من شرارة بوعزيزي اندلع لهيب التغيير / بقلم : شه مال عادل سليم

               

                              مفجر ثورة الغضب الشعبي التونسي  البائع المتجول الشهيد (بو عزيزي )

 

                                                                                                                            شه مال عادل سليم

                                                                                                                        www.shamal.dk

 

وعود الانظمة العربية لاتساوي قيمة الورق الذي طبعت عليه , فالشعوب غاضبة وتريد الحياة الحرة الكريمة , وان الشيء الوحيد الذي تفقده تلك الشعوب من ثورة غضبها هي قيود تلك الانظمة المستبدة  ………

فالشعب حين يتعطّش الى الحرية والخبز والماء , لايهتم بعصى الامن الغليضة ولا بالقنابل  المسيلة للدموع ولا بالهروات ولا بالسجون والمعتقلات  ……… فالشعب يريد رحيل الدكتاتورية المقيتة التي جثمت على رقابه طيلة العقود ……

 البطالة , الجوع , الغلاء , القمع ,المرض و الفساد يزداد يوما بعد يوم في الدول العربية الغنية بالنفط والاكثر من هذا اصبح الحكم فيها حكرا على الدكتاتور الحاكم وعائلته ……..

نعم …فان المخاض قد بدأ لولادة شمس الحرية في دولنا العربية ….فالتغيير اتي لا محال ….فلهيب ثورة الجياع قد اشتعل في الشوارع والحارات والازقة ولايستطيع احد ان يخمده رغم العنف والارهاب والقمع ……….

فـ (الشعب يريد اسقاط النظام ) خرجت هذه الكلمات من حناجر الغاضبين في شوارع مصر وتونس وصنعاء …..نعم بهذه الكلمات حطّم الجياع زجاج الصمت في مصر وقبلها في تونس وصنعاء والاردن ومن المتوقع ان نرى المظاهرات الاحتجاجية في بلدان عربية كثيرة اخرى تحكمها انظمة مستبدة ……..

لم يبقى لي الا ان اكرر ما قاله الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي :
 إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ         فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

 وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي              وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

 

ورغم فرحي بصدور الوعود بالاصلاحات من قبل الحزب الحاكم في مصرالا اني كمواطن عراقي عانى من النظام الدكتاتوري  الذي حول بلدي الى مقبرة جماعية بانفالاته وفرماناته ارفع صوتي عاليا   واقول :  

ان تلك الوعود يجب  ان لا تقضي على  مطالبكم واحتجاجاتكم …..فالاستمرار بالتشدد على رحيل الدكتاتور والاصلاحات الجذرية من جميع النواحي و معاقبة مرتكبي الجرائم  تحتاج لمزيد من التشدد والاصرار ورفع الاصوات الغاضبة لكسر القيود و ولادة  شمس الحرية الجديدة في بلداننا التي تحولت الى ثكنات واقبية وزنزانات ومقابر جماعية التي حكمها و يحكمها الدكتاتور بعاداته الجاهلية المقيتة  .

نعم  ….رسالة الشعوب الغاضبة قد وصلت و اجراس التغيير قد دقت ولايستطيع احد ان يوقف عجلة التاريخ  وعلى حكامنا من دون استثناء  ان يعوا بان الوقت قد حان  للتغيير و للاصلاحات الجذرية وبناء المؤسسات المدنية الحقيقية ومحاربة الفساد … نعم عليهم ان يخرجوا من ابراجهم  العاجية وان يسمعوا صرخات ومطاليب  شعوبهم التي باتت تعيش تحت خط الفقر وتعتمد في ارزاقها على المعونات الدولية وتحاصرها البطالة والمرض القاتل !! وان الوعود في اطلاق حزمة من الاصلاحات العامة وفي مقدمتها  الحريات الاعلامية يجب ان لا تكون في الوقت الضائع والا سيكون مصيرهم كمصيرهتلر وموسوليني وصدام …………..

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *