معرض جمعية الفنانين الكلدان العراقيين الامريكان في مدينة فلنت – مشيغان

معرض فني جميل في مدينة فلنت – مشيغان

زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

قلية هي الكلمات التي تحضرني لأصف فرحتي بلقاء نخبة راقية من العراقيين مجتمعين معاً ليظهروا للعدد الغفير أصالتهم وأنتمائه للبلد الطيب عبر لوحات وأعمال فنية عكست عدة مظاهر للعراق ، بتاريخه وشعبه وتنوع ثقافاته . وكان الموعد في الساعة السادسة من يوم مساء الجمعة في العاشر من شهر حزيران المنصرم وعلى قاعة Great flint arts souncil في مدينة فلنت حيث أقيم معرض جمعية الفنانين الكلدان العراقيين الأميركان الثامن والذي سيستمر لأكثر لثلاثة أسابيع من التألق … أعمال فنية أقل مايقال عنها جميلة جداً ومميزة ببعدها الجغرافي والتاريخي والإنساني والحضاري ، إذ لم تكن لوحات فحسب بل كتب متنوعة نستمد منها ثقافات  عدة ، مادتها إلهام وجملها الوان ومؤلفيها فنانين ، لها عنوان واحد وهو العراق ….

تشكيلة جميلة  من الرسم والنحت والسيراميك والفوتوغراف خرجت من أعماق مهاجرين تركوا العراق مرغمين . ولم يمنعهم ذلك من محبهم وولائهم لوطنهم . إنهم كلدان العراق وغيرهم ممن شربوا من نهريه العظيمين .
أكتظت الصالة بالزائرين وجاد الأصلاء بكرمهم بمائدة مفتوحة من النبيذ والحلويات المختلفة وأنواع المرطبات ماسد حاجة الجميع وزاد …..

وكم كانت رائعة تلك الساعات وأنا أشاهد الزائرين وغالبيتهم من الأميركان وهم يتأملون بتلك الأعمال وتصاحبهم أصوات الموسيقى الجميلة لمعزوفات من التراث العراقين الجميل خرجت من أروع آلتين شرقيتين يصعب على الهواة اللعب عليها ، وفرحت عندما رأيتهما بين يدي أمينتين حافظا على سموّها وجمال النغم الذي يخرج من اوتارها . وهما عازف العود نشوان فاضل وعازف القانون فكتور غنّام .

وأثناء تجوالي كان لابد من محاورة مبدعينا طالباً منهم أن يكلمون بإختصار عن أعمالهم الفنية  ….

صباح  وزي فنان تشكيلي عراقي
بالنسبة للمنحوتات الموجودة هي لوحات تجريبية ليس فيها طابع عام ، إذ هناك 15 لوحة جدية عن تعطي مظاهر الحياة للمرأة العراقية في غير مجتمعها … مع الموسيقى ومع الرقص ومع مآسي الحياة ، هناك لوحة المرأة السومرية وبها نوع من الحدثيث القديم والجديد

لوحة الحب المتدمر  love in run
مضمون اللوحة هو وجود الحب رغم الدمار ،  إذ نرى المرأة ( رمز الأرض ) وهي تمسك بظهر الرجل تتوسّله بالعدول عن قرار الرحيل ،  وهو يمسك بما تبقى من الجدار لبناية منهارة  كلياً ومدمرة يتمنى عدم الرحيل إلا أن وجهه يتجه نحو المجهول ، وهذا يشبه وضع العراق ، حب للأرض وتهجير قسري ….

يازي شمينا
أستعمل بأعمالي نوع من طين الصلصال يصنع في أميركا … بينما في العراق يحفرون حفرة عميقة لأكثر من متر حتى يحصلون على طبقة لزجة وسميكة ومن ثم تُعامل في الماء ، والطريقة البدائية كانت بتغطية الطين  بأحواض لأيام يكبس خلالها عدة مرات بواسطة الأرجل  حتى يتشبع كل الطين بالماء ، وتتكرر العملية في حوض آخر حتى يصل إلى مرحلة من التماسك  بحيث يمكن عمل الشكل الذي نريد دون أن يترك شيئاً منه في اليد أو في رقعة العمل .
تولعت بهذه الأعمال منذ أن كنت في العراق حيث ذهبت لعدة معارض لكبار الفنانين ، كنت مرغمة بهذا الفن الجميل وأقتني منه مايعجبني وأهدي منه أحياناً لمن يقدّره  … ثم كانت الخطوات لتعليمه ولم يكن ذلك بالشيء السهل .
وكلما كان العمل سميك كان أسهل وعند تخفيفه يحتاج إلى وقت اطول وأتقان أكثر ليظهر من خلاله قابلية الفنان وكفاءته .
وأعمالي أستمدها من التاريخ خصوصاً البابلي كونهم أول من إكتشف وعمل المنحوتات من الطين فهم من إخترعوا الفخار … ومن بعدهم الإيطاليين الذين ورغم براعتعهم إلا أنهم أمينين على ذكر تلك الحقيقة .


وافر شعيوكا
ثلاث لوحات تجريدية فيها حصن تعبر عن الصراع الداخلي للإنسان مع الطبيعة ،  ولوحتين مشرقيتين معالمها واضحة من خلال الأريكة وآلة العود وألألوان المستخدمة والسجادة .

رندا رزوقي
لوحات أغلبها زيتية على قماش كامفاز (القنب)
وأخرى مائية على ورق ، وهي لوحات تجريدية لها طابع فرح تعكس الحياة في بلاد مابين النهرين من نخيل وحضارة . مشاهد لقرى كلدانية من منازل قديمة وأزياء تراثية …

أما اللوحتين التين أثارتا إنتباه الحضور من الأميركان وأيضاً طلبة أكادمية فاينارت في مشيغان . هي لوحتي بالألوان المائية خلطت

مابين الورد والحمام لتعكس معاناتنا كشعب عراقي وهما شلاما ( السلام ) شينا ( الأمان )
فيها حزن معبّر عنه بالورد الأزرق وأمل بوجود حمامة تبشر بالسلام  واللون البرتقالي يشير للفرح  .
هناك بعض السلام لذا نرى الوردة خجولة غير متفتحة كلياً ويوجد لون أحمر إشارة للدم العراقي … هناك فرحة لكننا نشاهد الحمامة خجلة لأن الأمان غير مستبد بأرض العراق .


نضال عزيز
لوحاتي من إلهامي … واحدة لغروب الشمس في مشيغان ، وإخرى من جمال الخريف والوانه التي احبها خصوصاً في الوقت الذي يصادف فيه الهلوين والقرع الذي يوضع على الموائد . وصورة أخرى لكلب يطل علينا من نافذة ، ولوحة أخرى لبيت صديقتي في شارع شرقي في مشيغان ، ورسمة أخرى للزهور وقد رسمتها بدافع التحدي بأن أن أخبروني بأن رسمها صعب . ، وصورة أخرى لإبني وهو يضع قط في حضنه ، لأن الشرقيين لايحبون الحيوانات الأليفة وأنا أقول لهم لابأس بالإحتفاظ بها فهي ليست مؤذية …


انه عالم بذء وليس عالما طوبائيا
ربما أثرت إشمئزازكم في هذه البداية … لكن ايها الاصدقاء هذا هو واقع الحال الذي نحن فيه .. واقعا مؤلما فيه الكثير من الخراب والعذاب الانساني اللامعقول وفيه الكثير من الرفض لحياتنا الحالية … اتذكر ذات يوم عندما كنت طالبا في الصف الثاني من مدرسة الفنون في بغداد انذاك لاول مره التقي ببكت ذلك الانكليزي المجنون ، لم استوعبه كما لم استوعب مدرسة علم النفس … لكن بعد فتره اصبحت صديقا حميما لبكت كان هذا في السبعينات من القرن الماضي واعتذرت له عندما مررت بسوهو  لاستخدامي اسم مسرحيته في انتظار كودو كعنوان لمعرضي الشخصي عام  1972 وبقيت انتظر كودو لعلني التقي به لكن دون جدوى ولحد الان لم التقيه .
كان الانسان يعيش الكثير من الضياع في تلك الفترة ونحن ظمنا نعيش ضياعا كليا بين الكثير من احجار الحضارة القديمه ومسميات غريبة علينا وبين طموحات لا حدود لها بين اغاني الراكن رول والبتلس ..وااكد لكم لم نحقق شيئا .. وعذرا لكلامي .
اليوم التقي بكم مرة اخرى حاملا لكم بعض همومي المعلقةعلى هذه الجدران التى تحتظهنا  بحنان متناهي كما تحتضن الشفاه بعضها الاخر لاول مره .. واترك لكم متعة الركض على هذه المعلقات الملونه بماء العيون … ربما لا يوجد سبب للركض او قد يوجد … انا مثلكم اركض عليها لانه لا خيار اخر لى .
ان نركض على مساحات ملونه هي بحد ذاتها مغامرة  مليئة بالبهجه … اليس افضل من ان نركض بازقة وممرات مليئة بالدم ورائحة البارود والموتى …
قد يكون لقائنا الاخير او قد نلتقي مرة اخرى من يدري لكن ساحمل لكم الكثير من المحبة لانكم شاركتوني ببعض من حزني المعلق بحنان على هذه الجدران .
اشارة – لم اسمي هذه المعلقات لسبب ان الحزن لا اسم له سوى االحزن … أنا صانع الصور زهير شعوني
من البلاد االبعيدة

كما جمّل المعرض بلوحات تجريدية  للفنان المرحوم طلال سامونة … تجسد الأفكار الباطنية ، لوحة تتكلم عن رقصة شرقية ونساء حاضرات وفرحة في أمسية رومانسية هادئة ..
ولوحة اخرى أرى فيها وجه إمرأة ورقصة فرح أيضاً
شارك طلال سامونة بعدة معارض في حياته

ووصولي المتأخر بعض الشيء عن موعد المعرض للأسف الشديد حال دون ملاقات الفنانين ومنهم
سولافة رومايا …. لوحات قريتي … وهي تصور قرية تلكيف

جوان يونو ..
فنانة طبيعية

كامل شلال
لوحة دير الربان هرمزد

سلام يوسف فنان اكادمي لوحات تجريدية
لأنكيدو و كلكامش

وكان هناك صور رائعة لفناني الفوتغراف
لآكوب شامليان …

ولنجاة بقال

ومع لويس شنايدر إحدى الأميركيات وهي تتكلم عن صباح وزي حيث تقول :- أعرفه جيداً .. يعمل بسرعة وبديهيته أسرع ، يذهب من خلال لوحاته إلى إيطاليا واليونان ودول أخرى … فنه عميق ولديه رسالة في مختلف المناطق ، مثلاً بغداد خلال الحرب ، أو يتعامل مع أصدقاء وافتهم المنية بالسرطان وصور مختلفة عن نساء بعدة أشكال … إنه فنان متكامل ..

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *