مرة ثانية مع سيادة الأسقف مار عوديشو أوراهام الجزيل الإحترام

سيادة الأسقف الجليل

تحية كلدانية وتقدير

كتبنا وكتب مثلنا العديد من إخوتنا عن التداخل في المهام والوظائف، وعن خصوصية كل موقع أو مجال، وعن عدم التدخل في الأمور الإخرى إذا كان المتداخل يجهل مداخل ومخارج ذلك الأمر.

وقد كتب العديد من الإخوة وبالأخص حول موضوع الكهنة وطالبوهم بعدم التدخل في الأمور السياسية ، وقد نسي هذا البعض أو تناسى بأنه ليس جميع الكهنة لا يفقهون في أمور السياسة، فالسياسة اليوم أصبحت علْمَاً يُدّرَّس وتخصصاً وكذلك الحال بالنسبة للمجال القومي والبحث في بطون التأريخ، وليست هذه العلوم بمنأى عن يد الكاهن أو فكره ، ويمكن لرجل الدين كما يمكن لغيره أن يدرس جميع العلوم، لذلك نرى بعض رجال الدين لا يفقهون في السياسة أو الإقتصاد أو التاريخ شيئاً ، بينما على الطرف الآخر نرى أن هناك من الكهنة أو الأساقفة من لهم باع طويل في هذا المجال وأستحقوا بكل جدارة لقب مؤرخ أو تأريخي والأمثلة على ذلك كثيرة ندرج بعضاً منها لغرض المحاججة ليس إلا ، المطران أدي شير، المطران توما أودو القس بطرس نصري الأب ألبير أبونا الأب أنستاس ماري الكرملي والمطران مار سرهد يوسب جمو والأب الدكتور يوسف حبي وغيرهم ، هؤلاء كانوا فطاحلة وأبدعوا ايما إبداع في ما كتبوه أو أرَّخوه ، وكتباتهم وكتبهم صارت مراجع تاريخية مهمة جداً ومعتمدة لأكثر المؤرخين الجدد .

ولكن بالمقابل وبكل أسف نرى البعض من رجال الدين الأفاضل يتصورون أنفسهم بأنهم إذا ما حصلوا على الرسامة الكهنوتية فتلك كافية لكي يكونوا مؤرخين، أو أن علمه في أمور اللاهوت والدين تجعل منه مؤرخاً، وهذا خطأ كبير، ووهم يعيشه رجل الدين، فلكل خصائصه ومميزاته، ونرى أن هناك دمجاً وإزدواجية في صياغة المعلومة التاريخية عند البعض الثاني من هذه الفئات، فمثلاً الخوض في الجانب التاريخي والسياسي والبت فيه لغير من يعرف التاريخ تصبح حالة من الصعوبة تصحيحها،

أريد من هذه المقدمة الدخول في الرد الذي كتبه سيادة الأسقف مار عوديشو أوراهام أسقف كنيسة المشرق الآشورية – أبرشية أوروبا حيث يقول : ــــ

http://ishtartv.com/viewarticle,38303.html
1.   وفق المجمع السنهادوسي المقدس والمنعقد في بغداد عام 1978 ، تحت رئاسة أبينا البطريرك قداسة مار دنخا الرابع والجالس على كرسي ساليق وقطيسفون، قرر المجمع بالاجماع أضافة كلمة (الآشورية ) إلى اسم كنيسة المشرق نظرا لكون غالبية اتباعها من الآشوريين  . وهنا نورد بعض الامثلة لبعض الكنائس التي تحمل أسم قومي لها ( كنيسة روما الكاثوليكية ،  الكنيسة اليونانية الارثذوكسية ، الكنيسة الروسية الأرثذوكسية ، الكنيسة الارمنية الارثذوكسية ، وغيرها من الكنائس التي تحمل الطابع أو القومي  كأسم للكنيسة ).

