مار يوسف البتول / بقلم : سمير شيخو

 

ولد في اليهودية في السنة الاربعين قبل الميلاد،من نسل الآباء والملوك مثل مريم العذراء من ذرّية داؤد النبي،وهو ابن يعقوب بالطبيعة وابن هالي بالشريعه كما قال البشير متّى الانجيلي ، حيث ان يعقوب وهالي كانا اخوة لأم واحدة ، ولمّا توفي هالي تزوج يعقوب من امرأة اخيه هالي حسب شريعة موسى(الناموس). لقد كان يوسف فقيرا ومهنته النجارة  ،لكن فقره لم يخفي  شرف أصله وقد اختاره الله لقداسته وسموّ طهارته ليكون خطّيب مريم العذراء ولدة ابنه عليها السلام وحارساً لهذا هيكل الله المقدّس عليها السلام ، وأباً ومربيّاً ليسوع المسيح كلمته -الحكمة الأزلية -له كل المجد ، فلن يوجد في  الرجال اشرف واطهر واعظم في عينييّ  الرب من مار يوسف البتول ،وهو بحسب رأي الكنيسة الجامعه المقدسة الواحدة كان بتولآ ابداً ، وتقدّس في  حشا أمّه مثل يوحنا المعمذان . لقد جعل الله يوسف ومريم فريدين في الطهارة والقداسة وكاملين في  جميع الفضائل حتى أنه لم ولن يخلق في العالم نظيرهما ، وذلك لكي يكونا لائقين لخدمة ابنه الوحيد .لقد اراده الله خطّيباً لمريم العذراء لكي يخفي عن الناس سرّ الفداء ويصون العذراء من الافتراء بما ان حبلها لم يكن من زرع رجل ،  ويدعوه الانجيل بالبار لأنه كان يمتلك كل الفضائل فأسم يوسف معناه الكثرة والزيادة والنموّ ، حيث أن امتلائه من جميع مواهب الروح القدس وسلامة قلبه ورحمته وتواضعه العميق جدّاً وذكاءه وفطنته ، علّمه ان لايشهر أمر مريم الحبلى ، وبتواضعه الكبير عرف طهارتها البريئة من الدنس و شرفها الطوباوي والسرّ السامي الذي جعله الله فيها ، فحسب نفسه غير مستحق لمرافقتها وخدمتها ، ومن ثم مربياً ليسوع كلمة الله التي كانت في  البدء عند الله وهي الله والتي  نزلت وحلّت في  احشاء تلك التي تفوق طهارة على جميع العذارى ،وتسمو ضياءً وبهاءً على الشمس والقمر والكواكب .ياللشرف الرفيع جدّاًفوق الوصف الذي جازه القديس يوسف العظيم ، حيث ذاق اعظم سعادة أمكن وجودها على الارض وهي ان والدة الأله كانت تدعوه مولاها وأبن الله حالق البشر يخضع له ويدعوه أباه كخضوعه لأبيه الله الآب .واذا كان الرسل سعداء لانهم عاشوا مع يسوع المسيح ونظروا وسمعوا اقواله مدة ثلاث سنين   فكم بالاحرى مار يوسف الذي صار اسعد لانه لافقط نظر يسوع وسمعه مدة حوالي 30 سنة ، بل وايضا حمله على ذراعيه وضمّه الى صدره وعانقه وربّاه ودبّره ، وعاش معه بسيرة مخفية عند الله حتى رقاده المبارك  ، لذلك يليق له الاكرام الكبير اكثر من جميع القديسين بعد مريم العذراء ام الله سلطانة السماء والارض . ومع كل هذه النعم العظيمة التي زيّنه الله بها حفظ تواضعه حيث كان يحسب نفسه الاخير في الناس وكان يكتم المزايا والنعم العظيمة التي وشّحه الله بها . أما رقاده فقد كان قبل حياة يسوع المشتهرة وقبل صنع الآية الاولى في  عرس قانا الجليل ،لن الأنجيل يخبرنا ان يسوع ومريم والتلاميذ كانوا مدعوين ولم يقل شيئا عن يوسف . وقد رقد بين يدي يسوع ومريم ولانشك في ذلك ادنى شك وحاز المجد والسعادة بحياته ورقاده في مرافقتهما . فلذلك اختارته الكنيسة المقدسة الجامعة ليكون شفيعا للميتة الصالحة . اما جسده فدفن في وادي يهوشافاط الذي بين جبل صهيون وجبل الزيتون في الاراضي المقدسة – فلسطين – والذي اصبح بعد ذلك بقرب قبر مريم العذراء الذي يوجد في نفس الوادي . واضح تماما وبدون شك أن القديس يوسف البتول لم يكن كبيرا في السن ،عند خطبته لمريم العذراء  او شيخاًكما يتوهم البعض ،بل كان شابّاً ،ولم يكن مسنّاًعند رقاده ، بل واضح ايضاً أنه رقد بعمر يتراوح مابين 60 سنة فاكثرالى 70 سنة لا اكثر، وكان بتولاً ابدا ودائماً، وقد اتخذته الكنيسة المقدسة محاميا لها .ز

فلنطلب حمايته بثقة .زيامن اعطى اقدس مثال في العفّة والطهارة والابّوة والنسك  معاً ..أن وصفك ايها البار يبهج القلوب ،وعرفك يعطّر النفوس ، لانك فقت فضلاً وصرت اهلاً لافتخار لايزول فلك منّا اصناف السلام                 

 سمير شيخو                                                                                                                                                                                            

You may also like...