مذبحة قرية صوريا الكلدانية واحدة من أبشع جرائم العصر !!



قبل اثنان وأربعون سنة مضت وتحديدا يوم 16 من أيلول عام 1969 صدم الكلدان وأفاق الشعب العراقي بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية على صدى مذبحة قرية صوريا الكلدانية، الواقعة 113 كم شمال مدينة الموصل في الجنوب الغربي من السهل السليفاني وعلى ضفاف نهر دجلة والتابعة إلى قضاء زاخوا في محافظة دهوك( كردستان العراق).

أن مذبحة قرية صوريا تعتبر جريمة في حق الإنسانية، لقد راح ضحية هذه المأساة العديد من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، 97 مواطنا عراقيا هم سكان قرية صوريا، 39 نفسا بشرية من الكلدان و 10 نفسا بشرية من الأكراد قضوا نحبهم قتلا وحرقا، وسقط خلالها عدد من الجرحى، لا لذنب جنوه، فقط كونهم فلاحين مسالمين يمتهنون الزراعة وتربية الحيوانات ليس لهم دراية بالسلاح والمتفجرات، وبطريقة وحشية لا يمكن تخيلها، وكل هذا حدث للأسف على الأقل تحت سمع وبصر الحكومة المركزية أيام حكم البعث البائد، إذ أن بلد كالعراق احتفظ لنفسه بتاريخ طويل من عنف الدولة الداخلي مع مكونتها على العموم وشمال العراق (كردستان) على وجه الخصوص، ذلك لان بنية تكوين المؤسسة الرسمية الحاكمة تأسست على افتراضات التفوق (العرق العربي) واستصغار قدر المكونات الأخرى وخاصة المكونات العراقية التاريخية القليلة العدد.

إن إحداث الجريمة لا تزال أصداؤها وقصصها تروى عن شهود عيان حقيقيين عاشوا هذه الجريمة النكراء مذبحة قرية صوريا الكلدانية، تؤكد بما لا يدعى مجالا للشك على إن السياسات للمؤسسة الحاكمة آنذاك وفي ظل تسويقها لمشروعها السلطوي في زمن البعث ألصدامي، والتي قامت تجربتها عل نموذج التسييس العشائري خدمة لغرض إيديولوجيتها الشمولية عن طريق نزع الاعتراف بالآخر طالما كان لا ينتمي لثقافة الهيمنة العربية، وعليه لم تأت مذبحة قرية صوريا الجماعية من فراغ غير منظور، بدليل محاولات التستر المستمر على حقيقة المذبحة ودوافعها العرقية أو الطائفية وعدد الضحايا أو حتى توجيه الاتهام والإدانة للذين شاركوا في تلك الجريمة البشعة.

كما وتجدر الاشارة إلى إن هناك الكثير من الكتّاب وخصوصا الكتّاب الكلدان تناولوا أحداث مذبحة قرية صوريا الكلدانية، وحسب رواية شهود العيان الأحياء من أبناء القرية، فأبرزت كتاباتهم إلى تفاصيل الأحداث في مقالات متعددة لهذه المذبحة بالمستندات والدلائل وشهود العيان التي تم الاستناد عليها، مما يجعلنا وبعد مضي ما يزيد على أربعة عقود من الزمان أن نطالب بإعادة فتح التحقيق في أحداث مذبحة قرية صوريا وتقديم كل من ساهم فيها إلى العدالة وتعويض الشهداء وأسرهم سيما وان الوضع قد بات مواتيا. فالديموقراطية ليست مجرد شعارات بل هي سلوكيات وممارسات من خلال جهود واضحة ومستمرة ومنظمة لمواجهة الماضي لأجل عملية ديمواقراطية أكثر مصداقية، وهو ما يتم فقط من خلال إرساء نهج المحاسبة ومكافحة الإفلات من العقاب، فالتذكير والمطالبة بالمحاسبة هما وحديهما الكفيلان بالحيلولة دون ارتكاب أعمال شنيعة في المستقبل. وإذا كانت الأوطان مجرد أمكنة يتعايش فيها البشر لأنهم مضطرون لذلك، فلا شك إن أوطان من هذا النوع ستكون قاسية ضيقة وستبقى العلاقة بينها وبين ناسها هشة وخطيرة.. أكرموا الضحايا، انه الواجب الأخلاقي لمواجهة الماضي بالنسبة للضحايا وعائلاتهم والمجتمع ككل عبر العدالة.

تحية المجد والخلود لكل شهداء الشعوب التواقة للتحرر

تحية المجد والخلود لكل شهداء الشعب العراقي الأبرار

المجد والخلود لأرواح شهداء امتنا الكلدانية

Wadizora@yahoo.com

14 09 2011

You may also like...