وبدوري أود جلب إنتباه غبطته إلى أن هناك فرقاً شاسعاً بين المفهوم الديني والمفهوم القومي، وإذا كانت الأمور القومية خافية على سيادته، أو ليس لسيادته إطلاع وتعمق فيها، نقول كان الأَولى بسيادتِهِ ترك الأمور القومية للمختصين بالشأن القومي أو أن بوجّه أحداً من هؤلاء ليرد بمساند تاريخية منطقية بعيدة كل البعد عن الأزدواج السياسي الذي وقع فيه غبطة الأسقف،

والدليل على ذلك قول سيادته ”

وهنا نورد بعض الامثلة لبعض الكنائس التي تحمل أسم قومي لها ( كنيسة روما الكاثوليكية ،  الكنيسة اليونانية الارثذوكسية ، الكنيسة الروسية الأرثذوكسية

أود التوقف قليلاً أمام أسماء هذه الكنائس التي تتكون من ثلاث كلمات ونناقش كل أسم على حِدَة ونناقش كل كلمة على حدة: ـــ

كنيسة روما الكاثوليكية : ـــ ونسأل غبطته، اياً من هذه الكلمات الثلاث لها مدلول قومي ؟

كنيسة : ـــ هي جماعة من المؤمنين سواء كانوا من قومية واحدة أم من عدة قوميات أو حتى أديان أخرى سابقاً .

روما : ـــ أسم لمدينة ، ومن الممكن أن تسكن هذه المدينة أقوام وقبائل مختلفة ، فهل يُعقل أن جميع سكان مدينة روما من قومية واحدة ؟

الكاثوليكية : ـــ كاثوليكية، أسأل الجميع هل هي التي تدل على المعنى القومي ؟ لا أدري كيف فات عن بال قداسته بأن الكاثوليكية هي تسمية مذهبية بحتة، ويضحك علينا حتى تلاميذ الإبتدائية إذا قلنا لهم بأن الكاثوليكية هي تسمية قومية ، لا أدري أين وجد قداسته التسمية في القومية في هذه الكنيسة ؟ والكاثوليكية يا غبطة الأسقف الجليل هي تسمية مذهبية فالشمس لا تحتاج إلى برهان أو دليل، فهناك العديد من الأقوام آمنوا بالمذهب الكاثوليكي ، منهم الكلدان ومنهم كلدان الجبال إخوتنا، حيث بقي قسم منهم على المذهب النسطوري أو البدعة النسطورية وغيرهم . نعود لنناقش أسماً آخر أدعى غبطته بأن له مدلول قومي وهو

الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ، لقد مر شرح معنى الكنيسة وإثباتها بأنها ليست تسمية قومية

اليونانية : ـــ نقول في اليونانية كما نقول في العراقية والسورية والمصرية وإلإيطالية والفرنسية ، فهذه تدخل في باب الدول ، اي إنها تسمية جغرافية مناطقية حالها حال آشور فهي كذلك تسمية مناطقية جغرافية لا تتصل بالقومية بأي شكل من الأشكال ، حيث يعيش فيها بشر مختلف الإنتماءات القومية ويكون جاهلاً بالتأريخ مَنْ يقول بأن التسمية الدولية اي تسمية الدول هي تسمية قومية ، هذا وهمٌ وخيال ،

يقول المؤرخ هرمز م أبونا مؤلف كتاب صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية في الصفحة 60 في منتصف هذه الصفحة عنوان ” مذابح تيمور لنگ ضد كنيسة المشرق في تبريز وسلامس وأورمية وفي السطرين 11 و12 يقول : ــ لم تكن اقاليم أعالي ما بين النهرين والمناطق السهلية والمتموجة من بلاد آشور ………. ” نكرر من بلاد آشور

وفي كتاب ذخيرة الأذهان للأب بطرس نصري يقول في الباب الثالث الفصل الثامن وفي السطر الثالث من صفحة 91

” إن المشارقة النساطرة لم يدعوا كنيستهم محصورة في بلاد الجزيرة وآثور وماداي وفارس ………. “

وفي نفس الباب في نهاية الصفحة 96 ووبداية الصفحة 97 من نفس المصدر يقول : ـــ ” ومن العريضة التي قدّمها إيليا أسمر مطران آمد على يد الكردينال كرافا إلى غريغوريوس الثالث عشر البابا بخصوص مصالح طائفته الكلدانية في بلاد آثور وملبار أورشليم ثم وجه 9 – 16و 4 من الكتب المخطوطة في ملبار بحروف كلدانية أكثرها تدور على الطقس ومؤلفي الكلدان . “

نستنتج من كل ذلك عدة أمور منها : ــ

أ – آثور والآثورية أو الآشورية هي تسمية مناطقية جغرافية كما ورد هنا حيث أدمجت مع بقية التسميات المناطقية الجغرافية.

2 – سكنة منطقة آثور هم من الكلدان ، اي جميع سكان إقليم آثور هم كلدان وهذا ما هو واضح وتحتة خط في أعلاه.

3 – الملباريون هم كلدان أصلاً .

4 – إن كانت هناك لغة أو أقوام أخرى سكنت آثور لماذا لم يذكر غير لغة الكلدان أي الكلدانية ؟

إن كنت لا تدري تلك مصيبةٌ ……. وإن كنت تدري فالمصيبةُ أعظمُ .

كان بودي لو أن غبطة الأسقف الجزيل الإحترام قد أجهد نفسه وكتب مقالاً في اللاهوت أو حول الدين أو عَظَمَة سيدة الكون مريم العذراء لكان قد أبدع أيما إبداع، أما وقد حشر نفسه في موضع لا يحسده عليه أحد فهذا ما لم نكن نرغبه ونتمناه لسيادة الأسقف، وانا أستغرب أشد الإستغراب كيف يمكن لإسقف كنيسة آشورية لا يميز بين التسمية المناطقية الجغرافية والتسمية القومية ؟!!!

السؤال الذي يطرح نفسه على سيادة الأسقف هو : هل كل الكلدان كاثوليك ؟

للإجابة عليه نقول كلا ياسيادة الأسقف ، ليس كل الكلدان يؤمنون بالمذهب الكاثوليكي ، فهناك كلدان نساطرة وهو ما تطلقون عليهم أسم الآشوريين، وبهذا تخلطون ما بين التسمية الجغرافية وتسمية القوم الكلدانية ، وبالأمس القريب أحد المؤرخين حجد إيمانه الكاثوليكي وعاد إلى النسطرة، ولكن هويته القومية تبقى كلدانية ، فلا يمكن لأبن القوش الذي اشهر إسلامه أن ننسبه إلى بغداد أو النجف أو البصرة ، إنه يبقى ألقوشي كلداني ولكن مسلم ( مُشلما) نعم يا سيادة الأسقف إنه من الصعوبة جداً تغيير الهوية التاريخية للقوم ، ولكن بالمقابل من السهولة جداً تغيير المعتقد الديني أو المذهبي، فمن الممكن أن يشهر المسيحي إسلامه أو يعتنق مسلم ويؤمن بالمسيحية وفي هذه الأيام المَثلين اصبحا واقع حال وبكثرة كبيرة جداً ، فيبقى المسلم الذي صار مسيحياً يبقى ابن تلك العشيرة أو المنطقة أو البلد والإختىف في المعتقد الديني فق ط.

سيدي الأسقف الجليل

يؤسفني أن أنقدك بهذه الصيغة وهذه الطريقة، لأنني مؤمن إيماناً قطعياً بأن رجال الدين مهما كانت درجاتهم فإنهم يحملون صفة دينية ( دَرْغا ) وهؤلاء عندي خط أحمر لا يجوز ولا يحق لنا تجاوزه، وهنا أنا أنقد بكل صور التقدير والإحترام لشخصكم الكريم ولدرجتكم الكهنوتية، لا أمس بشخصكم الكريم ولو بشعرة، بل أنقد نقداً تاريخياً غايتي التصويب والتصحيح وليس التشهير والتقليل من قيمةأي شئ ، أنقد نقداً بناءاً وكلنا نخطأ

يقول الكتاب ” وإن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ” .

إبنكم في الإيمان / نزار ملاخا عضو المجلس الكلداني العالمي

12/10/2011

You may also like...