منـتـدى للمستـقـلين الكـلدان

 تــُـشْـغِـلني أحـوال المستـقـلـّـين الكـلدان غـير المنضوين تحـت رايات حـزبـية أو مؤسّسات سياسية وهـُم لا يرغـبون بالإرتباط التـنظيمي ولا بالإلتـزام الإداري ، وأثـناء مداخلاتي كـمستـقـل في حـوارات يوم الأحـد 11 كانون الأول 2011 مع إخـوة كـلدانيّـين نـشطاء مرتبطين بتـنـظيمات سياسية ومدنية ، عـلى المواقع الإلكـترونية قـفـز إلى ذهـني سؤال : لماذا يـبقى الكـلدان المستـقـلون مبعـثـَـرين ؟ فـكـتبتُ إلى أخٍ حـبـيبٍ متـمرّسٍ في الشأن السياسي والقـومي مستـشيراً إيّاه فإستـفـدتُ الكـثير من آرائه ثم إتـصلتُ هاتـفـياً بـزميل مستـقـل آخـر وتـداولناه سوية ووعـدتــُه بكـتابة مقال حـوله .   

نـتميّـز نحـن أبناء البشر بطـبعـنا الإجـتماعـي الجـميل فلا نرتـضي أن نكـون وحـيدين في هـذه الدنيا ولا أن نعـيش لذاتـنا فـقـط ، والمثل الألقـوشي يقـول : ( أرأ بـِكـْـنوشْـتا وْ بَـرناشا بـِـلـْـوِشـْـتا – الأرض بالجـماعة والإنسان بالملبَس ) ومعـناه إنَّ الأرض تكـتسب قـيمتها بساكـنيها والإنسان يكـتسب شخـصيته بهـندامه ، وخاصيّـتـنا هـذه تجـعـلنا نحـب الحـركة والتواصل مع أقـرانـنا جـنباً إلى جـنب أنشطـتـنا الفـردية ، وبتعاقـب الأجـيال تـنوّعَـتْ أنماط مساهـماتـنا في الحـياة إنْ كان عـلى مستوى صراعـنا من أجـل البقاء أو من أجـل الإستـمتاع بحُـريتـنا الشخـصية التي يكـفـلها القانون لنا . فـفي الزمن القـديم كانـت هـناك جـلسات سَمَـر محـلية وديوان كاهـن القـرية ومضيف رئيس العـشيرة وبتـوالي السنين تبـلورتْ أفـكار جـديدة فـنشأتْ زُمَـرُ عِـبادات كـنـَسيَّة كـتجَـمُّعات رهـبان الأديرة ولقاءات الأخـوية ثم تـكـوَّنتْ الجـمعـيات وتـطـوَّرتْ معها النـوادي الرياضية ، وبتعاظم دَورالسلطات وسلبها حـقـوق الطبقات المستـغـَـلـّة الضعـيفة ظهـرتْ الحاجة إلى تكـتلات شعـبـية من نوع آخـر للدفاع عـن إستحـقاقاتها فـجاءت النقابات والتـنظيمات السرية التي كافـحَـتْ من أجـل إستلام – قـدَر مِن ، أو كامل – السلطة لمقارعة الظلم ورفع الغـبن عـن أبناء الشعـب عامة مطـعَّـمة بشعارات الحـريّة ، ولم يكـتـفِ الناس بـذلك بل أن بعـضاً من الخـيِّـرين اللا- ثـوريّـين إخـتار سبـيل الخـير بطريقة سلمية من دون إراقة دماء ولا طموح إلى مقـعـد عـند السلطات ولا طمعاً في جـمع الثروات ، فأسّسوا جـمعـيات ثـقافـية ومراكـز إجـتماعـية للرعاية الصحـية وغـيرها وهـذه كـلها يمكـن تصنيفها من حـيث المبدأ إلى : 1 – عـسكـرية مهامُّها دفاعـية 2- سياسية أهـدافها سلطـوية 3 – مدنية نشاطاتها إجـتماعـية 4 – تـعَـبُّـدية غاياتها تـقـديسـية . ورغـم أن كلاً من هـذه الجـماعات قـد أنشِئـتْ لتحـقـيق ما تـدّعـيه في منهاجها علانية وتـصبو إليه لـصالح البشرية إلاّ أن (( بعـضاً منها )) إنـقـلب عـلى ذاته وصار يـبحـث عـن أهـداف أخـرى لم تكـن في أجـندتها التأسيسيّة ولا بُـنِـيـَـتْ لتصبح إستغلالية فـصارت القـوات العـسكـرية تـستـولي عـلى السلطة ، والأحـزاب السياسية تـخـطـط للإنـقـضاض وإستلام الحـكم لتـكـريس الدكـتاتورية الوراثية ، وصارت المنظمات المدنية تبحـث عـن مآرب شخـصية ، أما الفـصائل المقـدّسة فـحـدّثْ عـنها ولا حـرج فـقـد زاغـت وإنعـطـفـتْ ولم تـلـتـفِـتْ إلى إصلاحات روحـية ، بل أضحـتْ تـقـسِّـم خـدماتها بـين ( حـصة الله % + حـصة قـيصر % = 100 % ) فأمسَـتْ الحـصّتان تـتأرجحان وفـق الحاجة المحـلية والآنية . وإزاء هـذا الوضع المهـزوز وغـير الموثـوق به للمؤسّسات المذكـورة والتي إحـتـلتْ مساحة معـينة في ساحات العـمل الجـماهـيرية ، إتخـذ بعـض الناس موقـفاً محايـداً وإيجابـياً منها فلا يعاديها ولا يصبح تابعاً لها بل يقـف متـفـرجاً عـليها يراقـب عـن بُـعـدٍ حـركـتها دون الإنـتماء إليها بل صار مستـقلاً بذاته يساهم مع الآخـرين برأيه وأفـكاره حـتى تـطـوّرتْ مشاركاته وتـنامَـتْ إلى إثبات وجـوده في مجـتمعه من خلال الحـوار تارة والترشيح للإنـتخابات تارة أخـرى فأصبحـتْ فـئة المستـقـلين أمراً واقـعاً ، لهم تـمثيلهم في أغـلب ﭙَـرلمانات الدول ذات الأنـظمة الليـبرالية . 

إن الـ (( مستـقـل )) متباين المعاني لدى الكـثيرين ، والمقـصود به في دعـوتـنا هـذه كـل مَن (( لا ينـتـمي )) إلى تـنـظيم سياسي ذي نـظام داخـلي منهاجاً لعـمله ، فالمستـقـل لا يقـبل بأن يُـبَـرمَج ذهـنه ويُـحـدّد مساره ويقـيَّـد عـلى أريكة لا تريحه بل يريد أنْ يكـون فعالاً في المجـتمع منـطلِقاً من أصالة جـذوره ومستـنداً إلى جـذعه مؤكـداً أن لإستـقلاليته موقـفٌ إيجابيٌ أمام جـميع تـنظيمات شعـبه – شعـبنا الذي يفـتخـر بإنتمائه القـومي ويعـتـز بكلدانيته ( الأخـوة الكـلدان الذين لا يفـتخـرون بقـوميتهم الكـلدانية كما هـو معـروف لأنهم ركـبوا القـطار ليأخـذهم إلى حـيث يشاء وليس إلى حـيث يشاؤون – ومَن له ردٌّ فـلـيَرد عـلينا كي نلحـقه بإجابة ) . نعـم لا يخـفى عـلينا نحـن الكـلدان أنـنا في حاجة إلى مؤسّسات كـلدانية سياسية ومدنية للمشاركة في عـملية إدارة الدولة من أي مدخـل يـتاح لنا اليوم أو غـداً والمساهـمة في بناء الديمقـراطية حـديثة العهد في العـراق ثم الإشـتراك في الإنـتخابات الفـيدرالية والإقـليمية والمحـلية وحـتى تلك محـدودة الحجم كالهـيئات الإدارية للنوادي الإجـتماعـية . ونحـن نرى أن تـنظيماتـنا الكـلدانية المعـتـزة بتـسميتها النـقـية غـير المشـوّهة هي قـليلة العـدد ومحـدودة العـمل بل تـكاد تـنعـدم في داخـل الوطـن الأم بسبـب أنانيّـتها وخـمولها وصمتها وتـقـوقعها داخـل جـدران دورِها . أما في خارج الوطـن فـهـناك الكـثير من تـنظيماتـنا الكـلدانية النشيطة – سياسية ومدنية – لا تــُـخـدَع ولا تـنجـرف وراء أطماع زمنية ، نـتـشرّف بجـميعـها ونـفـتخـر بالمنـتمين إليها ونـؤازرهم عـلى الدوام كـلما سمعـنا صوت ناقـوسها ، بالإضافة إلى أفـراد مستـقـلين ناشطين لهم حـضورهم في الساحات ولأصواتهم صدى في المناسبات .    

إن فـكـرة منـتدى المستـقـلين الكـلدان هي في الأساس لكـل كـلداني لم يـبحـث لنـفـسه مساحة في العـمل القـومي الكـلداني السياسي ، من هـذا المنطـلق نحـن مقـبلون إلى تشكـيل رابطة أو مجـموعة للمستـقـلـّـين الكـلدان أعـضاؤها ليسوا محـسوبـين ضمن أيّ حـزب أو جـماعة سياسية ذي نـظام داخـلي وفي ذات الوقـت يؤازرون تـنـظيمات شعـبنا الكـلداني ذي الإسم التأريخي غـير الهجـين ! فـلو إفـتـرضنا أنّ رفاقاً من تـنظيمات سياسية أخـرى يَـنـْـضمُّـون إليهم بصورة مزدوجة ! عـندئـذ فإنّ تشكـيلتـنا المنـتـظرة تـفـقـد إستـقلاليتها وتـصبح تـنـظيماً جـديداً يُـضاف إلى باقـي التـنظيمات دون أن نـكـون قـد أتينا بشيء جـديد ، لـذا فإن منـتدى المستـقـلين الكـلدان هـذا سيضم نشطاء لا تـقـيِّـدهم أنـظمة داخـلية ولا محـضر إجـتماعات دَورية ولا إلتـزامات مادّية وليس بـينهم تابع ومتبوع ولا تبعـيّة بل جـميعـهم رؤساء يتعـهَّـدون أخلاقـياً فـقـط بالإفـتخار بقـوميتـنا الكـلدانية ورفع شأنها عالياً عـند كـل فـرصة تـتاح أمامهم بالحـديث أو بالكـتابة أو بالمشاركة في لقاءات ، وعـليه نـدعـو كـل أخ كـلداني مستـقـل وأخـت كـلدانية مستـقـلة إلى الإنـتـماء إلى هـذا المنـتـدى دون أن يكـلفهم شيئاً سوى النهـوض بمشاعـرهم والإفـتخاره بقـوميتهم الكـلدانية في مواقعهم أمام الملأ أينما هُـم الآن ، وفـق الشروط البسيطة التالية :

1-      يعـتـز بإسمنا الكـلداني ورافـضاً أية تسمية سياسية مشوّهة ومحـرّفة لتسمياتـنا التأريخـية الجـميلة .

2-      لا يكـون منـتمياً إلى تـنـظيمات كـلدانية حـزبـية فالمنـتمون يمارسون دَورَهم حـيث هُـم ونـفـتخـر بهم .

3-      يكـون ناشطاً قـومياً كـلدانياً بالفـكـر وبالقـول وبالفـعـل بالإيمان بقـدر إمكانياته .

4-      يعـلن إسمه الصريح ( وليس المستـعار ) ومدينـته كي نـتعـرّف عـليه مباشرة أو بصورة غـير مباشرة .

5-      لا يترتب عـلى المنـتمي أي شكـل من الإلتـزام سوى التعـبـير الشخـصي عـن الإفـتخار بكـلدانيتـنا ليس إلاّ .

نـرحِّـب بكـل مداخـلة بناءة أو رغـبة بالإنـتماء إلى هـذا المنـتـدى تـصلنا عَـبر بريدنا الإلكـتروني المرفـق للتواصل سوية وله منا شكـراً جـزيلاً .  michaelcipi@hotmail.com 

ملاحـظة : إذا كان الراغـب بالإنـتماء لا يملك ( إيمَـيل ! ) يمكـنه الإستعانة بإيمَـيل زميل له .    

You may also like...