مصلحة البلد فوق اي اعتبار / بقلم عصمت رجب

 

بحسب ما تعودنا من رئيس الوزراء العراقي وظهوره على شاشات الفضائيات  ليلقي علينا خطبه ويبرر مواقفه دائما، من جميع الازمات التي عصفت بالعراق وكانه الشخص الذي يبحث عن الحلول وليس هو من يفتعل تلك الازمات ، وقد ظهر بعد الانتخابات النيابية العراقية الاخيرة والتي جرت في الثلاثين من نيسان 2014 لأنتخاب مجلس نواب جديد والذي بدوره سوف يختار حكومة جديدة لتسَيّر البلد ربما نحو امان واستقرار اكثر.

 خرج ليقول بان حكومة شراكة وطنية غير مجدية لبناء البلد،ويؤكد بان العراق دفع ثمنا باهضا بسبب هذا الشكل من الحكومة ، كما طالب الكتل السياسية ان ينسوا الماضي ويفتحوا صفحة جديدة  ويلجأوا للحوار ، وكأنه على خلاف شخصي مع شخص اخر ، دون ان يعطي اهمية لما لاقاه العراقيين من ضيم وقهر واضطهاد وسوء خدمات وتأخير ميزانيات المحافظات وتقليل نسبها، متناسيا جميع الاتفاقيات التي وقعها مع شركائه السياسيين في الماضي، وما تركت هذه الازمات وعدم تنفيذ الاتفاقيات من فجوات سياسية واقتصادية وامنية على البلد ، خلال السنين الثمان الماضية من حكمه، غير ابها بمشاعر الالاف وربما الملايين الذين قطع رواتبهم وارزاق عوئلهم في كوردستان العراق ، متناسيا تلك الايام التي خرجت بها الجماهير العراقية بالالاف بمظاهرات ضد سياسة حكومته في بغداد ، وضاربا عرض الحائط مشاعر ملايين العراقيين من الذين يختلفون عنه ، ان كان بالمذهب او القومية .

انه اليوم يدعوا للحوار لحل الازمات!! وقد كان بالامس الجميع يدعوه للحوار وهو رافضا أي حوار ويقول “انها خطوط حمراء” ، فهل تغير لون تلك الخطوط؟.

مع اننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني دائما نلجأ الى الحوار لحل الخلافات كوننا نبحث عن كل ما ينشر مفاهيم الحوار والتسامح والاخوة والمحبة ونعمل من اجل استقرار البلد، ودائما نكون كبيضة القبان لحل المشاكل، والسنوات الماضية تشهد علينا، كوننا نسير على نهج قويم مختلف ، ذلك النهج الذي درسناه في مدرسة البارزاني الخالد ، والذي لايقبل سوى بالحوار والتسامح .

لسنا هنا لنعاتب احدا ، ولكن من يستطيع رد الضيم الذي لحق بعوائل محافظة الانبار، ومن يرد الذل الذي يلحق يوميا باهالي محافظتي العزيزة نينوى ، وهل سنعود اليوم الى اتفاقية اربيل، لننكث بها غدا ، وهل ستسير وفق الدستور العراقي الدائم في حكمك لولاية ثالثة الى حد التمكن ، وعندما تنهي مصالحك تعود وتنتقي منه ما يخدمك وتترك الباقي الى دورات برلمانية قادمة !!!.

في الختام اننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني لسنا ضد شخص مهما كان كيانه اومنصبه، لكننا مع مصلحة العراق والعراقيين ومع كل ما يبني البلد ويطوره ويزيل عنه الازمات والمشاكل وفقا للدستور والاتفاقيات المبرمة ، ونطالب الجميع، احزابا وكيانات، كتلا سياسية وبرلمانية ان تضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار وتسير من اجل الانسان العراقي ان كان في كوردستان او في الموصل او الانبار او أي جزء من اجزاء العراق الديمقراطي الفدرالي.

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *