ما المطلوب .. بالضبط ؟؟

في الحقيقة هذه ثالث مرة .. أحاول فيها صياغة موضوع مقالي هذا وكتابته بحيث تصل الفكرة الى القاريء العزيز بأبسط وأسهل صورة , لما في ذلك من صعوبة في ربط خيوط الموضوع المعقدة والمتشابكة .. ولنختصر قدر الأمكان بالقليل من العبارات المهمة والتي تخص الكل ,

من هنا نقول .. من منا لا يخطيء ؟ ومن منا ليست له زلات أو هفوات ؟ ومن منا كامل في كل شيء ؟ الجواب وبكل بساطة لا أحد طبعا ً .. ولأن لكل منا سلبياته وأيجابياته .. وآراؤه وطموحاته  وهذه تختلف من فرد لآخر حسب النشأة والتعليم والظروف .. ألخ .. أذن لابد من صيغة أو طريقة للأتفاق والنقاش والوصول الى ماهو أقرب لأرضاء الجميع أو بالأحرى الأقتراب من ميولهم وافكارهم وتطلعاتهم .. وهذا ما حدث فعلا ً لكل المجتمعات المتطورة والمتقدمة .

وللدخول في صلب الموضوع نقول .. لو تابعنا المشهد العراقي عن قرب وحاولنا التوغل في بعض الأمور لنربط المجتمع سياسيا ً وأجتماعيا ً كحكومة وأحزاب وبرلمان ومواطنين وأفراد عاديين .. ولأن كل هؤلاء مجتمعين يمثلون الشعب بمجموعه ولا يجب أن نفصل أحدها عن الآخر في أي حال من الأحوال , طالما أن الكل منتمين لنفس الأرض ولنفس الوطن أي عراقيين والأختلاف أو الفصل يكون من حيث المهام أو المناصب والوظائف لا أكثر , لرأينا العديد من الأختلافات والتناقضات حاله حال أي مجتمع آخر .. تتعدد فيه الميول والأفكار وتتباين الآراء وتختلف وجهات النظر بطريقة أو بأخرى .. الى جانب تعدد القوميات والأديان والمذاهب , إلا أن الأختلاف عندنا هو الأصرار على الخطأ والسير عليه !!

أن المتابع لتاريخ العراق الحديث خاصة بعد تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وما شهده من أحداث سياسية .. وأنقلابات وأغتيالات للقادة والسياسيين وما بين مد وجزر التيارات والأحزاب وما عاناه الكل .. خاصة الفرد البسيط والمواطن الفقير الذي لا ناقة له ولا جمل في كل ما حدث ويحدث .. جعل المجتمع ككل لا يثق بحكوماته المتعاقبة ومسؤوليه , ودائما ً بينه وبين الحكومة أو المسؤول فاصل أو جدار .. أو لنقل الأولى فوق والثاني تحت ولعقود مضت كان هذا الحال ولم يزل ! وبتعبير أدق وصراحة أكثر أن كل من يحكم يتسلط ويستبد ويأمر وينهي ويمسك بزمام الأمور قدر ما أمكن ولأطول فترة ممكنة .. والأمثلة كثيرة .. لا بل الكثير منا عايشها بكل وأدق تفاصيلها .

وهنا لنطرح سؤالا ً أو بالأحرى السؤال يطرح نفسه , وهو ما المطلوب بالضبط ؟؟ ما العمل وما الحل ؟ إلى متى سيستمر واقعنا هكذا ؟ حكوماتنا غير مسؤولة ! وسياسيونا غير متفقين وأحزابنا متخالفة ومتقاطعة والكل متناحر ومختلف .. والأكثرية منا لا تعي ماذا تريد ! ما المطلوب سواء كمسؤولين أو مواطنين وما المفروض تقديمه وفعله , والطامة الكبرى هنا أن الكل واثق أنه على صواب , وإن كنا على صواب فلم وصلنا الى ما نحن عليه ولا زلنا من سيء الى أسوأ بكل المقاييس ! أين الخلل إذن ؟ وأين الخطأ ؟؟ وما المطلوب بالضبط وفي هكذا مرحلة بالذات ؟

هناك الكثير لنفعله مواطنين وأفراد .. قادة وسياسيين .. حكومة وبرلمان وأحزاب .. الكل مع الكل دون تمييز أو تفرقة وعلى أساس المواطنة .. ومن مبدأ الحقوق والواجبات , ومبدأ الشراكة الوطنية … لا شراكة المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة , أو شراكة المصالح المذهبية أو القومية أو الطائفية .. مناقشة الأسباب التي أوصلتنا الى ما نحن عليه والتي باتت تهدد مستقبل البلد ككل ! من تناحر وأقتتال طائفي وما سال فيها من دماء الآلاف من الأبرياء .. ونهب المال العام بكل الطرق ! وأسقاط الخصوم السياسيين .. وأسكات الأصوات المطالبة بالحق والحقوق .. ومحاربة الخيرين والنزيهين .. وأهمال الكفاءات .. والتعامل على أساس الأنتماء والولاء .. والكثير من الممارسات التي باتت لا تعد ولا تحصى والعجائب والغرائب التي تحدث يوميا ! في مختلف مجالات الحياة ..

مطلوب منا الكثير .. والكل دون أستثناء من المواطن البسيط الى المسؤول الى المدير العام الى البرلماني .. والى أعلى القيادات .. لأن الكل مواطن قبل أن يكون أي شي آخر , مطلوب منا أن نعي الدرس جيدا ً وأن نفهمه , لنتجنب الأخطاء مستقبلا ً .. أو نتلافى أكثرها .. نراجع أنفسنا بكل مصداقية لنميز بين ما يفيد وما لايفيد .. وبين ما يبني ويطور وما يهدم ويخرب .. ولأن تجربتنا غنية وما عشناه وعانيناه لهو قمة المآسي .. بكل ما للكلمة من معنى . فلابد من تغيير والتغيير لابد أن يكون منا وإلينا .. ونحن أدرى بما نريد .

بأيدينا الحل .. وبأيدينا ان نبني ونعمر ونطور .. للأجيال القادمة .. لمستقبل واعد ولغد مشرق … لتصبح الأمنيات حقائق .. والأحلام واقع .. هذا هو المطلوب لا أكثر .

غسان حبيب الصفار

20 / 7 / 2012 / كندا

You may also like...