطلق منه العملية السياسية ، ويتبلور من خلالها وجه الحكومة المقبلة واتجاهها ، وانطلاقاً من روح العملية الديمقراطية ومن مبدأ شرعية الأختلاف في الآراء والمواقف السياسية سيفضي بنا الرأي الى الأقرار بشرعية لا بل بضرورة وأهمية المعارضة السياسية والتي لها الشرعية والحق في السعي نحو استلام الحكم ، ولهذا تشكل عملية الأنتخابات خطوة مهمة وجوهرية في سير العملية السياسية وبعد ذلك هي الصراط الأسلم نحو تقدم البلد وتطوره ، او في تراوحه في مكانه بل ربما في الرجوع الى الوراء ، ومن هنا ايضاً ينبغي الألتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية لكي يفوز في الأنتخابات أشخاص يملكون الخبرة والتجربة اولاً ويتميزون بالنزاهة والإخلاص ثانياً .

لا نكشف سراً او نأتي بجديد إذا قلنا ان العراق يراوح مكانه في عملية البناء والتنمية ، وهذا التلكؤ هو نتيجة حتمية للاوضاع الأستثنائية في ظل انعدام الأمن والأمان وتسيد الفوضى والعنف على مفاصل الحياة ، مع تلكؤ وعرقلة العملية السياسية وهيمنة الأزمات وشيوع الفكر الطائفي الأقصائي بين الفرقاء ، لقد ضربت صورة الدولة العراقية واصبح من السهل اختراق هيبتها ، رغم امكانياتها الهائلة في مختلف المجالات ، لقد اضحت دولة العراق دولة المكونات اي الطوائف بدل ان تكون دولة المواطنة ، لقد كتبت سلسلة من المقالات تحت عنوان : ماذا لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ( يمكن العودة اليها عن طريق العم كوكل ) ، لخصت في تلك المقالات وجهة نظري عن مشاكل العراق والسبيل لوضع الحلول لها .

قائمة بابليون

انطلاقاً من مبدأ واجبات وحقوق المواطن المدرجة في دستور الدولة العراقية ، فقد تكونت كيانات وأحزاب وانبثقت القوائم الأنتخابية التي سوف تتنافس للفوز بمقاعد البرلمان ، وفي شأن المكونات الصغيرة العرقية والدينية كان هناك استخدام نظام الحصص المعروف بالكوتا ، حيث تكون عدد من المقاعد البرلمانية محجوزة للفئات المهمشة . هكذا كان إقرار الكوتا المسيحية المتكونة من خمسة مقاعد مخصصة للكلدان والسريان والآشوريين إضافة الى مقعد واحد للمكون الأرمني . وانطلاقاً من حقوق المواطنة كانت المبادرة لتشكيل قائمة باسم البابليون لخوض المنافسة على المقاعد الخمسة المحجوزة للمكون المسيحي في العراق ، علماً ان الأخ ريان سالم الكلداني وهو رئيس القائمة يعيش في بغداد وله علاقات طيبة مع مختلف الأوساط القريبة من دائرة صنع القرار في بغداد .

قائمة بابليون لها طموحات كبيرة لخدمة العراق وخدمة شعبنا ويتجلى ذلك في اهدافها ، وهي نقاط كثيرة تتطرق الى مختلف نواحي الحياة السياسية والأقتصادية والأمنية ، ولا تبغي القائمة حصاد او تحقيق اهداف مكاسب حزبية اديولوجية ، بل تريد تخفيف من الهموم اليومية للمواطن ، إن دخول نائب او اكثر من هذه القائمة تحت قبة البرلمان سوف يغير الوجه النمطي للكوتا المسيحية المحصورة بين الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي فيفضي الى تغيير مهم في الوجه التقليدي للكوتا المسيحية .

من يقف وراء الحملة على قائمة بابليون وعلى اعضائها ؟

حينما انبثقت قائمة البابليون بدأت حملة منظمة للنيل من رئيسها ومن اعضائها المرشحين ، وأنا شخصياً تعرضت لمثل هذه الحملة ولو ان الحملة ضدي دائمية بسبب معتقداتي الفكرية الليبرالية حيث لا اقبل بالفكر الإيدولوجي الأقصائي ، من ناحية اخرى فأنا مقتنع ان كل من يعمل في الشأن العام معرض لشتى الأحتمالات ربما الى المديح او الأنتقاد او ربما الى الشتيمة والتجريح ، وثمة اسباب لكل تلك الأحتمالات ، وبشأن قائمة البابليون فهي كيان جديد على الساحة انبثقت من قلب الوطن العراقي من العاصمة بغداد ، ومهما كانت نتائج الأنتخابات في حسابات الربح والخسارة سوف لا تكون القائمة خاسرة حتى لو لم تحصل على اي مقعد ، لأنها ببساطة لم يكن لها مقاعد في البرلمان وخسرتها في هذه الأنتخابات ، وإن حصلت على مقعد، فسيكون على حساب الحركة الديمقراطية الآشورية او المجلس الشعبي ، لان الكيانين يحتكران المقاعد الخمسة للدورتين الأنتخابيتين السابقتين ، إن كان في برلمان العراق الأتحادي او في برلمان كوردستان .

هذا ما يفسر انزعاج الكيانين ( المجلس والزوعا ) من الضيف الجديد او الوليد الطارئ على الساحة وهكذا بدأت الحملة الظالمة المنظمة ، ويبدو ذلك جلياً من كتابات وتعليقات الكتاب الذي يشتركون بهذه الحملة وهم المعروفين بموالاتهم للمجلس الشعبي والزوعا ، إن الصورة واضحة لا تنطلي على ذي نظر . وبتصوري ان الأخوة كتاب الزوعا اكثر تفوقاً بهذا المضمار فإنهم يحملون فكر اديولوجي إقصائي لكل من يخالفهم الرأي ويشنون عليه حملة شعواء ، على اعتبار انهم وحدهم يحتكرون الحقيقة وهم على صواب ومخالفيهم او المعترضين عليهم يدرجون في خانة مقسمي الشعب او الخونة او مفرقي الأمة الى آخره من المصطلحات التي يتسلح بها اي حزب اديولوجي شمولي إقصائي . ونحن على اطلاع دائم على زخم المقالات والتعليقات التي تحمل مختلف العناوين لكنها تحمل مضمون واحد وهو التسقيط السياسي بحق القائمة ككيان او بحق المرشحين فيها .

ثمة تصورات تذهب الى ان هذه الأنتخابات ستتمخض عن مفاجئات ، على اعتبار ان الناخب اصبح اكثر وعياً لمصلحته وسوف يدير ظهره لمن اوكله سابقاً ولم يفي بوعوده ، وسوف يتوجه نحو الوجوه الجديدة ، وفي ما يخص الكوتا المسيحية فثمة قوائم جديدة مسنودة من الكبار وتتسلح بإمكانيات مادية وإعلامية كبيرة، وهي منافسة ندية للقوائم التقليدية المحتكرة للكوتا ( الزوعا والمجلس الشعبي ) ، ولا يفصلنا من يوم الحسم في 30 نيسان سوى ثلاثة اسابيع سوف يقرر الناخب قراره الحاسم ، في ان يبقي نفس الوجوه او يختار وجوهاً ودماء جديدة .

دولة العراق حبلى وهي مقبلة على الولادة وفي شهرها الأخير وقريباً يكون المخاض والولادة في 30 نيسان الجاري

وفي الحقيقة لا يمكن التكهن بنوعية الوليد ، ووفق المعطيات المتوفرة لا يمكن توصيف الصورة النهاية للمرحلة المقبلة ما بعد الأنتخابات ، وإن كان لابد من اعطاء الجواب ، فباعتقادي المتواضع ان الكيانات الرئيسية ستبقى تحتل اماكنها للمرحلة السابقة ، وإن تكررت المعادلة او صورة مقاربة لها ، ستكون مسيرة عسيرة على المواطن العراقي ، إذ تبقى المشكلات عالقة ، وإن قرر الناخب عكس ذلك فبإمكانه تغيير الصورة بأن يضع الحصان امام العجلة وليس العكس .

 

د. حبيب تومي ، قائمة بابليون رقم 303 مرشح رقم 2 ـ

القوش في 06 ـ 04 ـ 2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *