ما بعد الاستفتاء

بلا شك فان المرحلة التي نعيشها في اقليم كوردستان منذ 2014 الى يومنا هذا والحرب على تنظيم داعش الارهابي ، وحصار المالكي الظالم الممنهج ضد اقليم كوردستان وخلافات الاحزاب المشاركة في البرلمان الكوردستاني  والازمة الاقتصادية العاصفة ومحاولات البعض لادخال الاسلام السياسي في مؤسسات الاقليم المدنية من اجل حرفها عن اهدافها الاساسية، ودخول اكثر من مليونين نازح ومهجر الى الاقليم، وفي النهاية انتصار الاقليم بشكل منقطع النظير على كل هذه المستجدات والاجندات المدفوعة الثمن اقليميا وعراقيا، اثبتت بان جماهير كوردستان الصبورة وقيادتهم الحكيمة ، مؤهلة بشكل ناضج ليس لاجراء الاستفتاء او وضع حدود ادارية لاول دولة كوردية مستقلة فحسب ، وانما لتكون دولة كوردستان احد الاقطاب الرئيسية في الشرق الاوسط ، لها نفوذها وهيبتها بين دول العالم اجمع ، وقد اثبتت جميع هذه المعطيات المنظورة بان الشعب الكوردي ومعه جميع الكوردستانيين بمختلف قومياتهم واديانهم ومذاهبهم مع العمل باستقلالية تامة من العراق الاتحادي واحترام حقوق الجيرة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي من الطرفين.

ربما هناك صعوبات وعقبات امام الاستفتاء والاستقلال منها مايؤخذ بالطريقة القانونية دوليا كالاعتراف بالدولة الكوردستانية دوليا وارضاء (الجيران الاصدقاء الاعداء ) مثل تركيا وايران وبعض الدول ذات المصالح الاقتصادية في العراق اتحادي موحد ضعيف تغلب عليه خلافات ومشاكل وحروب لصيرورة مصالحها الاقتصادية واستدامتها بظروف بالغة الشذوذ داخله هذا اولا ، اما العقبة الثانية هي بحدود الدولة الكوردستانية مع العراق الاتحادي والمناطق الكوردستانية المسماة ( متنازع عليها ) والتي من المؤكد سوف تستخدمها بغداد ليس حبا بتلك المناطق ، كونها لم تقدم لتلك المناطق اي خدمات ولم تولي لها اي اهتمام منذ 2003 الى اليوم ، لكن حبا باثارة المشاكل والخلافات وايقاف عجلة التقدم والتطور لدى كوردستان الدولة الحديثة اداريا ، والقديمة العريقة بشعبها ونضالها وقواتها الامنية من البيشمركة الابطال بمختلف صنوفها ومسمياتها ، كما ومؤسساتها الرصينة ونهجها في التاخي والتعايش المستنبط من نهج البارزاني الخالد اب الكورد والكوردستانيين ورمزهم النضالي ، كما عراقتها في ايواء المظلومين والمطاردين سياسيا من العراق ودول الجوار والحفاظ عليهم ، لذلك فان المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم من ديالى وكركوك الى سهل نينوى وسنجار فيجب ادخالهم في استفتائين كونهم شعب يستحق ان يقرر مصيره دستوريا ، اولهما استفتاء الاستقلال والثاني عائدية مناطقهم اداريا وهذا مايعيد الحق لاصحابه ويغنينا عن المشاكل والخلافات وربما حروب ومناوشات عسكرية مستقبلية .

في الختام ليس ما اكتبه مثاليا ، وصعب المنال، ان اردنا الاستقرار في الشرق الاوسط  والمنطقة ، فدعوا الشعوب هي التي تقرر . 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *