مخيم الاصدقاء في ملبورن!

11 ك الثاني 2011
فيليب ايلاند – استراليا
 
إلتقوا مرة اخرى على ارض مطار مالبورن بعد فراق قارب ثلاثين سنة بين بعضهم. إلتقوا وكأن فراقهم كان بالامس، فقد امتزجت دموعهم بإبتسامات فرح التي ارتسمت على أوجههم، وحلاوة الذكريات راحت تَمسَح مَرارة الفِراق بسرعة البرق. كأن الزمن فقد خواصه، والتحمت لحظة الوداع بلحظة الِلقاء، وأن ايام الخوف من التربص من قبل رجال الامن الذين وضعوا انظارهم عليهم وَلَتْ الى غير عَودة. فالمكان ليس بِجمعية الناطقيِن باللغة السريانية في حي الوحدة، او بنايات  الامن في بارك سعدون أو كازينو دار السلام على ابو نؤاس ام كراج مدينة زاخو حيث كانت محطة الوداع بين اغلبهم.
كنت اراقب اللحظات الاولى من لقائهم من بعد هذه الفترة الطويلة، كانت الافكار تتراكض في ذهني، ماذا سيقول واحد للاخر؟ كنت اتسأل انا البعيد القريب منهم، كيف سيتصافحون؟ كيف سَيُّقبِل بعضهم بعضاً، كيف سينظر واحد للاخر حينما يرى كل واحد ان الدهر ترك تجعدات على وجه صاحبه لن تُمحى بعد الان، حينما يرى بعضهم ان شعر اغلبهم استمالَ الى البياض بعد ان عبر معظمهم عتبة  الخمسين، كنت اراقب العيون وأحسُ بإضطراب القلوب وحرارة القُبلات والمصافحات الحميمة التي عوَضتْ عن كل هذه السنين من الفراق القسري المُؤلم .
لا اعتقد هناك مَوقف أصْعب مِن موقف فِراق الاحبة، خاصة إذا كان سببهُ شيئاً خارج إرادتِهم، بل ان مصير بعضهم كان قد انتهى بحبال المشانق ام في احواض حامض النتريك بعد ساعات ما لم يكن قد قرروا الرحيل والعبور فوق حواجز الموت.
لعل يتسائل البعض من قرائنا الاعزاء، ما هذا الاهتمام والمبالغة بمجموعة من الشباب افترقوا كملايين من العراقيين الذين اجبرهم الوضع السياسي في البلد لقبول الهجرة القسرية.
نعم هم مجموعة مختلفة عن غيرهم ، مجموعة من الشباب الذين كانوا قد وضعوا فوق رموش عيونهم مصير شعبهم وتاريخه،ولغته،وهمومه ووجوده. هدفهم الاسمى كان تعليم الشبيبة  لغة الام السريانية، فاللغة كانت دائماً مهمة في تحديد  مصير اي امة في التاريخ من بقائها ام زوالها. وزيادة الوعي القومي، إصدار مجلة قومية (قالا سورايا)  كأن حدسهم يقول لهم: “ان الغدَ لناظرهِ قريب!”.  
فأحدهم تخلص باعجوبة من براثين القتلة المتربصين، بسبب تاليفه كتاب عن كيفية تعلم لغة الام ونشره مقالة سياسية قومية، والاخر هددوه بالانتماء للحزب او النقل الى جبهة القتال، هكذا كل واحد كل منهم كان له سبباً خاصاً به ان جعله يترك اهله واصدقائه واقاربه ومدينته، فتفرقوا أو أُجبِروا على الفراق، فراح البعض منهم في الاحزاب السياسية والاخرون في الاعلام، والاخرون في مجال الثقافة والتأليف والشعر….الخ ، ولكن لم يَخفقْ معدن ايَّ واحد منهم، لم ينسى مهمته، بقت هموم الجميع نفسها ، اللغة ومصيرالشعب المسكين الذي لم يمتلك قيادة فكرية حينما كان واقعاً تحت ضربات النظام  الظالم و موجات البحر السياسية الدولية الهائجة.
هنا في نهاية العالم قرب القطب الجنوبي، حيث تقع بلاد جزيرة الواق الواق،ارض  كوالا وكانكرو إلتقت المجموعة(السبع القادمين من قارات العالم(1))  مع بقية اصدقائهم القادمين من مدينة سدني وبحضور الموجودين اصلاً في مدينة ملبورن ،إلتقت في كمب (ادناك) في امسيات اعادت الذكريات الحلوة والمٌرَة كلها بشغف كبير.
على الرغم من ان هذا اللقاء كان سريعاً، إلا إنه كان لقاءً كثيفاً، مملوءً من الشوق وتبادل الاحاديث و قصص ومقالب ايام زمان التي مر عليها اكثر من 35 سنة ،  في الحقيقة كان لقاءً جميلاً ، ناجحاً، مملوء من تبادل الخبرات والافكار والاخبار بعد كل هذه السنين الطويلة، انه لقاء نادر ومتواضع، قد لا يحصل مرة اخرى بهذه الكثافة والصورة ، لهذا لن ابالغ إن قلتُ كان لقاء القرن.
اعتذر مقدما عن التقرير المختصر وكذلك عن عدم نشر كل الصور !!
………….
1-            الضيوف السبعة القادمون كانوا كل من :-
يونان هوزايا – العراق
نزار الديراني – العراق
اسكندر بيقاشا – السويد
 
سلام مرقس – فرنسا
فاضل كوكيس – فرنسا
كوركيس اوراها – امريكا
بولص عزيز – كندا
 


الضيوف السبعة القادمون من اليسار الى اليمين
سلام مرقس، اسكندر بيقاشا، يونان هوزايا، نزار الديراني، بولص عزيز، كوركيس اوراها، فاضل كوركيس


اللقاء الاول بعد فراق ثلاثين سنة بين البعض منهم  في البيت يوحنا بيداويد
 
 
اللقاء الاول
 

اللقاء  الاول
 

اللقاء الاول
 

 
صورة امام المخيم في يوم الاخير
 
 
 
صورة من داخل المخيم
 
 
 
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم


صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 
 
صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

صورة  لاحد لقاءات داخل المخيم
 

  
صورة لاحد لقاءات داخل المخيم
 
 

الشاعر نزار الديراني يلقي قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
الشاعر الياس منصور يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم


الشاعر يونان هوزايا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 


الشاعر  اديب كوكا يلقي  قصيدة خلال الامسية الشعرية داخل المخيم
 
 
 
صورة في منطقة السد قريب منطقة المخيم
 
 
 
 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *