ما بين قومية عيسى قلو وتجاوزات سلام يلدكو

” خاهه عَمّا كَلذايا  “

قرأتُ مقال الأخ عيسى قلو، كما قرأتُ تجاوزات الأخ سلام يلدكو، ورأيتُ من واجبي أن أبين الحقيقة ، حول المغالطات والتجاوزات التي أوردها السيد سلام يلكو .

كان مقال الأخ عيسى قلو تاريخياً ، وبما إنه ألقوشي فقد كتب عن ألقوش القلعة الكلدانية الأصيلة، التي لا شائبة على هويتها الكلدانيةhttp://www.kaldaya.net/Articles/300/Article363_NazarMalakha_Feb10_2007.html

وهذه هي هوية ألقوش قبل عدة مئات من السنين، ومَن يقول عكس ذلك ، فليثبت بالحجة واليقين والأدلة الدامغة، وليس بالمهاترات والشقاوات وفتل العضلات، فهذه زمانها قد ولّى إلى غير رجعة.

مَن يكتب في التاريخ عليه أن يستشهد بالتاريخ، لا أن يكتب ما يمليه عليه عقله وما تفرضه مشاعره، فهنا لغة التأريخ هي الحكم وليس لغة المشاعر.

أود أن اُذكّر السيد سلام يلدكو بالمصدر التاريخي الذي ألفه المثلث الرحمات المطران يوسف بابانا وهو كتاب ” ألقوش عبر التاريخ” نقرأ في الصفحة 43 في السطر الثالث ما يلي : ــ ” يتكلم أهالي ألقوش اللغة الكلدانية الدارجة “

إن كان أهالي ألقوش آشوريين فلماذا يتكلمون الكلدانية ؟ لستُ أنا القائل لكي لا تتهمني بأنني أدافع عن السيد عيسى قلو، بل القائل هو المطران بابانا، وهو صادق في ما يقول، فهل تعترض عليه، أم أنه ليس ألقوشياً،

ولكن لنعود لمنطق العقل ، هل يُعقل أن يتكلم سكان تركيا الإيطالية؟ أم أن الإيرانيين يتكلمون العربية ؟ أم أن الكرد يتكلمون الهندية ؟؟!!!

المنطق يقول بأن الإنگليز يتكلمون الإنگليزية، والكرد يتكلمون الكردية، والعرب يتكلمون العربية والكلدان يتكلمون الكلدانية، هكذا يقول المنطق، وهكذا كان حال ألقوش، لأن اهل ألقوش كلدان فهم يتكلمون الكلدانية .

لا تقولني ما لم أقله

يقول السيد سلام يلدكو ” بعد قراءتي لمقالته تحت عنوان القوش كلدانية، تخيلته (العم عيسى) وكأنه قد وقف امام حشد طويل وعريض من ضحايا المد الآشوري والاحتلال الآشوري ألجديد، تخيلته وهو يحمل الكلاشنكوف وقد ظهرت عليه ملامح الارهاق حيث القتال الشرس بين جيوش الكلدان والعدو الدموي مصاص الدماء القادم من اوربا الغربية تحت الراية الآشورية . وهو(العم عيسى) يدعوا الحشود للهجوم الحاسم حيث القضاء نهائيا على ما تبقى من الآشوريين وعملائهم من الكلدان الذين باعوا ضمائرهم واستبدلوا هويتهم بهوية غريبة عن القوش”

لا أدري من أين أستقى السيد سلام هذه المقولة، قرأتُ مقالة السيد عيسى قلو فلم أجد فيها شيئاً مما ذكره الأخ سلام، ويبدو لي بأن السيد سلام لم يكتب رده بل كتبوه له،

ودعماً لما ذكره الأخ عيسى قلو نقول للسيد سلام راجع الكتاب المذكور ” ألقوش عبر التاريخ ” وفي ص 34 النقطة السادسة يقول المطران ” إن زيارة اليهود لقبر النبي ناحوم في ألقوش آشور ( العراق ) لم تكن مجاملة لأهل ألقوش “

هنا لا بد لي من أشيرك لقراءة المقال على الرابط التالي

http://www.kaldaya.net/Articles/300/Article368_Feb20_2007_NazarMalakha.html

وورد في نفس المصدر الصفحة (تابع معنا رجاءَ سيد سلام )  29 السطر الأول ما يلي : ــ “

قبر ناحوم في ألقوش آشور ( العراق ) “

هل تعرف ماذا تعني هذه العبارة، لن اقول لك، لكي تسعى وتجتهد وتتعلم كيف تبحث في المصادر، فاذهب وأبحث وتعلم ومن ثم تعال وناقش. كما ورد في نفس الكتاب عشرات المرات تسمية ” القوش آشور ” وهي نافذة في الفترة 800 قبل الميلاد، أما بعد 612 قبل الميلاد فلم تعد هناك آشور على وجه الأرض، لقد أنقرضت آشور نهائياً، هذا ما يقوله الكثير من المؤرخين ولستُ أنا القائل، أو لا تشك بأنها من نتاجات خيالي، ولكن التأريخ والحقيقة مُرة كما يقولون، ولا بد لك من تجرع هذه المرارة إن كنتَ تبحث عن التاريخ الحقيقي الصادق.

ولكن يا سيد سلام، ألا ترى بأنك منفعل كثيراً بإتجاه ألقوش القلعة الكلدانية الأصيلة!!!

لماذا لا ينشط قلمك إن كنت شجاعاً ويتكلم عن تكريت الآشورية؟ أم أنكم لا تستطيعون ؟

ولكن لماذا نسيتم عاصمة الصنم آشور ، نينوى، عجبي ألم تكن نينوى عاصمة الآشوريين ؟ فلماذا لا تدعون الآن بأنها عاصمة آشور ويمنع أن يطلقوا عليها العرب بأنها عربية ؟ أم أن هؤلاء لا يمكنكم مقارعتهم ؟ وهل تكيلون بمكيالين يا سيد سلام ؟ أم ماذا

هل كل المدن التي كانت ضمن الأمبراطورية الآشورية قبل الميلاد في كفة وألقوش في كفة ؟

ألا ترى بأنكم تخافون الحديث عن الموصل العربية وتكريت العربية وسامراء العربية وآلاف القرى الكردية التي كانت جميعها آشورية وتدورون وتلفون حول ألقوش، أليس غريباً ذلك ؟ أعيدوا كل تلك القرى وأعيدوا أصل العاصمة الشرقاط  وليسموها منذ الآن شرقاط الآشورية وانا أتكفل لك بأن الأخ عيسى قلو سيكتب مقالاً عن ألقوش الآشورية ، تدلل يمعود ، ولا يهمك بس أرجع أمجاد أجدادك الآشوريين وأمنعوا من تسمية الشرقاط عربية وليكن لكم ما تريدون .

يا للمهزلة، ان تكون مدينة قبل عدة الآف من السنوات جغرافياً تتبع تسمية ما ويأتي بعض من لا يعرف عن التاريخ شيئاً ليقول للتأريخ أنت المخطئ ونحن المصيبون، فعلاً إنها مصيبة أن نبتلي بمثل هؤلاء .

يا سيد سلام يلدكو هل قرأت ما يقوله المستشرق هنري ؟ أم أنك لم يحصل لك الشرف بالتعرف عليه ؟

لن أجعلك ( تدوخ ) كما يقول العراقيون بل سأنقل لك نصاً لكي لا تتعب : ــ

“المستشرق البريطاني أوستن هنري لايارد جاء إلى ألقوش في 1894 وألّف كتاباً في نفس السنة ذكر فيه وصفاً عن القوش في الفصل السابع منه ص 232 – 236 وذلك بعد زيارته معلثايي يقول ما نصه – مترجم عن الأنكليزية :

” القوش بلدة صغيرة مسيحية سكانها كانوا سابقاً كلدان نساطرة أهتدوا إلى الكثلكة ، وحسب التقليد العام الحقيقي كلداناً “.

يبدو إنك شاطر إلى درجة تدعو فيها العم عيسى بقراءة كتاب ألقوش عبر التاريخ وأنت لا تفهم منه شيئاً، لآنك لو كنت قد قرأته لما كتبت ما كتبت ،

وماذا يعني بأنني نزحتُ من السليمانية إلى بغداد ؟ هل يعني أن كل أهالي السليمانية أكراد ؟ هذه مغالطة يا أخي ، ومن قال لك بأن هذه القرى التي ذكرها الكتاب هي قرى آشورية ؟ كيف تستدل على ذلك ؟ هات مصادرك ؟

الآشورية إن كنت لا تعرف تسمية أطلقت على منطقة جغرافية / مثل ألقوش ، مثل أربيل ، مثل العراق ، ولم تكن تسمية الألقوشي تسمية عشائرية أو قومية بقدر ما هي تسمية جغرافية مناطقية، ولم يكن العراقيين ينتمون إلى عشيرة أسمها العراقي ، أو قوميتهم عراقية ، لأننا لو قلنا ذلك لضحك علينا الصغار قبل الكبار، وكذلك هي التسمية الآشورية، هي تسمية مناطقية جغرافية، أبحث في بطون أمهات الكتب وتعلم ، كان هناك شعب آشوري، نعم ، كانت هناك إمبراطورية آشورية نعم ، كانت هناك دولة آشورية نعم ، ولكن لم تكن هناك قومية آشورية مطلقاً ، الشعب يا سيد سلام يتكون من عدة قوميات ، فكّر في الشعب العراقي وقارنه بالشعب الاشوري، وفكر في تسمية العراق والعراقيون وقارنها بتسمية آشور والآشوريون

المصادر كثيرة ومتعددة، ويبدو لي أنك تجاوزت على الأخ عيسى قلو كثيراً بدون أن تدري، وكتبت ما أملاه عليك الآخرون، أو على الأقل كتبت بمشاعرك دون أن تراعي مصداقيتها، ودون أن تراعي ما يقوله التاريخ ، أتمنى أن تعيد ما كتبت وإن ندمت فبإمكانك أن تعتذر

و ” خاهه عَمّا كلذايا “

نزار ملاخا

You may also like...