ما الفرق بين مار دنحا ويونادم كنا؟

إنهما يسلكان درباً واحدة! درباً شائكة يعزفان عبرها سمفونية سمجة مزعجة مليئة بأكاذيب مُختلَقة بعيدة عن الواقع والحقيقة، فيها تزييف واضح وتشويه مُتعَمَّد، ليتوافق مع الخطاب السياسي المؤدلج المُتبنَّى من قبل أحزاب الكلدان النساطرة (دُعاة الآشورية الوثنية المعاصرين) ومرَدُّ ذلك هو قلة الثقافة وفقدان الضمير واختيار سُبُـل التضليل ودعوة البسطاء للسير فيها بدون وعيٍ أو دليل، وما يدفعهما الى فعل ذلك هو شعورهما بالنقص بسبب انقياد آبائهما الأعمى لتعليمات المُرسَل الأنكليكاني رئيس بعثة التبشير البريطانية الذي جعلهم يبتعدون عن تعاليم المسيح الرب المليئة بالنعَم التي تقود الى الأخوة والمحبة والعدالة. فإذا كان قد مال عنها يونادم كنا وهو علماني سياسي يستسيغ كُل السُبُل الملتوية في سبيل الغاية، كيف يُعـلَّل ميلانُ رجل دين في أعلى هرم سلطة كنيسته النسطورية عن هذه التعاليم المحيية؟ كيف يُبيح لذاته استغلال مناسبة الميلاد فيُعمم رسالة ذات شقين متناقضين ديني وسياسي؟ ففي الشق السياسي أهاب بالشعب المسيحي الى الإعتراف بكونه شعباً واحداً يُدعى الشعب الآشوري وهويته هي” الآشورية”! يا لها من جهالةٍ يندى لها الجبين، ويُفنِّـد بُطلانها كُلُّ القارئين، إنها دعوة خرافية لا يقبلها العقل السليم  ولا المنطق الحكيم، يُمكن أن تصدر من سياسي عنصري مفلس كيونادم كنا وقد أطلق هذه الخرافة فعلاً قبله في لقاء أجرته معه القناة البغدادية، ولكن أن تصدر من قائد روحاني كبير هي جناية كبرى!
ما هي الغاية أيها القائدان النسطوريان مار دنحا الروحي ويونادم كنا السياسي من تشبثكما بفرضية وهمية عقيمة بصدد الوجود الكلداني عبر منطقٍ قديم بالي يتناقض مع الواقع الموضوعي؟ هل تظنان بأن استفزازكما للكلدان بهذه الأساليب التافهة تجنون منها للباطل الذي تعيشون به فائدة؟ أقول لكم بملْ الفم كلا ثمَّ كلا! إن كانت الحقيقة الكلدانية قد حُجبَت في هذه المرحلة الصعبة من التاريخ العراقي الحديث عن معرفة القوى السياسية الكبرى المُهيمنة على مقدرات العراق المتمثلة بالعرب السنة والشيعة والأكراد بسبب الترويجات الإعلامية الإفترائية لأحزاب الكلدان النساطرة المسمّاة بـ ” الأحزاب الآشورية” زيفاً وبهتاناً ضِدَّ الوجود الكلداني، لا بـدَّ أن تنكشف هذه الحقيقة إن عاجلاً أو آجلاً وعند انتفاء حاجة هذه القوى من مراوغاتكم ودسائسكم التي يفرضها عليكم باطلكم المُخزي الذي بنيتم عليه فرضيتكم الخيالية العارية عن الصحة تماماً، وكما يعلم الجميع فإن ما يُبنى على الباطل فهو باطل!!!
إن كنتم يا أحزاب الكلدان النساطرة كلدان الجبال (آشوريي اليوم المزيَّفين) قد نجحتم في الجناية على الكلدان في هذا الزمن الرديء إعلامياً وسياسياً، ففي ذات الوقت قد جنيتم وقادة كنيستكم على شعبكم البسيط المخدوع بكم وقد يحترق من جراء تصرفاتكم بسبب ايقادكم نار العداء والكره بينه وبين شقيقه الشعب الكلداني الكاثوليكي المؤمن بالعدل الإلهي الذي يُمهل ولا يُهمل،إن أعمالكم وتصرفاتكم هي وثنية المنحى بعيدة عن الإيمان المسيحي، وإلا لَما سلكتم ضِدَّ إخوتكم الكلدان هذا المسلك الخياني، ومَن كان بينكم سائراً في طريق العدل والحق، جاهد بكل عطائه ومقدرته الروحية واللاهوتية لينتشلكم من الهوة العميقة التي أنتم منغمسون فيها، فلم يُفلح بسبب العنجهية والتعصبية القبلية المتخلفة المستحوذة على عقولكم المتحجرة، فألهمه الله أن ينسحب مِن وسطكم كما انسحب خائف الله لوط من وسط شعبه!!! إنها نصيحة يا ليتها تُثمر !

الشماس د. كوركيس مردو

You may also like...