ما هـوَ مكـيال رحـمـتـك مع المخـطـئين يا غـبطة الـبـطـرك ساكـو

 

إنّ من بـين السلـبـيات الموروثة لـدى الكاهـن ( منـذ مئات السنين إنْ لم نـقـل ألـفي سنة ) إعـتـقاده بأنه صار مُجازاً من الله منـذ لحـظة قـص خـصلة من شعـره عـنـد رسامته ــ والمقـص لا يـزال بـيـد مطرانه ــ وأنه أصبح راعـياً رغـم حـداثـته وقـلة خـبـرته ، مخـوّلاً للـتحَـكم بالمصير الروحي ــ وأحـياناً الإجـتماعي ــ للمؤمنين في كـنيسته معـتـبراً إياهم قـطعاناً …… أما مكانـته في نـظر نـفـسه فهي فـوق الجـميع !

إن عـقـلاً عـصرياً منـفـتحاً الـيوم يرفـض تـوجـيها وتـوَجّهاً كهـذا ، لأن الكهـنـوت ليس سلطة ولا وراثة ولا مهـنة وإنما خـدمة روحـية لإتمام تـوصية المسيح ليس إلاّ ، ومَن لا يستـوعـب ذلك ، عـليه أن لا يتحـمل مسؤولية الكهـنـوت بل يكـتـفي بأن يكـون مؤمناً محـباً للمسيح مثـلـنا وعاملاً بـوصاياه ……

وإذا إنبرى أحـد ملـوّحاً بتبريرات من هـنا وهـناك من أجـل فـرض رأيه ، فـعـلى الرحـب والسعة سنأتيه بتـناقـضاته من هـناك وهـنا أيضاً ، وسيكـون حـواراً شـيـقاً يستـنـد إلى دستـورنا الكـتاب المقـدس .

في تحـضيراتـنا لـصلوات عـيـد الميلاد عام 2007 أوصانا المطران جـبرائيل كـساب أن نعـتـرف بخـطايانا جـميعـنا ولمرة واحـدة في السنة عـلى الأقـل . إن الرجـل كـمرشـد أدّى واجـبه معـنا ولكـني أنا شخـصياً لم ألـَـبِّ نـداءه ، ليس تهـرباً بل عـمـداً ومتهـيّـئاً ليسألـنا بعـد العـيـد ــ مَن منكـم لم يعـتـرف ؟ ــ كي يسمع مني جـواباً مقـنِعاً له وللحاضرين لا يقـبل الشك ، ولكـنه لم يسألـنا مع الأسـف …

متـذكــّـرين أنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزهم مجـد الله ، وليس خافـياً أنّ غـلطة الطفـل ليست كـغـلطة أبـيه ، وسهـوَ الجـنـدي ليس كما لقائـده .

إنّ الخـطيئة والخاطىء تهـمة يزرعها الإكـليروس بـذوراً في شعـورنا ونحـن أطفالاً أبـرياء ، نـردّد عـبارة (( خـطـيـئـتي عـظـيمة جـداً )) كالـبـبغاء ، عـنـد تـناولـنا الأول لـلـقـربان المقـدس مثـل الملائكة أنـقـياء ، دون أن نـقـتـرف إثـمَ بعـض الأمراء !!!

ومهما نعـتـرف بذنـوبنا وتـمسَح خـطايانا من سجلاتـنا وينـزل المسيح بلاهـوته وناسـوته ليحـل في بُـطين قـلـوبنا ، فإن كـهـنـتـنا يـوحـون في كـرازاتهم إلـيـنا بأن آثار ذنـوبنا تـبعـث نـيازكاً من عـلى أكـتافـنا ، لـن نـتخـلـص منها ولا يُـردّ إعـتـبارنا إلاّ بـدفعـنا ضريـبة شهـيـقـنا وزفـيـرنا ….. بل يمتـد ذلك إلى ما بعـد مماتـنا أياً كانت مميتة معاصينا ، فـيعـرضون أمامنا ــ أو أمام ذوينا ــ فـرصة تأمين مسكـن لـنا في ملكـوت أبـديتـنا ، وبأيـديهم مفاتيحه بعـد دفع ثمنه !! وهـذا يقـودني شخـصياً إلى الـقـول :

طالما هـناك إستمارة تأمين وضمان لأبـدية راحـتـنا بعـد مـوتـنا ، فـلماذا نحـرم أنـفـسنا من ملـذات الـدنيا التي وفـرها الله لـنا ؟ وإذا أحـد يـرى خللاً في طرحِـنا فـلـيستعـد لـمـناقـشـتـنا .

بصورة عامة لا أنـزّه نـفـسي ولا أدينها ، فأنا لم أسـرق 500 ألف دولار إلى حـد هـذا الـيـوم ، أما غـداً قـد أخـطط لإنـتـشال 800 ملـيـون ( بشرفـكم أليست مغـرية ! ) ولكـن لستُ أدري كـيف ومتى وأين ولماذا لأني لستُ خـبـيـراً في هـذا الحـقـل ، فإذا حـصلتُ عـلى مسعـف سأتـفـق معه عـلى طريقة نـصّه إلي ونـصّه إلك ! ….

كما لم أزوّر وصولات بأثمانها ، ولا بعـتُ أملاكاً لست أملكها ، ولا أعـطيتُ رشـوة لتمريـرها مثـلما إرتكـبَها فاعـليها وثـبّـتها محـقـقـوها ، ونـشـرها السيـد الآمـر في البطركـية ثم سحـبها ! وإحـنا بـدورنا ما قـصّرنا فأعـدنا نـشـرها .. ومع ذلك فأصحاب الصفـقات ثـوّلـوها ….

فـنـقـول لهم : إذا أنـتـو مو ﮔـدها ، ليش تـزجّـون نـفـسكم في مآزق ودرابـين تـنحـصرون بـيها وما تـﮔـدرون تـطـلـعـون من ﭼَـرخها ؟ …… أعـطـوا الـقـوس باريها ……. أمثال بعـض مـنا فـنحـن لها !.

من جانب آخـر ، رغـم أنّ الكـتاب المقـدس يوصي بتجـنب الكـذب ، ولكـني في يوم ما وظرف ما ، إضطررتُ إلـيه مع سـبق الإصرار مؤكــّـداً عـلى أني يجـب ويجـب أن أكـذب ، وإلاّ ستكـون هـناك بلبلة كـبـيـرة ، الله لا يرتـضيها ــ ليست لي ــ ولكـن لآخـرين غـرباء قـد لا تحـمَـد نـتائجها عـلى أصحابها ! فـتخـلـق شعـوراً بالـذنب عـنـد مسبّـبها ! إنّ كـذبتي لم أخـفِها أبـداً بل حـكـيتها بـين أصدقاء ومطران بتـفاصيلها .

********************

ملـفات عـديـدة عـنـد البطركـية تستحـق الإدانة بلا خـوف … لكـنها صارت فـوق الـرفـوف :

أولاً : كاهـن يشوي الخـطايا عـلى الفحـم داخـل الكـنيسة أمام المـذبح … والبطرك بـرّره ، فكـتبتُ عـنه

http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=30763

ثانياً : كاهـن يعـمذ طـفـل المغارة في عـيـد الـدنح …….. والبطرك لم يعـمل شيئاً بمستـوى الحـدث ، ولم أكـتب عـنه نـزولاً عـنـد طـلب صديق .

ثالثاً : سابقة خـطيرة لم يـذكـر التأريخ الكـنسي مثـلها ، كاهـن يلعـب قـمار بـفـلـوس المهجّـرين المظلـومين ويخـسرها ــ نـصف ملـيـون دولار ــ وهم عـلى أحـر من الجـمر ينـتـظرون رحمة الله وقـبولاً وإستـقـراراً في بـلـد يأويهم ، كـتب الكـثيرون عـنه ….. وأمور أخـرى عـديـدة …..

لكـن البطرك لم يكـن حازماً في معالجة تلك الحالات ! وإنما بـرّرها بصورة أو بأخـرى أو خـفـف من وطأتها ….

والـﭘاﭘا فـرانسيس يعـيـد قـول الرب يسوع فـيقـول :

إن الله والمال هما سـيـدان مخـتـلفان لا يمكـن خـدمتهما معاً في الوقـت عـينه ، ولـذلك لا يمكـنـنا أن نخـلـط بـين ( تـناغـم الـوفاق وسكـينة الـنـفاق ) ….. وقـداسته على نياته ما يدري بكـربلاء شـصار !!

رابعاً : ألآباء الكهـنة : نـوئيل ، ﭘـيـتـر ،  أيـوب ، وآخـرين غـيـرهم … غادروا العـراق ولم يرجـعـوا لسبب أو لآخـر في فـترة المرحـومَين مار روفائيل بـيـداويـذ ، ومار عـمانـوئيل دلي الـلـذين لم يثـيـرا الموضوع حـول رجـوعهم ، فـحـين جاء ساكـو بطركاً صار يُطالـبهم بالرجـوع لا لحاجـته إليهم بل لـعـرض عـضلاته وله فـيهـم (( مآرب أخـرى )) في سان ديـيـﮔـو …. وواصل الضغـط عـليهم حـتى أصدر فـتـوى بإيقافهم ثم فاز بطردهم ، لكـنهم من جانبهم لم يَـيأسـوا … واخـيـراً منَّ الله عـليهم وجاءهم الحـل النهائي لـبعـضهم من الـﭘاﭘا نـفـسه معـززين مكـرّمين كهـنة في أبرشياتهم ، وللـبعـض الآخـر جاء حلاّ أولـياً وينـتـظرون الحـل الـنهائي …

مثال الأب أيـوب : قـداسة الـﭘاﭘا أعـطاه نـصف الحـل لمشكـلته حـين فـك إرتباطه بالرهـبنة … طيب ، بقي نـصف الحـل الآخـر بـيـد الـبطرك ( لا يقـل أحـد إن المسألة بـيـد المطران ـ هاي ما تـفـوت عـلـينا ) لأنه إذا قال ساكـو قال شـلـيطا …. إحـنا وِلــْـد الـﮔــْـرَيّة واحـد يعـرف أخَـيّه ! .

وخـتاماً ، قـد يستغـرب الـبعـض من قـولـنا : (( كان عـلى البـطرك أن يعـتـذر لهم عـن إساءته لسمعـتهم )) !! ………….. هـل من معارض لهـذا الكلام ؟ .. طيب :

(1) تعالـوا معـنا إلى نهـر الأردن حـيث ذهـب يسوع مع العـديـد من أبناء شعـبه ووقـف في صفـوف الخـطأة ليعـتمذ معـهم ولم يخجـل ! بل وقـف هـناك مع الجـميعومع الخاطئين وهـو لم يخـطىء …..

(2) وإنـطلاقاً من مـبـدأ الإعـتـذار والرحـمة والغـفـران ، هاكم قـصة أروع :

قام الـﭘاﭘا يوحـنا ﭘـولس الثاني بممارسة رائعة يـبقى التأريخ يـذكـره بها ، لم يسبقه أحـد فـيها ، حـين إعـتـرف بخـطاياه عـلى يد كاهـن مفـصول بعـد أن أصبح متسولاً في الـﭬاتيكان فأعاده الـﭘاﭘا إلى ممارسة كهـنوته !!

مَن مِن الإكـلـيروس الـيـوم ( ذوي الـدرجات العـلـيا ) يمتـلـك الجـرأة والشجاعة أن يعـمل مثـله ؟

(3) بالإضافة إلى إمكانية الإستـنـتاج المنـطقي ، أن مار ﭘـطرس خـليفة المسيح رئيس التلامـيـذ ( لا بـد وأنْ ) إعـتـذر لمار ﭘـولـس حـين نـبّهه عـلى خـطئه .. ألسنا الـيـوم نبجـل كـليهما بل نـذكـر مار ﭘـولـس أكـثر !.

الخلاصة :

نسأل غـبطته : ما هـوَ مكـيال رحـمـتـك مع المخـطـئين يا سـيـدنا ؟.

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *